عندما يتحدث رمضان
عندما يتحدث رمضان
عندما يتحدث رمضان
د . محمد بن عبدالعزيز المسند
لقد اعتاد الكُتّاب والوعّاظ والخطباء أن يتحدثوا عن رمضان ، ويبينوا حَكَمَه وأحكامه وأسراره ، فماذا لو كان رمضان هو المتحدث ، فماذا سيقول لنا ؟
أترككم معه الآن ليتحدث إليكم :
أيّها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها .
أنا رمضان ، سيد شهور العام .
عندما يتحدث رمضان
.... أما بعد :
فإني أحمد الله إليكم، الذي لا إله إلا هو ، ولا رب سواه
، وأصلي وأسلم على البشير النذير، والسراج المنير،
محمّد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين ، وحجة
على الخلق أجمعين .
أيّها المسلمون .. أكتب لكم رسالتي هذه ، وجسد
الأمة الإسلامية ينزف دماً صبياً في مواضع كثيرة
منه وكلما رقأ منه جانب ، نزف جانب آخر ...
ومواضع أخرى من جسد الأمة قد خُدرت ، فهي شبه
معطلة ، لا تقوي على الحركة، ولا يُحسب لها
أيّ حساب ..
وقوى الشر والطغيان تسرح وتمرح في
كثير من
بقاع الأرض ،بلا حسيب ولا رقيب، وليس
السبب كامناً في العدو نفسه، وكثرة عدده وعدته ، وإنما السبب كامن في نفوسكم أيها المسلمون : (( قُلْ هُوَ مِنْ
عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))
(آل عمران: 165) .
فإذا غيّرتم ما بأنفسكم ، غيّر الله ما بكم ..
وإني ما جئتكم إلا لأغير ما بأنفسكم ،
فهلا ساعدتموني على ذلك .
أيها المسلمون : إني ما جئتكم لتجعلوني موسماً
لملء بطونكم بأصناف الطعام والشراب .. ولا
جئتكم لتجعلوا ليلي نهاراً، ونهاري ليلاً
، وتقطّعوا ساعاتي الثمينة باللهو واللعب، والنظر
إلى ما حرم الله .. !
فهلا أدركتم الحكمة من مجيئي إليكم . .

uk]lh djp]e vlqhk