السلام على من اتبع الهدى

فلنناقش أولى الفرق وهي الفرقة الملكانية ,

وهم الذين يقولون " إن الله تعالى عبارة عن قولهم ثلاثة أسباب أب وابن وروح القدس كلها لم تزل وإن عيسى عليه السلام إله تام كله وإنسان تام كله ليس أحدهما غير الآخر وأن الإنسان منه هو الذي صلب وقتل وأن الإله منه لم ينله شيء من ذلك وإن مريم ولدت الإله والإنسان وأنهما معا شيء واحد ابن الله تعالى "

والرد عليهم هو :

أولا : يقال للقائلين بأن الله تعالى ثلاثة أشياء أب وابن وروح القدس أخبرونا إذا كانت هذه الأشياء لم تزل كلها وأنها مع ذلك شيء واحد إن كان ذلك كما ذكرتم فبأي معنى استحق أن يكون أحدها يسمى أبا والثاني ابنا وأنتم تقولون أن الثلاثة واحد وأن كل واحد منها هو الآخر فالأب هو الابن والابن هو الأب وهذا هو عين التخليط وانجيلكم يبطل هذا بقولكم فيه سأقعد عن يمين أبي وبقولكم فيه إن القيامة لا يعلمها إلا الأب وحده وأن الإبن لا يعلمها فهذا يوجب أن الابن ليس هو الأب وإن كانت الثلاثة متغابرة وهم لا يقولون بهذا فيلزمهم أن يكون في الإبن معنى من الضعف أو من الحدوث أو من النقص به وجب أن ينحط عن درجة الأب والنقص ليس من صفة الإله .

ثانيا : قلتم أن عيسى إله تام كله وإنسان تام كله , وقد اتفقنا أن هذا مما ينكره العقل وتنكره الفطرة , ألا تذكرون عندما قلنا إنه " لا يجتمع المتضادان" ؟!!!

ثالثا : قلتم إن الإنسان من عيسى هو الذي صلب وقتل وأن الإله منه لم ينله شيء من ذلك , وقد علمنا أن الفطرة تنكر ذلك لأن " الكل أكبر من الجزء " فإذا تأثر الجزء تأثر الكل !!!

رابعا : قلتم إن مريم ولدت الإله والإنسان وأنهما معا شيء واحد ابن الله تعالى , وهذا قد أثبتنا من قبل أن العقل ينكره ولا يقبله ,

فقال بعضهم : إن كان الله حيا عالما وجب أن تكون له حياة وعلم , فروح القدس حياته وعلمه هو الذي يسمى الابن !!!

أي أن الله تعالى قبل أن تلد مريم عيسى " الذي هو الإله والإنسان معا " كان بدون علم !!!!

فكيف يتصور إله بدون علم ؟!

فتفكر أيها النصراني .

ننتقل إلى فرقة أخرى في المشاركة القادمة .

يتبع بإذن الله .