النتائج 1 إلى 10 من 69
 

العرض المتطور

  1. #1
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الصارم الصقيل
    الصارم الصقيل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 150
    تاريخ التسجيل : 5 - 3 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : الخط العربي و المطالعة و الرد على النصارى .
    الوظيفة : أستاذ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي




    قال النصراني العيي:
    وعبارة " غير صورته التييعرفون " ..
    اراها تسبب للمسلمين احراجاً شديداً ..
    أقول و بالله التوفيق:
    أولا:
    المتكلم في الحديثين اللذين ساقهما المفتري النصراني من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو أعلم الخلق بربه .فمن نصدق ؟
    قال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر المحاذير التي يسقط فيها المتأولون قال :
    المحذور الثالث نسبة المتكلم الكامل العلم الكامل البيان التام النصح إلى ضد البيان والهدى والإرشاد وإن المتحيرين المتهوكين أجادوا العبادة في هذا الباب وعبروا بعبارة لا توهم من الباطل ما أوهمته عبارة المتكلم بتلك النصوص ولا ريب عند كل عاقل أن ذلك يتضمن أنهم كانوا أعلم منه أو أفصح أو أنصح للناس.
    و من لطائف الإشارات ما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة فقال :
    قال الله سبحانه وتعالى : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .سورة الصافات الآيات 180و 181 و182.
    فنزه نفسه عما يصفه به الخلق ثم سلم على المرسلين لسلامة ما وصفوه به من النقائص والعيوب ثم حمد نفسه على تفرده بالأوصاف التي يستحق عليها كمال الحمد .انتهى كلامه يرحمه الله .
    و لا شك أن النصراني يريدنا أن نراه أعقل و أعلم من رسول الله .و حاشا أن نجمع الدرة مع البعرة .و النفيس من الأقوال مع الخسيس.
    فهل نصدق ؟
    1 – رسول الله أعلم الخلق بالله
    و أعرف الناس به و بمراده من كلامه ؟
    2 – النصراني المودع في البلابل ؟
    و هو من هو جهلاً و حماقة ًو جراءة ًعلى الله و رسوله؟
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    كيف يكون هؤلاء المحجوبون المفضلون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون : أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكم في باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر أتباع الأنبياء فضلا عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحيا من يطلب المقابلة ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة - لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته - من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم ؟ أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم : أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان . انتهى بالحرف كلام ابن تيمية و هو كلام نفيس للغاية يرد على هذا المتخرص سليل صنيع اليهود .
    نحن نعلم علم اليقين أن الهدى و البيان في طريق رسول الله صلى الله عليه و سلم و بيانه و هو المأمور بالتبليغ و البيان . ثم العجب فيمن يأتي بعد و يقول أنا أعلم بربكم من نبيكم (؟؟؟؟) ألا ساء ما يزرون.
    إن المودع في البلابل لا يعلم مبنى النصوص التي يستشهد بها فضلا عن معناها .فهل يجوز لمثل هذا الذي لا يحسن الكتابة و التعبير بالعربية أن يتحدث عن معاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية و هي بلسان العرب ،و هو يرتكب من الأخطاء النحوية و الإملائية ما يؤكد جهله بالمباني و المعاني .
    ثانيا:
    ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار المعنى و مجهولة لنا باعتبار الكيفية التي هي عليها .و إلا فليخبرنا المودع في البلابل بكيفية روحه و ماهيتها.و كيفية عقله و ماهيته.وهما مخلوقان لله فكيف القول بالنسبة للخالق سبحانه و تعالى.قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري رحمه الله في التمهيد :
    أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة.اهـ
    و قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه:
    اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى.
    .. فكل ما وصف النبي صلى الله عليه و سلم به ربه عز وجل فهو حق وصدق يجب الإيمان والتصديق به كما وصف الله عز وجل به نفسه مع نهي التمثيل عنه، ومن أشكل عليه فهم شيء من ذلك واشتبه عليه فليقل كما مدح الله تعالى به الراسخين في العلم وأخبر عنهم أنه يقولون عند المتشابه: (آمنّا به كُلٌّ من عند ربِّنا) وكما قال النبي ( في القرآن: " وما جهلتم منه فكِِــــلُــوه إلى عالمه " . خرجه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما، ولا يتكلف ما لا علم له فإنه يُخشى عليه من ذلك الهلكة.
