الشرك هو صرف أنواع العبادة لغير الله تعالى و هذا شرك العبودية و هو الذي يهمنا هنا و الدليل ليس من كلام العلماء بل من القرآن الكريم و سنة النبي صلى الله عليه و سلم


- المسلّم به أن قوم النبي صلى الله عليه و سلم عبدة أوثان يصرفون العبادة لغير الله تعالى إلا من ثبت أنه على الملة الحنيفية أو على النصرانية كعمرو بن زيد بن نفيل و ورقة بن نوفل و هذا حكم بالعموم عليهم فمن أراد أن يستثني أحداً منهم من ذلك فعليه أن يقيم الدليل على هذا الاستثناء .
لقد تم التسليم بوصفهم كفاراً مشركين بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، بمعنى أنه بيّن ما هم عليه من ضلال بعدما جاء بالحق ، فتم وصفهم بالمشركين ، بمجرد ظهور الرسالة ، فهم جاهليين قبل البعثة ، وكافرين عندما رفضوا الحق بعد البعثة.

وسأتنازل معك أستاذي في هذا وأقول نفس قولك ، أنهم عبدة أوثان وصرفوا العبادة لغير الله تعالى ... هل هناك دليل واحد على أن عبد الله بن عبد المطلب أو آمنة بنت وهب قاموا بعبادة الأوثان أو أدّوا شعائر الوثنية ؟ إذا كان هناك دليل صحيح .. فهم من هذا المنطلق مشركون ... وإن لم يكن فلا يصح وصفهم بذلك ؛ لأنهم لم يصرفوا العبادة عن الله.

- عدم ثبوت الشرك عليهم بدليل قطعي لا يعني انتفاء الكفر عنهم بحسب أحكام الدنيا فالكفر أعم و أشمل من الشرك كما أخبرتك لعلمي أنك تقصد الوصول لهذه النقطة فكل من لم يؤمن بما جاءت به الرسل و لم يتبع دين الله تعالى فهو عندنا كافر يعامل معاملة الكفار و هذا طبعاً كما أخبرتك مراراً بأحكام الدنيا أما في الأخرة فحكمه إلى الله لأن العذاب لا يكون إلى بعد بلوغ الرسالة فتنبه لهذا التفريق جيداً بارك الله فيك .
عدم ثبوت الشرك يعني شيئين وليس شئ واحد :-

1- عدم إنتفاء الكفر (كما قلت حضرتك)
2- عدم ثبوت الكفر أيضاً

فمن الممكن ألا نعتبرهم كافرين ...

فما الدليل على كفرهم ؟

وساتنازل مرة أخرى و سوف أعتبرهم كفاراً ومشركين ، فهل هذا يستوجب عذابهم أو خلودهم في النار ؟ هذا ما قمت بالإجتهاد في نفيه ، فإن إعتبرناهم - مجازاً- كافرين ، فهذا لا يستلزم عذابهم في الآخرة ومردهم إلى الله كما قلت حضرتك ، ولكن أنا أناقش الآن هل معنى آحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تعطينا دليلاً على أنهم معذبون في نار جهنم خالدين فيها ؟

هذا هو مربط الحوار ..

- بناءً على سؤالك هذا أعلمني أنت ما حكم هذه الفئة بحسب أحكام الدنيا ؟؟؟ هل هم مؤمنون أم كافرون أم ماذا ؟؟؟ بانتظار إجابة واضحة على ذلك و تذكر أنني أسألك عن أحكام الدنيا فقط .
لا مؤمنون ولا كافرون .. هم أهل فَتْرَة .