السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
عندما يُسَب النبي صلى الله عليه وسلم وتُتّهَم أمه بالزنا أو يقال من ألسنة النصارى القذرة " محمد ابن الكذا " أو يا تابع النبي الكذا " أو نبيكم رسول كذا " وإلهكم كذا " بأقذر الألفاظ فأنا كمسلمة أستحل قتلهم إن لم يرتدعوا
وأنا كمسلمة أرى رد السباب على النصراني سليط اللسان أقل واجب واحترام لا يستحقه

وأنا كمسلمة لا يضيرني أبداً أي لفظ يُقال لنصراني صاحب لسان قذر سب إلهي ونبيي وقرآني ولن أقول لمن يسبه كده عيب ولا كده ما يصحش
فالإنسان لا يتحمل مثل هذا السباب على أمه أو ابيه فكيف نتحمله على درة القلوب ونور العيون ونقول حُسنى ؟

أنتم قلتم بأنه يجب علينا أن نجادل بالحسنى النصاري الباحثين عن الحق، ماذا لو أن أحد الباحثين عن الحق قرأ هذه الألفاظ؟؟
رد السباب لا يُوجه للنصراني الباحث عن الحق بل للنصراني السباب
ولا أعتقد أن الباحث عن الحق ساذج لدرجة أن يأخذ السباب على نفسه ويقول المسلمين لا يحاورونني بالحسنى
لما الباحث عن الحق يحاورنا سيرى منا ما لم يره في حياته من رحمة وإن تطاول فسينضم إلى قافلة المطلوبين

أحد الباحثين عن الحق عندما يرى أننا نرد عليهم وأنهم قاموا بسبابنا سيقول النصارى يستحقون ذلك لأنهم تطاولوا ونالوا ما يستحقون
أما إذا انحاز للنصارى برغم سبابهم وتطاولهم على نبينا وتاج رؤوسنا فهو ليس بباحث عن الحق
الباحث عن الحق سينظر نظرة عادلة لكلا الطرفين ولا تقنعني أن الباحث عن الحق سيلوم المسلم أن دافع عن معتقده وفي المقابل يرضى بقباحة النصارى المتطاولين ويكره الإسلام وهو في موقف الدفاع لا الهجوم

أعتقد بأن الغريزة البشرية تميل لتصديق الدين الذي فيه احترام أكثر...فمثلاً لو دخل نصراني يبحث عن الحق ووجد الشتائم من طرف النصارى بينما وجد الإحترام من طرف المسلمين أعتقد بأن هذا سيزيد من إيمانه بأن الإسلام هو الحق...أليس كذلك؟؟
لا ليس كذلك
هل إن رد البوذي على من سبه باحترام يثبت هذا أن البوذية دين الحق فيلجأ النصراني إلى البوذية ؟
كما أن الغريزة البشرية عادلة تحب العدل لا الجُبن
الغريزة تحب معاقبة الخاطئ وردعه لا تحب ترك الخاطئ يعيث الفساد في الأرض
وهناك إضافة يجب أن تضاف إلى هذا الاقتباس وهي أن ينظر الباحث نظرة عادلة وهناك من النصارى المحترمين يرفضون أسلوب زملائهم في سب المسلمين
وعندما يبرر النصراني ويقول المسلم يسب وكذا وكذا يقول لهم النصراني أنتم من بدأ السباب واستفز المسلم وهو يرد عن دينه

نحن نريد باحث عن الحق عادل لا نريد خانع ولا متخاذل ولا شخص يرضى بالهوان لدينه
إن كان باحث عادل سيرى ويحكم بالعدل ولن يتعجب من رد المسلم على سباب النصراني
أما عن الباحث الذي يريد دين فيه احترام أكثر فأعتقد لن يجد هذا الاحترام بين أسفار حزقيال وسطور نشيد الأنشاد التي قيلت بلا أي مناسبة سوى إثارة الغرائز
وهناك فرق بين الاحترام في النصوص التي نتعبد بها وبين العقوبات التي يُعاقَب بها المجرم
فالألفاظ التي ينتقدها النصارى هي للعقاب والردع وليست لإثارة الغرائز ككتابهم الإباحي

