(1)
لا تقللي من قدركِ ...
و لا يغرَّنك ما يقولون عنك ,
و لا يشغلنك اختصامهم فيك ,
فتنشغلي بمدافعتهم عن المرابطة .......
إنما التفتوا إليك لمَّا علموا عظيم منزلتك و خطورة دورك ,
فأنت الرفيقة الهادية كنجمات الشمال في اختلاط التيه ,
و بك ... تبدأ الحياة , كل حياة ...
و بهمس صوتك تصاغ الحكايا , كل الحكايا ,
و برعايتك و حدبك و سهر أحداقك و أنينك
و بحنين قلبك و تحنان عطفك تتفتح رؤى العيون لتلامس في محياك الباسم ملامح الحياة ,
و من شفتيك تبدأ مدارك العقل و الفهم تتلمس في عتمة الكون بصيصاً من نور الحقيقة ,
و في أحداق عيونك ترتسم الأحلام ,
و على كواهل كدك تنعقد الآمال الكبار ,
صغيـــــــــــــرة ,
تدق بيديها الوادعتين بابك لتحبو على أعتابك ,
كي تتحس وجِلةً مدارج المسعى ,
و تبدأ الخطوات , صغيرة متقاربة , تخطو و تكبو , تمشي و تقع , تضيق و تتسع ,
ثم , إذا أخرج الزرع شطأه و استوى على سوقه عاد إليك .... يسألك المباركة ...
و على هدي قلبك يرتسم أمام سعيه الصراط ...
فإذا أعجبك زرعك ... و انتظم في عقد الصفوف ...
فمن ذا الذي يفتح بوابات القلعة للضاربين في الأرض غيرك ,
و من الذي ستمر من بين يديه صفوف المجاهدين في سبيل الله سواك ,
و إن لم تأخذي أنت على الجنود العهد بحمل الأمانة
فمن الذي سيغرسها في قلوبهم من بعدك
و من سيُحْكِم ربط قلائد العهد في أعناقهم الأبية إن أنت غفلتِ ؟
و من الذي سيستقبل العائدين بالنصر ويكللهم بالزهر والغار والياسمين , من ...؟
فلا تأخذنك سِنةٌ من سبات الغفلة ....
فالأمر جلل ... و المهمة عظيمة .... و الرسالة شاقة ....
و الدرب طويلة .... بكى فيها الأنبياء ...
و أريقت على نواتئ أحجارها زواكي الدماء ...
و امتُحِنَ فيها أولي الصبر و العزائم حتى قالوا متى نصر الله ...
و ابتُلِي فيها المؤمنون الصادقون
فما بدّلُوا في البيعة و لا داهنوا في الحق و لا نكصوا عن الصراط ....
فمن سيعيد الى ذاكرة الأيام أمثالهم إن أنت نكصتِ ,
و من سيصمد إن أنت ضعفت ,
و من سيصدق الوعد إن أنت بعتِ ,
و من سيرابط دون أبواب الحصن إن أنت غفلتِ ؟؟؟
فإن هنتِ أنت فمن سيعــز ؟
و إن ضيَّعْتِ أنتِ فمن سيحفظ ؟
و إن اضطربت في الأرض منك الجذور ,
فأي ثبات يبقى للفروع و الأغصان ,
و من الذي سينغرس راسخاً في يقينه الحق أصله ثابت و فرعه في السماء ,
من سيفعل إن أنت هَوِيتِ ..؟؟؟
فلا تهوّني من شأنك ....
فمن قوتك يستمدون ثباتهم ...
و من يقينك يستمدون الرسوخ ...
و من نضالك يبدأ النضال ...
و بكدِّ أياديك تخضر المروج و تثمر في مواسمها الثمار ...
و من بهاءك تتفتح في القلوب الأزهار ....
و لنور عينيك تتلألأ في عتمة الليل النجوم و الأقمار ...
و لبهجة حضورك تغني في رَوْحَةِ الصبح العصافير ....
و من نبض إيمانك تتعلم الإخبات قلوب المُسبِّحِين في الأسحار ....
فلا تهوني من شأنك ....
و لا تقعدن همتك عن بلوغ الغاية ...
و لا تغفِلِنّ لساعةٍ ...
فيضيع منك إحكام الحراسة ...
و يتسلل المدلسين العابثين المثبطين من تحت يديك ...
فلو ضيّعتِ ضعتِ ...
و لو ضعتِ فأنَّى لنا أن نفلح بعدك ؟؟؟
أنَّى لنا ؟؟؟!!!
يتبع الخاطرة (3) منقووووووووول
المفضلات