-ص 444 -
وقال السيوطي في الإتقان :" وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين ، وفي مصحف أُبيّ ست عشر لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع .
وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال : كتب أُبيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين و ( اللهم إناّ نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) وتركهن ابن مسعود وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب والمعوذتين " ( 1) .
للقاري ج2ص315 ،مناهل العرفان ج1ص268 ، صحيح البخاري ج3ص144 ، مسند أحمد ج5ص129-130 بأسانيد متعددة ، الفقه على المذاهب الأربعة ج4ص258 ، روح المعاني ج1ص24، كنـز العمال ج2ص356-373 ، إرشاد الساري7ص242 وغيرها من المصادر .
( 1 ) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1ص65.
موقف ابن مسعود من المعوّذتين
بلغ موقف ابن مسعود من المعوذتين شهرة أغنتنا عن تكلف ذكر أدلته ، فأمره واضح لا يحتاج إلى بيان ، ومن جاس خلال الديار يعلم أن روايات أهل السنة الصريحة المتظافرة الصحيحة كانت سببا كافيا لـجزم كثير من علماء أهل السنة بإنكاره لقرآنية المعوذتين كما سيأتي نقل كلماتـهم بإذنه تعالى ، وهذه الصراحة ينفر عنها التأويل والتحوير ، وهاك غيضا من فيض نسكن به نفوس البعض :
عن مسند الحميدي :" قال ثنا سفيان قال ثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بـهدلة أنـهما سمعا زرّ بن حبيش يقول : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين ، فقلت : يا أبا المنذر! إن أخاك ابن مسعود يحكـّها من المصحف ! ، قال : إني سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : قال لي : قل ، فقلت : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم " ( 1 ) .
ومن مجمع الزوائد :" عن زر قال : قلت لأبيّ : إن أخاك يحكهما من الصحف ! ، قيل لسفيان ابن مسعود فلم ينكر ، قال سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : فقيل لي ، فقلت . فنحن نقول كما قال رسول الله " ( 2 ) .
" وعن عبد الرحمن بن يزيد يعني النخعي قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول : إنـهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى " ( 3 ) .
"وعن عبد الله ، أنه كان يحك المعوذتين من الصحف ، ويقول : إنما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتعوذ بـهما وكان عبد الله لا يقرأ بـهما " ( 4 ) .
( 1 )المسند للحميدي ج1ص185ح374.
( 2 ) مجمع الزوائد المجلد السابع ص149 ( باب ما جاء في المعوذتين ) ، وعلق عليه ( قلت : هو في الصحيح خلا يـحكهما من المصحف ، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ).
( 3 ) ن.م ، وعلق عليه ابن حجر ( رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات ) .
( 4 ) ن.م ، وعلق عليه ابن حجر ( رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات ) .
المفضلات