    سمع ابن عباس يوماً من يروي عن النبي( شيئاً من هذه الأحاديث فانتفض رجل استنكاراً لذلك، فقال ابن عباس: " ما فرق هؤلاء؟! يجدون رقةً عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه! " خرجه عبد الرزاق في كتابه عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
    فكلما سمع المؤمنون شيئاً من هذا الكلام قالوا: هذا ما أخبرنا الله ورسوله (وصدقَ الله ورسولُه وما زادَهُم إلاّ إيماناً وتسليماً
    ).اهـ قول ابن رجب رحمه الله.
    الشيء لا نعرف كيفية صفاته إلا بعد علمنا بكيفية ذاته. أو علمنا بنظير مساوٍ له .أو أن يخبرنا صادق عنه فهذه ثلاث طرق و هذا تذكير بها :
    1 – معرفة الذات.
    2 – معرفة النظير.
    3- الخبر الصادق عن عارف.
    و هذه الثلاث منتفية في ذات الله تعالى فلا أحد من خلقه يحيط به علما و لا مثيل له .أما ما له علاقة بالطريق الثالث فالقرآن أخبر بعجز العقل البشري عن الإحاطة بذات الله و أخبر رسوله عن ذلك : لا أحصي ثناء عليك .كما قال صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
    زد على ذلك أن أي كيفيةً يتخيلها العقل البشري و يقدرها لصفات الله .فالله تعالى أعظم و أجل من ذلك.
    [overline]السؤال:[/overline]
    من خلال الحديث الصحيح:
    فيأتيهم الله - تبارك وتعالى - في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم.
    من المتحدث عنه ؟
    فيأتيهم الله : المتحدث عنه هو: الله سبحانه و تعالى
    في صورة غير صورته التي يعرفون:المتحدث عنه هو الله سبحانه و تعالى.
    فهل من إشكال ؟
    الضمير في صورته عائد على الذات الإلهية.
    فلا إشكال إذن إلا في عقول المرضى.
    من خلال آيات القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الصحيحة سيتبين أن الله عز وجل هو الرب المستحق للعبادة و أنه القاهر فوق عباده يفعل ما يشاء لا يُسأل عما يفعل سبحانه و تعالى.
        :
    {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255
    {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى
    {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }الواقعة96
    {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ }الحاقة33
    هذه آيات تبين أن من صفات الله العظمة و أنه سبحانه منزه عن مشابهة المخلوقين.
    في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: « لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ». قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال « إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ».
    في صحيح ابن حبان عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :
    ( اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )


    يتبع بحول الله و قوته....












  2. #2
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية الصارم الصقيل
    الصارم الصقيل غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 150
    تاريخ التسجيل : 5 - 3 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,661
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : الخط العربي و المطالعة و الرد على النصارى .
    الوظيفة : أستاذ
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    و فيه أيضا عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته ».
    و في صحيح مسلم:
    أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء.
    من خلال الأحاديث :
    1 – الله جميل :جميل في ذاته و جميل في صفاته و أفعاله سبحانه و تعالى.
    عن معاذ بن جبل قال : احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته فقال لنا على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا ثم قال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة أني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة الحديث.. قال المحدث الألباني رحمه الله :
    رواه أحمد والترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح وسألت محمد بن إسماعيل _يعني البخاري رحمه الله_ عن هذا الحديث فقال : هذا حديث صحيح.
    رسول الله صلى الله عليه و سلم يبين لنا أن صورة الرحمن حسنة و هو أعلم الناس بربه .فلماذا إصرار عبدة الإنسان على تشويه الحقائق و إلحاحهم على محبة السماجة و القذارة في كل شيء ؟إنهم يحبون القبيح من الأقوال و الأفعال و القبيح من المعبودات فسبحان الله العظيم ما أشد ضلالهم. و يذكرني الموقف بمناظرتي لواحد يصف نفسه بالتلمذة لهذا العيي الذي أرد عليه. و كيف استمات في الدفاع عن وهم و إفك عبادة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام للأصنام .و كيف أنني قضيت على حُلم الأستاذ و التلميذ و الأقباط النصارى جميعا و كنست قذارتهم و بينت لهم بالدليل القاطع و البرهان الساطع أن إبراهيم عليه السلام مسلم موحد . لكن أيادي المسح ما تلبث أن تمتد إلى الأدلة و تترك مكانها سبابا و شتما نصرانيا يوهم من قرأه أنني بادلتهم بمثله و المناظرة مسجلة عندي و لله الحمد و المنة . ما أريد قوله أن هؤلاء يحبون الفاحشة و القذارة و يدافعون عن السماجة و رضاهم بأنبيائهم الزواني و جدات الرب الزانيات ووصفهن بالسيدات كما في موضوع لنصراني قبطي في إحدى المنتديات القذرة لهو من أكبر الأدلة على صدق مقولي و أرجو أن ييسر الله تعالى سبيل نشر ذلك.
