مناظرة 90 دقيقة بين د.يسري ود.النجار تقلب الموازين في مدينة نصر




كتبت- إيمان إسماعيل:
"كل همه يعمل دعاية للحزب.. الغرض تشويه الإسلاميين لا غير.. المدح في النفس أكثر من اللازم.. رؤيته ضيقة في نطاق الحجاب والمايوه؛ أما التفكير في بناء الوطن فغير موجود"، كان هذا جزءًا من آراء أهالي دائرة مدينة نصر والقاهرة الجديدة في الدكتور مصطفى النجار، مرشح حزب "العدل" على مقعد "الفئات" بدائرة (مدينة نصر والقاهرة الجديدة)، بعدما شاهدوا مناظرته على برنامج "90 دقيقة" مساء أمس، مع منافسه الدكتور محمد يسري، المرشح المستقل على المقعد نفسه، والمتحالف مع حزب "الحرية والعدالة.

أكثر ما أثار غضب أهالي الدائرة هو اعتماد د. النجار على مهاجمة منافسه وتشويه صورته وإظهار عيوبه، سواء كان نقده صادقًا أم لا، دون أن يعرض مميزات برنامجه الانتخابي أو يقنع أهل الدائرة بما يمتلكه من مقومات قوية.

وقالت رحاب عبد الله (21 عامًا): إن أكثر ما أثار استياءها هو إصرار النجار على عمل دعاية للحزب طوال فترة البرنامج، سواء كان لها محل من الحديث أم لا، فضلاً عن مناقضته نفسه عندما تمَّ سؤاله عن السينما والسياحة فكانت إجابته تنادي بعدم الانجراف إلى مثل تلك الأمور، بل علينا أن نلتفت إلى ما ينهض بالأمة، إلا أنه سرعان ما وجه السؤال نفسه لمنافسه، وقال له: ماذا عن رؤية السلف نحو المرأة والفن والسياحة؟!

واستنكرت ياسمين عبد العزيز (26 عامًا) أن يكون هدف د. النجار طوال المناظرة هو تشويه صورة الآخر، وبيان بشاعة السلفيين وذكر مساوئهم دون دليل، فهي مجرد سيول من الشائعات لتشويه صورة الإسلاميين أمام المواطنين، فضلاً عن تبرُّئه من الإسلاميين بشكل فجٍّ، على الرغم من أنه كان منهم قبل شهور قليلة!.

أما فاطمة صادق (معيدة بكلية فنون جميلة) فقالت: إن حديث د. يسري كان منمَّقًا ومرتبًا ووسطيًّا دون أن ينال من الآخر بتشويه صورته أو ذكر ادعاءات كاذبة عليه، مضيفةً أنه على الرغم من أن د. النجار ذكر قبوله للمصالحة مع د. يسري أمس الأول بعد الحملات التي تتهمه بأنه مدعوم من الكنيسة فإنه ما زال يعيد ويزيد في الحديث حول ذلك الموضوع، ويتهم الدكتور يسري بأنه وراء تلك الحملة!.

وقال أيمن عبد الله (مهندس طيار) إنه هو وأهل بيته جميعًا انتخبوا د. النجار في المرة السابقة، إلا أنهم جميعًا الـ7 أفراد قرَّروا انتخاب د. يسري في جولة الإعادة بعد مشاهدتهم للمناظرة؛ باستثناء أخت له ما زالت متردِّدة، وذلك لما لاقوه من د. النجار في محاولة تشويه الآخر لا غير، واستخدام الفزَّاعات، وهو ما ذكَّرهم بالحزب الوطني فقرَّروا تنحيته جانبًا.

