وعليكم السلام أخي الحبيب

هناك خطأ في قولك أن عدة المُتوفى عنها زوجها تزيد عن عدة المُطلقة بعشرة أيام فقط ..

عدة المُطلقة :
: { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) } البقرة

فعدة المُطلقة ثلاثة قروء وقد اختلف السلف على قولين ثلاثة حيضات أم ثلاثة أطهار ..

أما عدة المُتوفى عنها زوجها :
{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) } البقرة

أما الحكمة فيُسئل عنها الحكيم !
والله لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ

فالله عز وجل ما شرع شيئا إلا بحكمة ولكن لم يصرح لنا عنها ولم يُطلب منا السؤال عنها .. إلا ما صرح بها الله أو علمناها على لسان نبيه ..

كقوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) } المائدة

فالله عز وجل حرم علينا الخمر والميسر وو وبين لنا حكمته في الآية التي تليها ..


وهناك أشياء كثير جدا لا نعرف حكمتها ولكن مُيزنا نحن المسلمين بأننا آمنا بها كما أمرنا الله بها علمنا حكمته أو لم نعلم ولسنا مطالبين ببذل العناء للبحث عن حكمة أخفاها الله ..


وأذكر حديثا في هذا الباب ..
عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ :
" سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ فَقَالَتْ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ قُلْتُ لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ قَالَتْ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ " متفق عليه

فهنا تُعاتبها عائشة رضي الله عنها أن سألت لما نفعل كذا ولا نفعل كذا فببساطة نفعلها لأنه أمر الله وشرعه ولا يلزمنا سؤال ربنا عن حكمته أي وضعها ..

وجزاك الله خيرا أخي الحبيب