.
بسم الله الرحمن الرحيم

    الموسوعة المسيحية العربية

>>آدم<<
.


نظرة الكتاب المقدس لآدم .


كان سكن آدم وزوجه الجنّة مطلَقاً غير مقيَّدٍ بزمن، فدخلت الخطية بآدم عندما عصى الله بأكله من الشجرة التي حرّمها الله في جنة عدن .
.
.


س) ما هي الخطية ؟
.
ج) إن الخطيةَ هي كارثةٌ رهيبة. إذ أنه بخطيةٍ واحدة، انفصل آدم وكل نسله من بعده، عن الله. إن الخطية مثل ذلك المرض الذي يُسمَّى ‘‘الإيدز’’(!). فالإيدز، كما تعرفون، هو مرض ينشره الناس فيما بينهم. وهو كارثة تعم العالم. فإذا دخل فيروس الإيدز جسم الإنسان، فإنه لا يتركه أبداً. ومن الممكن أن ينقل مرضى الإيدز العدوى إلى أطفالهم. إن مرض الإيدز هو مرضٌ قاتل، وهو يدمِّر كل المصابين به. وكذلك الحال مع الخطية. فالخطية في كل مكان، وفي كل شخص، وتجعل الإنسان يهلك إلى الأب.
.
.

س) لماذا سمح الله بدخول الخطية؟
.
ج) لقد عيّن الله الانسان نائباً له، وذا طبيعة أخلاقية حرة، له القدرة على الاختيار والتمييز بين الخير والشر. وكانت رغبة الله أن تتعبد له خلائقه حباً وطوعاً، باختيار الخير ورفض الشر.(آدم ما كان يعرف الخير أو الشر)
.
.

س) ماذا كان يحصل لو أن آدم لم يُخطئ؟
.
ج) لكان تمتّع بحياة طويلة في جنة عدن(لكن آدم خلق للأرض وليس للجنة[تكوين1:28]).
.
.

س) ماذا حصل لآدم عندما أخطأ؟
.
ج) مات آدم وحواء في نفسيهما. إذ أصبحا مفصولَين عن الله، مصدر الحياة. وأصبح الشيء الوحيد الذي يتوقَّعانه، هو الموت الجسدي والعقاب الأبدي؛ لأن أجرة الخطية هي الموت الأبدي(لو ماتت علاقة الله بآدم وحواء ما عطف عليهما وصنع لهما ثيابا من جلد وكساهما ليسترهما [تكوين3:21])
.
.

س) كيف أثّرت خطية آدم على أولاده؟
.
ج) انتقلت طبيعته الخاطئة الى جميع ذريته. بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.(فما هو حال "أيوب وملكي صادق ويوحنا المعمدان").
.
.

س) هل من العدل أن طبيعة آدم الخاطئة تنتقل علينا فرضاً؟
.
ج) اُعتبر آدم ممثلاً للجنس البشري. وبما أننا جميعاً خُلقنا أحراراً، كنوّاب من ناحية خُلقية، فقد سرنا على نفس نهج آدم نحو الخطية.(إذن حال العذراء من حال البشرية)
.
.

س) ألا يوجد بعض الصلاح في كل البشر؟
.
ج) هذا يتوقف على ما اذا كنت تنظر من وجهة نظر الله أم الإنسان. الله لا يجد صلاحاً في الإنسان يؤهّله ليجد مكاناً في السماء، فبالنسبة الى البر والكفاءة لدخول السماء يقول الله: لا أحد. الانسان ساقط فاسد كلياً ("أخنوخ وإيليا وملكي صادق" صعدوا إلى السماء بدون موت).
.
.

س) ماذا يعني التعبير "فاسد كلياً"؟
.
ج) يعني ان الخطية شوّهت كل جزء في كيان الانسان، وانه وان كان لم يقترف كل أنواع الخطايا، فهو قابل لذلك ، أضف الى ذلك، ان فساد الانسان يعني أنه لا يستطيع ارضاء الله من جهة الخلاص (حتى بعد الصلب الإنسان كما هو لم يتغير).
.
.

س) لكن هل سيذنّب الله انساناً لم يقترف الخطايا الكبرى مثل القتل، والسكر، والفحشاء وأشباه ذلك؟
.
ج) الله لا ينظر الى ما فعل الشخص فقط بل الى ما هو الانسان بحسب طبيعته. فالانسان - في حقيقته - هو أسوأ بكثير من كل ما فعل على الاطلاق. ان حياةً بأفكار نجسة، وكراهية نحو أي شخص آخر، ومجرد نظرة شريرة - هذه أيضاً خطايا بشعة في نظر الله الكلي القداسة والكمال (يسوع إنسان كامل وكذلك أمه)
.
.

س) ولكن ألا يوجد خطاة أسوأ من خطاة؟
.
ج) لا شك في ذلك (وما هي خطايا "يوحنا المعمدان وملكي صادق")
.
.

هناك حقيقة يجب أن نفهمها ونتذكرها، وهي أننا كلنا مولودون "أمواتاً بالذنوب والخطايا"، و"مفصولين عن حياة الله". ربما لا يعجبنا هذا، ولكن هذا هو ما تقوله كلمة الله. ففي اليوم الذي خالف فيه آدم الله، أصبح آدم خاطئاً. آدم، الذي أخطأ، هو أبو الجنس البشري. وهكذا، وكنتيجة لخطية آدم، صار كل نسله خطاة. وكما يقول المثل: "من شابه أباه فما ظلم"!.

إن جدَّنا آدم، الذي فصل نفسه عن الله، هو مثل غصنٍ قُطِع من شجرة. وماذا يحدث للغصن عندما لا يصبح متصلاً بشجرته؟ إنه يذبل ويموت. وماذا يحدث للأغصان المتفرعة من الغصن المفصول؟ هل ستظل حية؟ بالطبع لا (!)، فهي تموت أيضاً، لأنها تنتمي إلى هذا الغصن المقطوع اليابس . وعلى نفس المنوال، فكل أبناء آدم هم مثل تلك الأغصان الصغيرة المتفرعة من الغصن الذي قُطِع. فبسبب خطية آدم، فهو مثل الغصن اليابس، ونحن واحدٌ معه. إن خطية جدنا آدم أثّرت على جميعنا. فنحن جميعاً نشترك في طبيعته، والدينونة التي وقعت عليه.

فأجرة الخطية لابد وأن تُدفَع. وأجرة الخطية هي الموت.     فالله لا يستطيع أن يغفر خطية ما لم يُدفَع ثمنها    . ولابد من موت ضحية طاهرة بريئة بدلاً من الخاطئ المذنب. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها الله أن يغفر الخطية دون المساس ببره.

إن آدم وحواء لم يستحقا رحمة الله، ولم يستحقا إلا دينونته. فلا التوبة ولا الإستغفار تسدد دين الخطيئة ، فلا يستطيع أحد أن يسدد دين الخطية بأعمال حسنة . فلا يُوجد إلا شيء واحد يمكن أن يسد ثمن الخطية. ليس المال .. ولا الأعمال الحسنة .. ولكنه الموت. فأجرة الخطية هي الموت والدينونة.

هذه هي نظرة الكتاب المقدس والكنيسة لآدم ومن بعده البشرية .

الموضوع مفتوح للتعليق والتفاعل .


N]l