فزَّاعة الإسلاميين
وأضافت أماني المقداد (طبيبة بشرية) أنها انتخبت د. يسري في المرة الماضية؛ ولكنها كانت تفهم أن د. النجار شخص جيد، إلا أنها فوجئت به في تلك المناظرة فقلَّ في نظرها بدرجة كبيرة، خاصةً أن حديثه حمل الكثير من الإيحاءات والتلميحات التي تخوف الناس من الإسلاميين، وذلك على الرغم من أن د. يسري كان ودودًا وكلامه أكثر عمقًا واتزانًا، واختتمت حديثها قائلةً: "الأول كان نفسي أي حد يكسب فيهم مش مشكلة، أما دلوقتي فنفسي د. يسري اللي يكسب".
وأشار عصام محمد (محاسب) إلى أن أكثر ما ضايقه هو عدم حيادية البرنامج؛ حيث كانت أغلب الأسئلة توجَّه للدكتور محمد يسري دون الدكتور النجار؛ حتى في أول البرنامج بعد السؤال الرابع أتيحت الفرصة للنجار للتعقيب على كلام د. يسري ولم تمنح الفرصة للأخير لسؤال الأول، كما سمح للدكتور النجار في فقرة الأسئلة بتوجيه أكثر من 5 أسئلة في المرة الواحدة، وهو ما جعل د.يسري يسأل عمرو الليثي "المذيع" عن أي الأسئلة سيرد في الدقيقتين فأجابه قائلاً: "على كله"!!.
أما سارة خالد (أم لأربعة أولاد) فاستنكرت أن د. النجار في كل محطات البرنامج كان يتعمد تشويه صورة التيار الإسلامي، ولم يكن لديه ما يتحدث عنه سوى ذلك، على غير الروح التي ظهر بها د. يسري من الود واحترام الآخر، والتي وضحت جليةً في مصافحته للدكتور النجار في ختام الحلقة.
ولخص محمود عبد الفتاح (أعمال حرة) رأيه في جملة واحدة: "النجار اعتمد على نظام الفزاعة من الإسلاميين، كالحزب الوطني تمامًا"!!.
الكلام الفضفاض
وأضاف محمد الخطاب (مهندس كمبيوتر) أن د. النجار يمتلك الكثير من القدرات كالمناورات و"الضرب تحت الحزام"، وعدم الصراحة، والقدرة على الهروب من الرد على التساؤلات، وهو ما لا يؤهِّله لأن يكون نائب مجلس شعب صريحًا وواضحًا، بل لعله يصلح في منصب آخر.

وأشار إلى أن عدم وضوح آرائه وحملها أكثر من معنى، اتضح طوال الحلقة عندما ظل يردد: "نحترم هويتنا.. هوية الشعب المصري"، دون أن يذكر ما تلك الهوية.. هل هي إسلامية أم مدنية أم ماذا؟!

وقال محمد عبد الكريم (طالب): لم أسمع عن أي ميزة في د. النجار طوال الأسابيع الماضية، سوى أنه يجيد الكلام بشكل كبير ولبق، ولديه قدرة على تزيين الكلام، وغيرها من الصفات التي تحمل المعنى نفسه، فضلاً عن استخدامه نفس فزَّاعة الدولة الدينية، على الرغم من تربيته الإخوانية والتي يدرك تمامًا أنه ليس هناك ما يسمى بالدولة الدينية في الإسلام!.

فرض كفاية

الدكتور محمد يسري أكد في البرنامج- خلال المناظرة- أنه لا يرفض الديمقراطية الغربية كما أشيع عنه، مدللاً على ذلك بترشحه في تلك الانتخابات البرلمانية، وأنه موجود في ذلك البرنامج لخوض تلك المناظرة، وأضاف أنه يقبل الاختيارات القائمة على الديمقراطية؛ خاصةً أن لديه كتابًا بعنوان "حكم المشاركة السياسية في ضوء الشريعة".

وأكد أنه موقن بأن المشاركة السياسية تعتبر فرض كفاية على الأمة المسلمة في وقتنا الحالي، بعدما رفع عنها الاستبداد والظلم والفساد، مشيرًا إلى أنه متحالف مع عدة أحزاب، إلى جانب الحرية والعدالة في المقام الأول، كحزبي الوسط والنور.


