معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنهما


هو أبو عبد الرحمن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن شمس بن عبد مناف الأموي القرشي ، أبو سفيان بن حرب ، يلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في مناف وأما أمه فهي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، يجتمع أبوه وأمه في عبد شمس أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه هند في الفتح .

وكان يقول إنه أسلم عام القضية وأنه لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وكتم إسلامه عن أبيه وأمه .
وقد جاء في البداية والنهاية لابن كثير إشارة إلى تنبؤ بعض الكهان بملك معاوية قبل أن يولد بسنين ، وفحوى هذه القصة فيما يرويه كثير كما يلي :

كانت هند بنت عتبة ( أم معاوية ) تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي ، وكان الفاكه من فتيان قريش الكرماء ، يغشاه في بيت ضيافته الذي أعده للضيوف ضيوف بدون استئذان فخلا هذا البيت يوما ، فاضطجع فيه الفاكه وزوجته وقت القيلولة ، ثم خرج الفاكه لبعض شأنه ، فجاء رجل ممن كان يغشى البيت فولجه ، فرأى المرأة ( هند ) نائمة فولى راجعا ، ولمحه الفاكه في أثناء رجوعه ، فظن الظنون بزوجته ، وأقبل عليها وهي نائمة لا تحس بشيء مما حدث ، فضربها برجله ، وقال : من هذا الذي كان عندك ؟ فقالت في استنكار : ما رأيت أحد ولا انتبهت حتى أنبهتني ، فقال لها في غضب : الحقي بأبيك .

وتحدث الناس ، فقال لها أبوها ( عتبة ) : يا بنية ، إن الناس أكثروا فيك القالة فأنبئيني نبأك ، فإن كان الرجل صادقا فيما يزعم دسست عليه من يقتله وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن ، فأقسمت هند لأبيها إنه كاذب عليها ، فقال عتبة للفاكه : يا هذا ، إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم ، ولولا أنك ذو قرابة لقتلتك ، ولكني سأحاكمك إلى بعض كهان اليمن .

وخرج الفاكه ومعه جماعة من قومه من بني مخزوم ، وخرج عتبة ومعه جماعة من بني عبد مناف ، ومعهم هند في نسوة من أقاربها
وساروا في اصوب اليمن ، فلما شارفوا قرية الكاهن اضطربت هند وأخذت في البكاء .
فقال لها أبوها : ما هذا البكاء ؟ إني أراه لشيء تنكريه وتخشين عاقبته ، فهلا كان هذا قبل أن يشيع في الناس ويشتهر مسيرنا ؟

فقالت : والله يا أبت ما هذا الذي تراه مني لمكروه وقع مني ، وإني لبريئة ، ولكن هذا الرجل الذي نقصده بشر يخطئ ويصيب
وأخاف أن يخطئ فتصيبني بخطئه معرة للأبد .
فقال أبوها : لا تخافي ، وسوف أختبره قبل أن يتكلم بشيء ، فإن وجدته يكذب فما جعلته يتكلم في أمرك .
ثم انفرد عن القوم بمهره الذي يركبه ، حتى جاء خلف ربوة ، ووضع حبة بُر في إحليل المهر – دون أن يراه أحد – وربط فوقها بإحكام حتى لا تسقط .

وذهبوا إلى الكاهن ، فأكرمهم ، ونحر لهم ، ثم قال له عتبة : قد جئناك اليوم في أمر ، ولكنني لا أدعك تتكلم حتى تبين لي ما خبأت لك ، فقال الكاهن : لقد خبأت لي تمرة في كمرة ، فقال عتبة : بين أكثر من ذلك ، فقال الكاهن : حبة بر في إحليل مهر ، قال عتبة : صدقت ، فانظر في أمر هؤلاء النسوة وأجلس النساء خلفه ، وهند بينهم لا يعرفها .

فجعل الكاهن يدنو من النساء واحدة واحدة ، فيضرب كتفها ويبرؤها ، ويقول لها : إنهضي حتى دنا من هند ، فضرب كتفها وقال لها :
انهضي وأنت حصان رزان *2 غير رسحاء *3 ولا زانية ، وسوف تلدين ملكا يقال له معاوية .

فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها ، فنثرت يدها من يده ، وقالت : إليك عني ، فوالله لا يجمع رأسي ورأسك وساد ، ولأحرص أن يكون هذا الملك من غيرك ، وفي بعض الروايات قال الكاهن : ستلدين غلاما يسود قومه ، فقالت هند : عدمته إن لم يسد إلا قومه ، فتزوجها أبو سفيان بن حرب ، فجاءت منه بمعاوية ، وقد أسلم معاوية وأبوه وأمه ، وحسن اسلامهم .

ولعل ما يدل على طهارة هند المرأة وشرفها ما روى عنها وقد صارت صحابية ذات شأن حين أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أوتزني الحرة يا رسول الهه ؟ سؤال استنكاري تتعجب فيه أن تقترف الحرة مثل هذا السلوك الدنيء .

..... يتبعٍٍ

luh,dm fk Hfd stdhk