جزاكم الله خيراً أختي الكريمة معارج القبول .والناظر إلى هذه المسألة يجد أن القول بالمنع يتأيد بعدة وجوه فمن ذلك:
1- أنها تهنئة بيوم معين في السنة يعود كل عام فالتهنئة به تُلحقه بالأعياد ، وقد نُهينا أن يكون لنا عيد غير الفطر والأضحى ، فتُمنع التهنئة من هذه الجهة.
2- ومنها أن فيها تشبهاً باليهود والنصارى وقد أُمرنا بمخالفتهم، أما اليهود فيهنئون بعضهم برأس السنة العبرية والتي تبدأ بشهر تشري وهو أول الشهور عند اليهود ويحرم العمل فيه كما يحرم يوم السبت، وأما النصارى فيهنئ بعضهم البعض برأس السنة الميلادية.
3- أن فيه تشبهاً بالمجوس ومشركي العرب، أما المجوس فيهنئون بعضهم في عيد النيروز وهو أول أيام السنة عندهم ومعنى (نيروز): اليوم الجديد، وأما العرب في الجاهلية فقد كانوا يهنئون ملوكهم في اليوم الأول من محرم كما ذكر ذلك القزويني في كتابه: ((عجائب المخلوقات)). وانظر لذلك كتاب: ((الأعياد وأثرها على المسلمين)) للدكتور سليمان السحيمي.
4- ومنها أن جواز التهنئة بأول العام الهجري الجديد يفتح الباب على مصراعيه للتهنئة بأول العام الدراسي وبيوم الاستقلال وباليوم الوطني وما شابه ذلك، مما لا يقول به بعض من أجاز التهنئة بأول العام، بل إن جواز التهنئة بهذه أولى حيث لم يكن موجبها منعقداً في زمن الصحابة رضي الله عنهم بخلاف رأس السنة.
5- ومنها أن القول بجواز التهنئة يفضي إلى التوسع فيها فتكثر رسائل الجوال وبطاقات المعايدة -وإن سموها بطاقات تهنئة- وعلى صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وربما صاحب ذلك زيارات للتهنئة واحتفالات وعطل رسمية كما هو حاصل في بعض الدول، وليس لمن أجاز التهنئة بأول العام الهجري الجديد وعدَّها من العادات حجة في منع هذا إذا اعتاده الناس وأصبح عندهم من العادات، فسدُّ هذا الباب أولى.
6- ومنها أن التهنئة بالعام الهجري الجديد لا معنى لها أصلاً، إذ الأصل في معنى التهنئة تجدد نعمة أو دفع نقمة، فأي نعمة حصلت بانتهاء عام هجري؟ والأولى هو الاعتبار بذهاب الأعمار ونقص الآجال.
وعليه فالقول بالمنع أولى وأحرى، وإن بدأك أحدٌ بالتهنئة فالأولى نُصحه وتعليمه لأن رد التهنئة فيه نوع إقرار له، وقياسها على التحية قياس مع الفارق!
بكل أسف منذ أيام كنت واقفاً مع شيخ الجامع بعد صلاة العشاء فكان عندي أمر أحببت أن ألفت إليه الإنتباه بخصوص دورات المياه في الجامع وقبل أن أنهي الكلام أتى أحد المصلين يسأل هل نصوم يوم بداية العام الهجري فقطعت حديثي احتراماً للسائل فأجابه الشيخ نعم صم
فاستدركت قول الشيخ قائلاً .. ليس البداية فقط بل صم من كل شهر ثلاثة أيام إن أردت أمر النبي صلى الله عليه وسلم فسكت الشيخ وسكت السائل وهو ينظر إليه فقلت .. ان الشيخ يعني أن تصوم لتصيب من هذه الأيام الثلاثة وأقول لك إن أفضلها أن تصوم من منتصف الشهر ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر أما صومت بداية الشهرعلى نية أنها بداية السنة الهجرية فهي بدعة والله أعلم .
ومضى الرجل واستكملت حديثي مع الشيخ حول ما بدأت قبل مجيء الرجل وانصرفنا .
إن كانت التهنئة بقدوم العام الجديد محظورة فكيف بتخصيص يوم للصيام لم يشرعه الشارع ولم يأمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم
المفضلات