وردًّا على سؤال د. النجار له حول سبب تغيُّر رأيه في الثورة، خاصةً أنه كان ضد الخروج على الحاكم- على حد قول النجار- قال د. يسري إنه لم يعارض الثورة منذ يومها الأول، والأدلة على ذلك كثيرة، منها الفيديوهات المصورة له أثناء خطبته في مسجد بلال بن رباح في يوم جمعة الغضب 28 من يناير، والتي كان يحث فيها الجميع على ضرورة المشاركة في تلك الجمعة والنزول إلى ميدان التحرير.

وعندما وجَّه الإعلامي عمرو الليثي للدكتور النجار سؤالاً عما يثار حوله من أنه طلب من الثوار فضَّ الاعتصام بعد خطاب تنحِّي مبارك، لم ينفِ في إجابته ذلك؛ بل قال إنه قابل عمر سليمان مع بقية الأحزاب، وكان على يقين وقتها بأن مصر في حاجة إلى النظام والاستقرار!.

تناقض
وردًّا على سؤال موجَّه للدكتور يسري من د. النجار عن رؤيته بأن الديمقراطية كفر، وأن المشاركة في البرلمان مشاركة للطاغوت، أجاب قائلاً: إنه لا يمثل التيار السلفي وحده؛ بل هو متوسط بين التيارات الإسلامية، فضلاً عن أنه تتلمذ على يد شيوخ الأزهر الوسطيين، كما أن الموقف السلفي تحكمه مجموعة من المتغيرات، خاصةً أن الممارسة السياسية قبل الثورة لا قيمة لها، وكان البرلمان ميتًا، فكان الدخول إلى ذلك المعترك لا فائدة منه؛ لأنه مناخ مليء بالاستبداد والإرهاب والقهر.

وأكد أن هوية مصر جرفت في عهد النظام البائد، وأصبحت قيم الاستبداد والغش والكذب والخداع هي المترسخة، وغابت قيم الإتقان والجودة والقيادة، مشددًا على أن دور البرلمان القادم لا بد أن يعيد لمصر هويَّتها ومكوناتها الدينية والحضارية واللغوية والثقافية؛ حتى يعود المصري إلى ريادته وقيادته.

وردَّ على د. النجار في اتهامه بأنه ضد المواطنة، قائلاً: إن مثل ذلك الكلام لا أساس له من الصحة، خاصةً أن الإسلاميين صدَّروا النساء- وكذلك النصارى- على قوائمهم، فهم لهم حقوق وواجبات، وليس من حق أحد أن يصادر حق أحدهم، موجهًا رسالة إلى كل النساء في مصر: "قُمن بواجبكن، وأدين الحق الذي عليكن لهذا الوطن؛ حتى ينهض من جديد فلا غنى عنكن أبدًا".

وسأل د. يسري منافسه عن تأييده لليبرالية على الرغم من أنها تعني التحرر من كل شيء حتى التحرر من المقدسات والدين، فأجابه أن مصر تحتاج إلى تجربة فريدة من نوعها، وتجربة ذات خصوصية، ويحافظ فيها على الهوية المصرية، دون أن يبين تلك الهوية!.

مقارنة
وفي ختام المناظرة دُعيا المتنافسان إلى أن يوجها كلمةً لأهالي دائرتهما، فقال د. يسري: إن الطريق طويل أمام المواطنين حتى يستكملوا الثورة، فلا بد من الحفاظ على الهويَّة الإسلامية لمصر مع عدم تعارض ذلك في وجود ذراع سياسية تعبر عن الشعب بصدق، وشكر كل من أسهم في الجولة الماضية، محذرًا أي فرد من أن يتوانى في جولة الإعادة لأهمية كل صوت فيها، ودعا الله أن يمنَّ على مصر بالمصلحين، وأن يعمَّها بالسلم والسلام والأمن والآمان.
أما د. النجار فاكتفى في مُجمل رسالته بتشويه صورة منافسه وإبراز سلبياته وتخويف الناس منه واستخدامه كفزاعة، مادحًا في نفسه، وأنه من أبناء الثورة وأبناء التحرير!.




http://elmokhalestv.com/index/details/id/13200