و ربطا لما قلت سلفا بالآتي أقول :
بعد أن كتب النصراني المرثي لحاله ثلاثة أسطر و فيها بعض ما ورد في الحديثين الشريفين استنتج مباشرة أن الله تجسد _ تعالى الله عما قال علوا كبيرا _.و لا حظوا أنه استنتج عين ما يعتقد في ربه و مخلصه بحسب معتقده "القويم"بحسب تعبيره .يريدنا أن نقسر_من القسر_ الحديث و معناه حتى يوافق ما أشربته نفسه من عقيدة وثنية فاسدة . فهل في الحديث ما يدل على ذلك؟
لا.. مطلقا.دعنا نرى.
قال :
كل هذا لانه جاء بصورة محدودة متجسدة بهيئة منظورة ..!
اذ ربهم بامكانه ان يأتي بصورة " اي بشكل محدود " ..
له ابعاد وبداية ونهاية .. اذ سيميزه المسلمون بكل يسر وسهولة
إن قوله هذا يعارض تماما ما قطعه على نفسه ضمنيا لما استشهد بأصح الكتب المعتمدة في الحديث لدى المسلمين.فهلاّ سار في الدرب و التزم محاججة المسلمين بمصادرهم التي تقيم عليهم الحجة عوض التخرص عليهم .
ليعلم النصراني المسكين أن من القواعد المقررة عند أهل السنة و الجماعة:
القول في الصفات كالقول في الذات.
نسأله بدورنا سؤلا:
هل كل من له صورة لا بد و أن يكون جسدا؟
لقد جهل المسكين أن الله عز وجل قد أخبرنا في وصفه بما يلي :
1 _ ليس كمثله شيء: لا ند له و لا نظير و لا كفؤ .
: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. الشورى11. و قال أيضا:رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً . مريم65
2 _ الله تعالى لا تدركه الأبصار:
: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .الأنعام103.
قال عبد الكريم بن هوازن القشيري :
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا الحسن العنبري يقول: سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول: ينظر إليه، تعالى، المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية.
قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله :
وقول الشيخ – يقصد أبا جعفرٍ الطحاوي - رحمه الله:
((لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات)) هو حق، باعتبار أنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته، بل هو محيط بكل شيء وفوقه. وهذا المعنى هو الذي أراده الشيخ رحمه الله، لما يأتي في كلامه: أنه تعالى محيط بكل شيء وفوقه. فإذا جمع بين كلامه، وهو قوله: (لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات) وقوله: (محيط بكل شيء وفوقه) علم أن مراده أن الله تعالى لا يحويه شيء، ولا يحيط به شيء، كما يكون لغيره من المخلوقات، وأنه تعالى هو المحيط بكل شيء، العالي عن كل شيء.
المفضلات