أعتقد بأن هذه الألفاظ يجب استخدامها في الحالات التي ذكرتوها أحبتي في الله ولكن لا أعتقد أنه من الصائب استخدامها في مناظرات كتابية، هل يوجد أي حديث يذكر أن أحد الصحابة قد شتم أحداً في خطاب كتابي؟ أم أن جميع حوادث الشتم كانت في نقاشات كلامية؟؟؟
أخي أنت تقول خطاب كتابي
والموقف الذي نتحدث عنه ليس خطاب كتابي بل هو مناظرة سواء مكتوبة أو صوتية أو مباشرة فالحكم واحد
فقام أحدهم بسب النبي صلى الله عليه وسلم فنال ما يستحق

إن حدث وسمعت عن مناظرة كتابية بين الصحابة والنصارى وقام النصارى بسب النبي صلى الله عليه وسلم في المناظرة فسكت الصحابة على ذلك وقابلوا سباب النبي بالحسنى فأخبرنا عن هذه المناظرة
ولا تنسى شعر الهجاء الذي قاله الصحابة في حق من يخوضون ويتطاولون على النبي صلى الله عليه وسلم
وأكرر : حضرتك تقول

وأنا متأكد بأن الرسول ما كان ليرضى أن يتم التفوه بمثل هذه الألفاظ أمام أمهاتنا وأخواتنا.
أنا كمسلمة لا مانع عندي بل أرحب بكل أنواع العقاب لكل خسيس يتجرأ على عِرض نبينا صلى الله عليه وسلم بل وإن كنت في المناظرة ورأيت عِرض نبيي يُهان سألقنه درساً لن ينساه بالألفاظ وباللسان وبالأيدي إن تمكنت بل وإن استمر سأقطع لسانه من فمه وأخيّره قبلها إن كان يفضل أن ارد عليه بالسباب أم بقطع لسانه وليختار بينهما

وعلى النصراني الباحث عن الحق الذي يستاء من معاقبة السبابين برد سبابهم عليهم أو يعتقد أن هذه الألفاظ لا تُقال أمام أمه وبناته أن يقرأ أولاً كتابه أمام أمه وبناته

سفر حزقيال 23: 20 وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ.
فأيهما يختار ؟ " امصص بظر اللات " عقاب للسّباب أم عشق أعضاء الحمير ومني الخيل في فحش وإباحية حقيرة ونصوص لإثارة الغرائز فقط؟
ومعذرة لكن وجب التوضيح من مسلمة لأنك تعتقد أن المسلمة لا ترضى بردعهم بالألفاظ
واسأل أي مسلمة بتفهم في دينها شوية حترد نفس ردي وتقول لك ده أقل واجب معاهم لكن الأول انقل لها سبابهم ووريها شكله على النبي صلى الله عليه وسلم
تبارك الله عز وجل وبارك في جهودكم لمساعدتي على فهم هذه الشبهة
وفيك بارك الله أخي وتأكد أن سبابي النصارى هؤلاء ما تجرأوا علينا إلا بتخاذل ولاة أمرونا الذين سكتوا على قباحتهم وأباحوا لهم التطاول على خير البرية بلا ردع ولا عقاب ولا مراقبة وتعاملوا معهم بالحسنى وتركوا لهم الحرية بقول كل ما يريدون

عندما حدثت ثورة الشباب في 25 يناير 2011 ضد الحاكم الذي يجتمع العالم بأكمله على جبروته وفساده قامت الدنيا ولم تقعد وقاموا بفصل الإنترنت عن مصر حتى لا يزداد عليه الغضب ولا يرى الشباب فظائعه ولا يزيدون الكيل عليه فخاف على نفسه وعلى منصبه وعلى منظره

وفي المقابل نبينا صلى الله عليه وسلم يُسَب على المواقع الساقطة أخلاقياً ليل نهار ولم يتحركوا ولم يفصلوا إنترنت ولم يحجبوا حتى تلك المواقع ولم يحزنوا على عرض نبينا الذي يُسَب وقرآننا الذي يتطاول بعض المرتزقة عليه
فأي حُسنى بعد كل هذا الدلع والحرية الفاشلة التي نالوها واستخدموها كالبهائم في غير مكانها ؟