سكينة النفس


يقول الدكتور يوسف القرضاوي :

منذ أعوام قرأت في مجلة المختار كلمة ناضرة لأحد الأطباء اللامعين في أمريكا , قال فيها :


وضعت مرة وأنا شاب جدولاً لطيبات الحياة المعترف بها , فكتبت هذا البيان بالرغائب الدنيوية ؟

( الصحة والحب والموهبة والقوة والثراء والشهرة ) ثم تقدمت في زهو إلى شيخ حكيم ..


فقال صديقي الشيخ : " جدول بديع وهو موضوع على ترتيب لا بأس به

ولكن يبدو لي أنك أغفلت العنصر المهم الذي يعود جدولك بدونه عبثاً لا يطاق " ,

وضرب بالقلم على الجدول كله وكتب كلمتين : ( سكينة النفس ) .


وقال : " هذه هي الهبة التي يدخرها الله لأصفيائه , وإنه ليعطي الكثيرين الذكاء

والصحة , والمال , وليست الشهرة بنادرة , أما سكينة القلب فإنه يمنحها بقدر " ...


وقال على سبيل الإيضاح :

ليس هذا برأي خاص لي , فما أنا إلا ناقل , هؤلاء الحكماء يقولون :

" خل يا رب نعمة الدنيا تحت أقدام الحمقى وأعطني قلباً غير مضطرب !! ".


وقد وجدت يومئذٍ أن من الصعب أن أتقبل هذا ,

ولكن الآن وبعد نصف قرن من التجربة الخاصة والملاحظة الدقيقة ,

أصبحت أدرك أن سكينة النفس هي الغاية المثلى للحياة الرشيدة ,

وأنا أعترف الآن أنَّ جملة المزايا الأخرى ليس من الضروري أن تفيد المرء السكينة ,

وقد رأيت هذه السكينة تزهر بغير عون من المال , بل بغير مدد من الصحة ,

وفي طاقة السكينة أن تحول الكوخ إلى قصر رحب ,

أما الحرمان فإنه يحيل قصر الملك قفصاً وسجناً .


منقول


s;dkm hgkts