    2 – الله حي لا يموت. و تذكروا أن البويبلي اعترف أن ربه مات .
    3 – الله عزيز متكبر.
    من خلال الآيات و الأحاديث :
    الله أول ليس قبله شيء و آخر ليس بعده شيء.
    فالله متصف بصفات الجمال و الكمال منزه عن النقص سبحانه و تعالى.
    من خلال ما تقدم يتبين الخطأ الجسيم و العمل الأثيم الذي سقط فيه النصراني المودع في البلابل لأنه جعل ظاهر النص الحديثي المتبادر من نصه المتحدث عن صفة الصورة معنى باطلا لا يليق بالله تعالى .
    إن المتعارف عند الناس أن الملائكة في صورٍ جميلةٍ و على العكس من ذلك صورُ الشياطين .
    في الآية (31)من سورة يوسف قالت النسوة :
    حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ .
    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة النجم :
    قال ابن عباس: ذو منظر حسن.
    وقال قتادة: ذو خَلْق طويل حسن.
    ولا منافاة بين القولين؛ فإنه، عليه السلام، ذو منظر حسن، وقوة شديدة .انتهى قوله بنصه.
    و في كتاب النصراني الذي يقدس :
    Jgs / القضاة إ 13 ع 6
    فدخلت المرأة وقالت لرجلها: «جاء إلي رجل الله, ومنظره كمنظر ملاك الله, مرهب جدا. ولم أسأله من أين هو, ولا هو أخبرني عن اسمه.. ترجمة : الفانديك
    فإذا كان قول الناس في الملك بقول لا يفيد نقصا في صورته فما القول في خالق الملائكة؟
    إن العقل السليم قد دلَّ على مباينة الخالق للمخلوق فكيف نجعل الخالق شبيها بالمخلوق أو أدنى منه؟ ثم إن فهم سلفنا الصالح عليهم رحمة الله غير الفهم السقيم الذي عليه المودع – النصراني الآشوري - في البلابل.
    و نقول له بالحرف ما قاله العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله و هو كلام نفيس للغاية :
    ألست تعقل لله ذاتا لا تشبه الذوات؟ فسيقول بلى .فيقال له : فلتعقل له صفات لا تشبه الصفات فإن القول في الصفات كالقول في الذات و من فرق بينهما فقد تناقض.اهـ بنصه من كتاب القول الأسمى في بيان صفات و أسماء الله الحسنى. بجمع عرفان العشا حسونة الدمشقي ص41.
    قال الشيخ محمد الأمين بن المختار الجكني :
    الأمر الثاني: أن الذات والصفات من باب واحد أيضاً، فكما أنه جل وعلا، له ذات مخالفة لجميع ذوات الخلق، فله تعالى صفات مخالفة لجميع صفات الخلق.
    الأمر الثالث: في تحقيق المقام في الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من آيات الصفات؛ كالاستواء واليد مثلاً.
    اعلم أولاً: أنه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين، فزعموا أن الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من معنى الاستواء واليد مثلا: في الآيات القرآنية، هو مشابهة صفات الحوادث، وقالوا: يجب علينا أن نصرفه عن ظاهره إجماعاً؛ لأن اعتقاد ظاهرة كفر؛ لأن من شبه الخالق بالمخلوق فهو كافر، ولا يخفى على أدنى عاقل أن حقيقة معنى هذا القول: أن الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله والقول فيه بما لا يليق به جل وعلا.
