“سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل فقلنا يا رسول الله إنه كان يستقبل القبلة ويقول ديني دين إبراهيم وإلهي إله إبراهيم وكان يصلي ويسجد قال ذاك أمة وحده يحشر بيني وبين يدي عيسى بن مريم وسئل عن ورقة بن نوفل وقيل يا رسول الله إنه كان يستقبل القبلة ويقول إلهي إله زيد وديني دين زيد وكان يتوجه ويقول رشدت فأنعمت ابن عمرو فإنما عنيت بتنورا من النار حاميا بدينك دينا ليس دين كمثله وتركك حنان الجبال كما هيا قال رأيته يمشي في بطنان الجنة عليه حلة من سندس وسئل عن خديجة رضي الله عنها فقال رأيتها على نهر من أنهار الجنة من قصب لا تعب فيه ولا نصب [61] “2-الصحيح من الاثار والتاريخ فى عقيدة ورقة بن نوفل:ورقة بن نوفل هو رجل على علم من اهل الكتاب وقد اختلف المؤرخون فيه ولكن الرأى الارجح انه اتبع فرقة نصرانية فى عقيدتها شرك ولم يكن حنيفياوللاسف الشديد وقع الكثيرون من الباحثين فى هذا الخطأ بسبب هذه الرواية"أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشأم ، يسأل عن الدين ويتبعه ، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم ، فقال : إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني ، فقال : لا تكون على ديننا ، حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله ، قال زيد : ما أفر إلا من غضب الله ، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا ، وأنى أستطيعه ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال زيد : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله . فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله ، فقال : لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله ، قال : ما أفر إلا من لعنة الله ، ولا أحمل من لعنة الله ، ولا من غضبه شيئا أبدا ، وأنى أستطيع ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، ولا يعبد إلا الله . فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج ، فلما برز رفع يديه ، فقال : اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم . [63]"قلت باذن الله جل وعلا الرواية هذه تحديدا ضعيفة لسبب مجالد بن سعيد وقد ذهب الى تضعيفه كثير من اهل العلم فلا يٌقبل تفرده وهناك طريق اخرى للرواية فى البداية والنهاية ليس بها زيادة ورقة التى يقول بان الهه هو اله زيد [62]وهناك اضافة وهى انه حتى بفرض صحة المروية فلا تنفى انحراف عقيدة ورقة قبل الاسلام لان النصارى يقولون بأن الههم هو اله ابراهيم حتى المثلثة منهم كما ان ورقة كان مرتبطا بشكل ما بزيد حيث كانا رفقاء البحث عن الحق كما أن الرواية نفسها تفتح باب الاشتباه فى عقيدة ورقة فلماذا لم يُصرح بالحنيفية بدلا من كلام التورية هذا؟ فكلام ورقة يُفهم على معنيين هذا ان صح عنه ذلك .وهذا هى الادلة باذن الله تبارك وتعالى على عقيدة ورقة قبل الاسلام:اولا ان العرب كانت تفرق بين من اعتنق الحنيفية ومن اعتنق ملل اهل الكتابثانيا اختلاف ورقة وعمرو بن نفيل فى العقيدة قبل الاسلامفاتبع عمروبن نفيل ملة ابراهيم دون علم ومات علي التوحيد الصحيح بلا زيغ اوميل اوشرك لكن تنصر ورقة وتلقى علوم الكتابيين ثم صدق نبى اخر الزمان صلى الله عليه واله وسلم فى النهاية"رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما ، مسندا ظهره إلى الكعبة ، يقول : يا معاشر قريش ، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ، أنا أكفيكها مؤونتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت دفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤونتها . [64]"اقول باذن الله جل وعلا بأن مقولة زيد رحمه الله تعالى فى الحديث السابق وقبلا كلام العالم النصرانى لزيد عن انحراف النصرانية تضرب كلام المستشرقين فى مقتل لانها تعنى ان ورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث قد اعتنقا نصرانية منحرفة ولم يكونا على الحنيفية قط واخيرا نعرف عقيدة ورقة الحقيقية:بداية خط السير المحتمل لورقة بن نوفل من خلال الاثار الصحيحةاولا توجه ورقة وزيد الى يثرب او خيبر[65]وهذا يشير الى احتمالية تعرف ورقة بن نوفل الى العبرانية ونبوءة نبى اخر الزمان ومكانه من اليهود هناك.ثم توجها الى الشام حيث معقل المسيحية الثالوثية مع وجود مذاهب اخرى وهنا لنا سؤال منطقى هل من المنطق ان تسمح سلطات الروم والقبائل النصرانية من الغساسنة بالتبشير بالنسطورية او الاريوسية؟لا حيث يؤكد الدكتور جواد على وغيره ارتباط النصرانية بالسياسة[66]وحيث اننا نجد ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو كانا يسئلان عن الاعلام من الرهبان فالراجح والمنطقى أن ورقة قد سافر مع رفيقه المحبوب الى المحطة الاخيرة الحيرة او الجزيرة مع زيد بن عمرو وهناك مرويات تُرجح هذا الرأى فيروى المسعودى ذهابهما معا الى مدينة الموصل معقل النسطورية[67]وهذه المنطقة معقل النسطورية ورأس حربتها الى جزيرة العرب فى ذلك الزمان[68]ومنطقى انه تعلمها هناك ورفضها زيد بن عمرو واقول لماذا لم ارجح باذن الله تعالى انه تعلم الاريوسية؟اقول باذن الله جل وعلا انه لوكانت هناك مجامع علمية للاريوسيين فى العراق اوغيرها لظهرت اثناء الفتوحات الاسلامية ولظهر علماء الاريوسية ليعتنقوا الاسلام ولكن القهر والابادة قداثروا كثيرا جدا على هذه الطائفة النصرانية القريبة من الحق واختم هذه النقطة بما ذكرته سابقا من شهادة النبى صلى الله عليه واله وسلم من انه قبل بعثته لم يكن هناك من يحبهم الله تبارك وتعالى الا بقايا من اهل الكتاب وقد كان[69]ونختم هذه النقطة باذن الله تبارك وتعالى بالقول بأن الراهب الصالح فى الحيرة –والذى يبدو انه كان يحمل افكارا شديدة الانكار لالوهية المسيح-قد قال للرجلين كل ما استنتجناه سابقاعن ضياع ملة ابراهيم ومجىء النبى الاخير من مكة صلى الله عليه واله وسلم ولهذا رجع زيد بن عمرو ورجع ورقة بن نوفل الى مكة ينتظران [70]والثابت ان ورقة بن نوفل مع اعتناقه النصرانية لم يبتعد كثيرا عن توحيد الربوبية وان اعتقد فى المسيح ما اعتقد مما سمعه من رهبان العراق وقد وجدت اشعارا منسوبة لورقة بن نوفل يعلن فيها ثناؤه على ثبات زيد بن عمرو على التوحيد ووحدانية الاله ولكن هذه الاشعار من طرق ضعيفة جدا فلم اجىء بها ولكنها تُرجح نسطوريته.[62] عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال قد رأيته فرأيت عليه ثياب بياض أبصرته في الجنة وعليه السندس وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده وسئل عن أبي طالب فقال أخرجته من غمرة من جهنم إلى ضحضاح منها وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن فقال أبصرتها على نهر في الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/9__________[61]الراوي: جابر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/419
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح غير مجالد وقد وثق وهذا من جيد حديثه وضعفه الجمهور.
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن ولبعضه شواهد في الصحيح[63] الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3827خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [64] الراوي: أسماء بنت أبي بكر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3828خلاصة حكم المحدث: [صحيح][65]هذا الخبر روى من طريق ابن اسحاق والمسعودى وبطرق اخرى غير مسندة فى كتب السيرعند الذهبى وابن كثير وغيرهم وله شاهد من شعر ورقة فى رثاء عمرو بن نفيل[66]راجع موسوعة الدكتور جواد على باب النصرانيةوالدكتور محمود عرفة وحسين العودات[67]ورد الخبر مُرسلا فى كثير من كتب السير عن تلازم ورقة وزيد عند الذهبى وابن كثير وابن هشام وغيرهم اما لفظ الرواية من طريق المسعودى بسنده الى سعيد بن زيد رضى الله تبارك وتعالى عليه فهو يتفق مع ما استنتجناه باذن الله تبارك وتعالى وحيث ثبت ذهابهما للموصل فالمنطق والعقل ذهابهما للحيرة فهى اقرب من الموصل لجزيرة العرب:أن زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد بن عمرو : من أين أقبلت يا صاحب البعير ؟ قال : من بيت إبراهيم عليه السلام قال : وما تلتمس ؟ قال : ألتمس الدين قال : ارجع فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك . فأما ورقة بن نوفل فتنصر ، وأما زيد فعرض على النصرانية ، فلم توافقه فرجع وهو يقول :لبيك حقا حقا تعبدا ورقاالبر أبغي لا الخالوهل مهجر كمن قالآمنت بما آمن به إبراهيم وهو يقول :أنفي لك عان راغممهما تجشمني فإني جاشمثم يخر فيسجد قال : وجاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له . قال : " نعم فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده[68]فى موسوعته العظيمة يقول الدكتور جواد على1453 و1454ان المركز الاساس للنسطورية كان الرها ثم اصبح لهامركز اخر هو نصيبين ثم مركز ثالث هوسلوقية ثم مركز الاشعاع الاخير هو الحيرة ومنها الى مختلف المناطق العربية بما فيها اليمن . [69]" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، ذات يوم في خطبته ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني ، يومي هذا . كل مال نحلته عبدا حلال . وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم . وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم . وحرمت عليهم ما أحللت لهم . وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا . وإن الله نظر إلى أهلالأرضفمقتهم ، عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب""الراوي: عياض بن حمار المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2865خلاصة حكم المحدث: صحيح"[70] اخرج البيهقى وغيره من طريق محمد بن عمرووأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ قال : أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال : حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال : حدثنا محمد بن أبي بكر قال : حدثنا عمرو بن علي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن يعني ابن حاطب ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه زيد بن حارثة قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بأعلى الوادي لقيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا عم ، " مالي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ " فقال : أما والله إن ذلك بغير نائرة كانت مني إليهم ولكني أراهم على ضلالة ، فخرجت أبتغي هذا الدين حتى أتيت على شيخ بالجزيرة فأخبرته بالذي خرجت له ، فقال ممن أنت ؟ قلت : من أهل بيت الله ، من أهل الشوك والقرظة . قال : فإنه قد خرج في بلدك نبي ، أو هو خارج ، قد طلع نجمه ، فارجع فصدقه وآمن به . قال : ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه يأتي يوم القيامة أمة وحده " *
المفضلات