تابع رد حاتم3
نقد التبريراتالإضافية
ثم بعد هذا ينتقل الزميل القبطان إلى تبريرات إضافية للموقفالألحادي :
اقتباس:
رابعا:
تبريرات إضافية للموقف الإلحادي:
دليل تناقضالأديان:
إذا كانت الغاية الإلهية هي "هداية" البشر إلى دين الإسلام، فقد فشلتفي ذلك بشكل غريب.
فالإسلام نفسه انقسم إلى فرق مختلفة لا تتفق بينها علىالكثير، وتصعب علي رؤية الغاية الإلهية وراء ذلك.
ومن سكان الأرض ليس أكثر منسدسهم على دين الإسلام (ولو على الهوية).
والسبب الرئيسي في ازدياد عددالمؤمنين بالإسلام إنما هو نسب الولادة المرتفعة في المناطق الجغرافية التي تمإخضاعها لحكم إسلامي خلال القرون الإسلامية الأولى.
بينما تغيير الناسلدينهم (إلى الإسلام أو إلى غيره)، عملية لا علاقة لها بالاقناع أو الإقتناع فيمعظم الحالات.
بذلك تبدو الطريقة السائدة لتنفيذ المخطط الإلهي لنشر الدين، عبركثرة الأولاد، أو عبر حروب وفتوحات حصلت في الماضي البعيد ثم توقفت وتراجعت، فكرةغريبة جدا.
إن كان يريد هدايتهم ومكافأة أكبر عدد منهم لعبادتهم له، خصوصاعن اقتناع عميق، فلماذا يعتمد على هذه الطريقة الغريبة؟
هناك طرق أبسط من ذلكبكثير.. خصوصا اليوم في عصر العولمة.
كأن يستخدم التلفزيون، فيحجز جميعالأقنية، كل يوم، في ساعة محددة، ويخاطب البشر بما يحتاجونه (مثلا يتلو لهمالقرآن).. دون أن يكون هناك تفسير طبيعي لما يحدث.
الطريقة الحالية تنتجمليارات من البشر الذين لا خيار لهم إلا الذهاب إلى الجحيم لنقص الأدلة المقنعة (رغم "إقامة الحجة عليهم حسب المفهوم الشرعي")، فهي لا تتناسب مع الآليات النفسيةللبشر عند اعتناق الأديان أو تغييرها..
أولاحقيقة استغربت هذه الطريقة في التفكير من الزميل القبطان الذي عهدت فيه مستوى أرفعبكثير من هذا الاعتراض القائم على أن يحتل الله جميع القنوات الفضائية في توقيتواحد ليسمع الناس القرآن ، وأنه إذا لم يفعل ذلك فلا إيمان به.
وكأن الأيمانبالله يحتاج إلى هذا النمط من الإشعار بوجود الله.
لكن لا أريد تسفيه هذاالاستدلال أدبا مع زميلي .
ولذا سأنتقل إلى تفسير مسألة شيوع الكفر وقلةالمؤمنين بالأسلام.
لقد ربط الزميل القبطان هذا بالحساب ثم بنى عليه الموقفالألحادي.
والحق عندما نراجع القرآن الكريم نجد أن خلق آدم في حوار الله معالملائكة كانت الغاية منه هو وجود كائن جديد يختلف عن الملائكة الذين بطبعهم لايعصون الله ما أمرهم. فكان الأنسان كائنا فيه قابلية الكفر وقابلية الأيمان. أييمكن أن يسلك سبيل الشر ويمكن أن يسلك سبيل الخير.
فلديه القدرة على الأختيار.
لذا لوشاء الله لجعل الناس كلهم مؤمنين.
ولكن إرادة الله جعلت للناس حريةالأختيار ،فمن شاء أن يؤمن يؤمن ومن شاء الكفر يكفر.
أما الحساب ،فأمره لله ،ولكن عدم تدين الناس بالاسلام لا يعني بالضرورة تعذيبهم لقول القرآن"وما كنا معذبينحتى نبعث رسولا"
فحسابهم إذن مرهون بوصول الرسالة إليهم وصولا لا غبش فيه ،وعلى نحو يتحقق به البيان.
ومن بين المذاهب الاسلامية التي لها قول في شأنالحساب ، المذهب المعتزلي الذي يقول بأن الله سيحاسب هؤلاء الأقوام - التي لم تصلهارسالة الوحي - بحسب رسول العقل. بمعنى أن في العقل قدرة على التقبيح والتحسين. فذلكالنرويجي أو ذلك الصيني ... الذي لم تصله الرسالة النبوية يحاسب بحسب العقل ،فإذاقتل وسرق وظلم واعتدى... فتلك مساوئ يقر بقبحها العقل ، ومن ثم سيحاسبه الله عليها. وذاك الذي يعطف على الفقراء ويرحم من في الأرض ويسهم في خير الأنسانية بالعلموالحكمة فذاك سلوك خير سيجازيه الله...هذا باختصار موقف الأعتزال...
ورغم كونيلست معتزليا ، ورغم أنه لدي شخصيا أفكار أخرى في شأن هذا الموضوع فلا أجده متعلقابشكل مباشر بالاستدلال على وجود الله .لذا نحتاج هنا إلى حصر الموضوع والتحقق مناستكماله أولا قبل بحث مسائل النبوة والقدر والحساب ...الخ لكن رغم ذلك أرى فيماسبق مؤشرات للجواب .
المفضلات