التدليس رقم 1

في هذه الحلقة التي شاهدتها تحدث الخروف رشيد عن مطلع سورة الروم ..

تلك الشبهة التي قتلها علماءنا رداً وتفنيداً .

فتكلم عن الفترة التي بين هزيمة الروم وفوزهم على الفرس .

وتكلم عن قراءة "غـَلبت الروم" - بفتح الغين -

ولكن الجديد الذي أتى به وقام بالتدليس فيه هو الحديث عن (عدم ذكر القرآن للوقت المحدد الذي سيغلب فيه الرومُ الفرسَ) .. ولماذا لم يعيّنه بدلا من قوله تعالى "في بضع سنين" .

التدليس جاء حين قام المخفي بالاستشهاد بتفسير الإمام الرازي ليدعم خرافاته وجهالاته فقال رشيد أبو قفا عريض مخاطباً إلياس المحتاس :

خليني أعطيك قول للرازي قيل أيضا: في بضع سنين قيل هي ما بين الثلاثة و العشرة و قال الرازي بالحرف: (أبهم الوقت – يعني القرآن – أبهم الوقت مع أن المعجزة في تعيين الوقت أتم). الرازي أنا أحييه على هذه الشجاعة، لأنه ذكر بأن المعجزة تحديد الوقت. لماذا هذا الغموض؟


حمّل هذا المقطع القصير فيديو من هنــــــا

رشيد أبو قفا عريض بيستشهد بكلام الرازي ليثبت للمسلمين من كتبهم - كما يرددون دائماً - بأن هذه الشهادة من الرازي تثبت بأن الآية ليس فيها معجزة .. يريد إيهام القارئ بأن الإمام الرازي ينتقد أسلوب القرآن ليصرف عنه وجه الإعجاز .. بل ويقوم بتحيّة الإمام الرازي على هذه الشهادة .

ولكنه ولشدة عرض قفاه المسلطح لم يخطر بباله بأن من بين المستعمين والمشاهدين للحلقة من هم على علم تام بمكر النصارى وخبثهم وبأسلوبهم القذر في تناول الموضوعات التي تخص الإسلام .

فالطريف جدا هو أن الإمام الرازي لم يقل هذا الكلام كتفسير للآية ، وإنما ذكره - رحمه الله - كمسألة للرد عليها .. ولكن أبو قفا عريض نقل المسألة ولم ينقل رد الرازي عليها .

أرأيتم كهذا الخبث من قبل ؟

تعالوا لنقرأ ما قاله الإمام الرازي في تفسيره ..

يقول الإمام الرازي :

وفي الآية مسائل :

الأولى : ما الحكمة في افتتاح هذه السورة بحروف التهجي
؟ فنقول : قد سبق منا أن كل سورة افتتحت بحروف التهجي ، فإن في أوائلها ذكر الكتاب أو التنزيل أو القرآن كما في قوله تعالى : ( الم ذلك الكتاب ) [ البقرة : 1 - 2 ] ، ( المص كتاب ) [ الأعراف : 1 - 2] ، ( طه ما أنزلنا عليك القرآن ) [ طه : 1 - 2 ] ، ( الم تنزيل الكتاب ) [ السجدة : 1 - 2] ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم ) [ فصلت : 1 - 2] ، ( يس والقرآن ) [ يس : 1 - 2 ] ، ( ص والقرآن ) [ ص : 1 ] إلا هذه السورة وسورتين أخريين ذكرناهما في العنكبوت وقد ذكرنا ما الحكمة فيهما في موضعهما [ ص: 85 ] فنقول : ما يتعلق بهذه السور وهو أن السورة التي في أوائلها التنزيل والكتاب والقرآن في أوائلها ذكر ما هو معجزة فقدمت عليها الحروف على ما تقدم بيانه في العنكبوت ، وهذه ذكر في أولها ما هو معجزة وهو الإخبار عن الغيب ، فقدمت الحروف التي لا يعلم معناها ليتنبه السامع ; فيقبل بقلبه على الاستماع ، ثم ترد عليه المعجزة وتقرع الأسماع .

المسألة الثانية : قوله تعالى : (
في أدنى الأرض ) أي أرض العرب ; لأن الألف واللام للتعريف ، والمعهود عندهم أرضهم ، وقوله تعالى : ( وهم من بعد غلبهم ) أية فائدة في ذكره مع أن قوله : ( سيغلبون ) بعد قوله : ( غلبت الروم ) لا يكون إلا من بعد الغلبة ؟ فنقول : الفائدة فيه إظهار القدرة وبيان أن ذلك بأمر الله ; لأن من غلب بعد غلبه لا يكون إلا ضعيفا ، فلو كان غلبتهم لشوكتهم لكان الواجب أن يغلبوا قبل غلبهم فإذا غلبوا بعدما غلبوا ، دل على أن ذلك بأمر الله ، فذكر من بعد غلبهم ليتفكروا في ضعفهم ويتذكروا أنه ليس بزحفهم ، وإنما ذلك بأمر الله تعالى ، وقوله : ( في أدنى الأرض ) لبيان شدة ضعفهم ، أي انتهى ضعفهم إلى أن وصل عدوهم إلى طريق الحجاز ، وكسروهم وهم في بلادهم ثم غلبوا حتى وصلوا إلى المدائن وبنوا هناك الرومية لبيان أن هذه الغلبة العظيمة بعد ذلك الضعف العظيم بإذن الله .

المسألة الثالثة : : (
في بضع سنين ) قيل هي ما بين الثلاثة والعشرة ، أبهم الوقت مع أن المعجزة في تعيين الوقت أتم ، فنقول السنة والشهر واليوم والساعة كلها معلومة عند الله تعالى ، وبينها لنبيه وما أذن له في إظهارها ; لأن الكفار كانوا معاندين ، والأمور التي تقع في البلاد النائية تكون معلومة الوقوع بحيث لا يمكن إنكارها لكن وقتها يمكن الاختلاف فيه ، فالمعاند كان يتمكن من أن يرجف بوقوع الواقعة قبل الوقوع ليحصل الخلف في كلامه ، ولما وردت الآية ذكر أبو بكر - رضي الله عنه - أن الروم ستغلب وأنكره أبي بن خلف وغيره ، وناحبوا أبا بكر أي خاطروه على عشرة قلائص إلى ثلاث سنين فقال - عليه السلام - لأبي بكر البضع ما بين الثلاثة والعشرة فزايده في الإبل وماده في الأجل ، فجعلا القلائص مائة والأجل سبعا ، وهذا يدل على علم النبي - عليه السلام - بوقت الغلبة .


أعتقد بأن الصورة وضحت الآن ..

فالإمام الرازي ذكر ثلاث مسائل في الآية وقام بالرد عليها .. هذه هي طريقته في تفسيره .. يذكر المسألة ثم يتبعها بقوله : "فنقول" ثم يرد على المسألة .

ولكن الخروف المسيحي عبد المبصوق على وجهه نقل المسألة على أنها كلام الرازي نفسه ..

ولم ينقل رد الرزاي عليها ..

ويتألّق في كذبه حين يزعم بأنه نقل كلام الرازي (بالحرف) . ياعيني على الأمانة .

ثم يزيد الطين بلّه ويحيي الإمام الرازي على هذه الشجاعة .

لقد ازداد مجد الرب .

يتبع تدليسة جديدة .