.
لمسات بيانية في سورة الفاتحة للدكتور فاضل صالح السامرائي ، استاذ النحو في جامعة الشارقة



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {1/1}الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {1/2} الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {1/3} مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {1/4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {1/5} اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {1/6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {1/7}


الحمد لله :

معنى الحمد الثناء على الجميل من النعمة او غيرها مع المحبة والاجلال. فالحمد ان تذكر محاسن الغير سواء كان ذلك الثناء على صفة من صفاته الذاتية كالعلم والصبر والرحمة ام على عطائه وتفضله على الآخرين. ولا يكون الحمد الا للحي العاقل.

وهذا اشهر ما فرق بينه وبين المدح فقد تمدح جمادا ولكن لا تحمده وقد ثبت ان المدح اعم من الحمد. فالمدح قد يكون قبل الاحسان وبعده اما الحمد فلا يكون الا بعد الاحسان. فالحمد يكون لما هو حاصل من المحاسن في الصفات او الفعل فلا يحمد من ليس في صفاته ما يستحق الحمد اما المدح فقد يكون قبل ذلك فقد تمدح انسانا ولم يفعل شيئا من المحاسن والجميل ولذا كان المدح منهياً عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"احثوا التراب في وجه المداحين" بخلاف الحمد فإنه مأمور به فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لم يحمد الناس لم يحمد الله"

وبذا علمنا من قوله: "الحمد لله" ان الله حي له الصفات الحسنى والفعل الجميل فحمدناه على صفاته وعلى فعله وانعامه ولو قال المدح لله لم يفد شيئا من ذلك، فكان اختيار الحمد اولى من اختيار المدح.


يتبع
.

glshj fdhkdm td s,vm hgthjpm