لأن جميع أسمائه حمد ، وصفاته حمد، وأفعاله حمدو أحكامه حمد ، وفضله وإحسانه إلى عباده حمد، والخلق والأمر إنما قام بحمد ، ووجِد بحمده ، وظهر بحمده ، وكانت الغاية منه هي حمده،وقد نبَّه الله سبحانه على شمول حمده لخلقه وأمره بأن حمد نفسه في أولالخلق وآخره، وعندالأمر والشرع ،وحمد نفسه على ربوبيته للعالمين ،وحمد نفسه على تفرده بالإلهية وعلى حياته،وحمد نفسه على امتناع اتصافه بما لا يليق به من اتخاذالولد والشريك إلى غير ذلك من أنواع ما حمدالله به نفسه فيك تابه،وكلُّ ذلك برهان جليٌّ على أنه وحده المعبود بحقٍّ ولامعبودَ بحقٍّسواه
) هُوَالْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(غافر65.


الثاني:أنّ النعمة كلهالله؛ لهذاعرَّفها باللام المفيدة للاستغراق أي: النعمُ كلها لك ياالله أنت موليها ومسديهاوالمنعم بها) وَمَابِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ)النحل 53

ونعمه سبحانه على عباده لا حصر لها ولاعد؛ من جزيل المواهب ، وسعةالعطايا، وكريم الأيادي ، وسعة رحمته لهم، وبرّه ولطفه ،وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين ، وإغاثةالملهوفين، وأعظم ذلك هدايته خاصته من عبادة إلى سبيل دار السلام ، ومدافعته عنه مأحسن الدفاع ،

إلى غير ذلك من نعمه وعطاياه . أفيليق بأن يُجعل مع من هذا فضله ومنّه شريكٌ ) وَقَالَ اللّهُ لاَتَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَاهُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ، وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ، وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ، ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّعَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ، لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْفَسَوْفَ تَعْلَمُونَ، وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَيَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمَّارَزَقْنَاهُمْ تَاللّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ [النحل: 51، 56

الثالث: أن الملك كله لله ، لا مالك إلا هو، وجميع الأشياء هوالمالك لها،المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة،وفي هذا إثبات لكمال قوّته وعزّته وقدرته، وأنّ علمه محيط بكل شيء وأن مشيئته نافذة ، وقدرته شاملة،وحكمته واسعة،وأنّ له الحكم العامل لعالم العلوي والسفلي ، والحكم العام في الدنيا والآخرة،وأنه المتصرِّف في ملكه بما يشاء تصرف ملك قادر قاهر عادل رحيم حكيم خبير تام الملك لا ينازعه في ملكه منازع ،ولا يعارضه فيه معارض ، وهذا من براهين وجوب توحيده كما قال سبحانه { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)الزمر6

وقال سبحانه{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } [المؤمنون11

أما من سوى الله فلايملك لنفسه نفعاً أو ضراً ولا حياةً ولا موتاً ولا نشوراً فضلا عن أن يملك شيئامن ذلك لغيره
(قُلْأَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاًوَلاَنَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(المائدة76)

)قُلِ ادْعُواالَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِير(سبأ22