هل تنكر أن الشيعة يبنون مذهبهم على التقية!!
بسم الله الرحمن الرحـيم
أخي الفاضــل أبا علي
دعك من أقوال القــوم فكل قد أصــاب وأخـطــأ ولنــأخــذ الحــق من معــينه ، من كتــاب الله الذي لا يــأتيـه الباطــل من بين يديـه ولا من خــلفه ، من الذكــر الذي تكفــل مولانــا تبارك وتعــالى بحـفـظـه ليحـفظــنا به فــلا يتخــطفنا هـذا أو ذاك ( لن أســمي ) ،
ولـنرد القـول في التقــية إلى كتــاب العزيز الحــكيم ونحـاول سـويا فهمـها فهمـا موضـوعــيا لا بتــرا ولا اقتطــاعا لآية أو بعض آية لصرف الحديث عن موضـعه إنتصــارا لقــائل أو لمذهب متبـع فكــلنا على مــلة الإســلام أمة واحــدة وربنــا الله العــزيز الرحــيم نعــبده وحـده لا نشـرك به شــيئا ،
قال تعـالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصـيبا من الكتـاب يدعـون إلى كتـاب الله ليحـكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معـرضون ، ذلك بأنهم قالوا لن تصـيبنا النـار إلا أياما معدودات وغــرهم في دينهم ما كانوا يفـترون )
نفهم من هذه الآية أن إعراضـهم عن تحــكيم كتاب الله ســببه قولهم ( لن تصيبهم النار إلا أياما معــدودات ) فرد المولى عـليهم بأن ذلك افتـراء منهم في دينــه ، فلنتـابع
( فكيف إذا جمعنـاهم ليوم لا ريب فيه و وفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظـلمون ، قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشـاء وتنزعه ممن تشـاء بيـدك الخـير إنك على كل شيء قدير )
هنا يوضح المولى عز وجـل الحـقيقة التي هي ضد إفترائهم بأنه سيحاسب كل شخص بما كسب هو ذاته في نفسـه لا بإتباع من تولى الملك فحكم بغير ما أمــر الله وليقــل في نفسه إن الملك بيد الله وهـو القادر عـلى نزعـه ممن افترى وحكم بغير ما أنزل فهـو على كل شيء قديـر ، فلنتــابع
( تولج الليل في النهـار وتولج النهـار في الليل وتخـرج الحي من الميت وتخـرج الميت من الحي وترزق من تشـاء بغـير حـســاب )
هذه أمثــلة لقــدرته أولا ثم بيان أن الرزق بيـده لا بيـد من حكمــوه ، فلنتــابع
( لا يتخــذ المؤمنـون الكافرين أوليــاء من دون المؤمنـين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقـوا منهم تقــاة ويحـذركم الله نفسه وإلى الله المصـير )
هنـا يمنع الله تولي من لم يحكم بمـا أنزل الله وسـماهم الكافرين لأنهم افتروا في الدين كمـا بين في صـدر الآيات وتبرأ ربنا ممن يتـولاهم ( فليس من الله في شيء ) ولكن بحكم أنه محكـوم ضعيف رخص له المولى التقـية من ذلك الحاكم وأتبعـها بقوله ( ويحـذركم الله نفسـه ) أي أن للتقـية حــدود فلا تسـرف في الإتبـاع والمتـابعة كأن تنصر الظـالم وتعــينه على حكمـه وافترائه فربك عــليم بالســرائر وتقـواه ألزم من تقـاتكم ،
فما ألصـق التقــية بالشــيعة ( أقصد من شايعوا آل البيت رضوان الله عليهم ضد حكم الأمويين لا شيعة اليوم فلست منهم ولا من مناصريهم ) أنهم كانوا لا يعترفون بملك بني أميـة فلا يتخــذنوهم أولياء دون آل البيت فلزمهم أن يتقـوا رغمــا عنهم لضـعفهم ،
المفضلات