    والنَّبي صلى الله عليه وسلم الذي قيل له: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} النحل الآية44، لم يبين حرفاً واحداً من ذلك مع إجماع من يعتد به من العلماء، على أنه صلى الله عليه وسلم: لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وأحرى في العقائد ولا سيما ما ظاهره المتبادر منه الكفر والضلال المبين، حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين، فزعموا أن الله أطلق على نفسه الوصف بما ظاهره المتبادر منه لا يليق، والنَّبي صلى الله عليه وسلم كتم أن ذلك الظاهر المتبادر كفر وضلال يجب صرف اللفظ عنه، وكل هذا من تلقاء أنفسهم من غير اعتماد على كتاب أو سنة، سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ! ولا يخفى أن هذا القول من أكبر الضلال ومن أعظم الافتراء على الله جل وعلا، ورسوله صلى الله عليه وسلم، والحق الذي لا يشك فيه أدنى عاقل أن كل وصف وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. فظاهره المتبادر منه السابق إلى فهم من في قلبه شيء من الإيمان، هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث.
    فبمجرد إضافة الصفة إليه، جل وعلا، يتبادر إلى الفهم أنه لا مناسبة بين تلك الصفة الموصوف بها الخالق، وبين شيء من صفات المخلوقين، وهل ينكر عاقل، أن السابق إلى الفهم المتبادر لكل عاقل: هو منافاة الخالق للمخلوق في ذاته، وجميع صفاته، لا والله لا ينكر ذلك إلا مكابر.
    والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات، لا يليق بالله؛ لأنه كفر وتشبيه، إنما جر إليه ذلك تنجيس قلبه، بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداه شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله جل وعلا، وعدم الإيمان بها، مع أنه جل وعلا، هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبهاً أولا، ومعطلا ثانياً، فارتكب ما لا يليق الله ابتداء وانتهاء، ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظماً لله كما ينبغي، طاهراً من أقذار التشبيه؛ لكان المتبادر عنده السابق إلى فهمه: أن وصف الله جل وعلا، بالغ من الكمال، والجلال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعداً للإيمان بصفات الكمال، والجلال الثابتة لله في القرآن والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق على نحو قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، فلو قال متنطع: بينوا لنا كيفية الاتصاف بصفة الاستواء واليد، ونحو ذلك لنعقلها، قلنا: أعرفت كيفية الذات المقدسة المتصفة بتلك الصفات؟ فلا بد أن يقول: لا، فنقول: معرفة كيفية الاتصاف بالصفات متوقفة على معرفة كيفية الذات، فسبحان من لا يستطيع غيره أن يحصي الثناء عليه هو، كما أثنى على نفسه: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} [طه/110الآية]، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص/1-4]،
    {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} [النحل/الآية74]
    فتحصل من جميع هذا البحث أن الصفات من باب واحد، وأن الحق فيها متركب من أمرين:
    الأول: تنزيه الله جل وعلا عن مشهابة الخلق.
    والثاني: الإيمان بكل ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً، أو نفياً؛ وهذا هو معنى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، والسلف الصالح رضي الله عنهم، ما كانوا يشكون في شيء من ذلك، ولا كان يشكل عليهم، ألا ترى إلى قول الفرزدق وهو شاعر فقط، وأما من جهة العلم، فهو عامي: ":
    وكيف أخاف الناس والله قابض على الناس والسبعين في راحة اليد
    ومراده بالسبعين: سبع سماوات، وسبع أرضين. فمن علم مثل هذا من كون السماوات والأرضين في يده جل وعلا أصغر من حبة خردل، فإنه عالم بعظمة الله وجلاله لا يسبق إلى ذهنه مشابهة صفاته لصفات الخلق، ومن كان كذلك زال عنه كثير من الإشكالات التي أشكلت على كثير من المتأخرين، وهذا الذي ذكرنا من تنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به، والإيمان بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، هو معنى قول الإمام مالك رحمه الله: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة. انتهى بنصه من تفسيره الموسوم بأضواء البيان و هو كلام نفيس للغاية و الله يرحمه و يأجره و يثيبه.
    ــــــــــــــــ
    بلغت منتصف الرد تقريبا فما يأتي قدر ما مضى











 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تخريج حديث : " أنتم أعلم بأمر دنياكم " ، و بيان صحته ، و الرد على من ضعفه
    بواسطة سيل الحق المتدفق في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 2010-12-12, 12:33 PM
  2. محاولة بائسة لمولكا مولكان في الرد على "توما الشكاك"
    بواسطة فــارس الإســلام في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 2010-11-10, 12:22 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-12-19, 08:02 PM
  4. الرد على كتاب "قراءة نقدية للإسلام"
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2008-06-18, 10:32 PM
  5. الرد علي : يحيى كان " إربه" مثل عود القش
    بواسطة abcdef_475 في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2008-05-24, 08:14 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML