وأعجب من هؤلاء أقوام يزعمون أنهم من جلدة "الإسلاميين"، ولكن أصابتهم فوبيا "تحكيم الشريعة" التي كانت حتى وقت مضى قاصرة على الكفار وعلى العلمانيين، فإذا بها تصيب بعض المنتسبين إلى الدعوة زاعمين محاولة تصحيح "غلو" البعض في قضية الحاكمية، فلم يجدوا لهم من دواء إلا النهى التام عن الكلام في قضية "تحكيم الشريعة

وهي قضية أعم من أن تكون قضية موجهة إلى الحكام، ولكنها قضية موجهة إلى كل مسلم حاكماً كان أو محكوماً، وهي قضية من مقتضيات توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، فَرَامَ هؤلاء من باب إغلاق باب الغلو أن يغلقوا هذا الباب جملة وتفصيلاً، ولو أن كل باب غلا فيه البعض أغلق لما بقي لنا من شرائع الإسلام شيء.


وليت الأمر انتهى عند هذا الحد، بل بلغ الحال ببعضهم إلى الزعم بأن كل من لم يوافقهم على "آرائهم" فهو موافق على غلو الغلاة، بل هو منهم، بل هو كبيرهم، بل هو رأس من رؤوس الخوارج.

ومن المضحكات المبكيات أن أحدهم قد نسي نفسه في غمرة "أم المعارك" التي يخوضها ضد من أسماهم برؤوس الخوارج، فوجه كلمة عصماء "استنكر" فيها سكوت "ولاة الأمر" -وسماهم بأسمائهم- عن قتل رؤوس الخوارج من أمثال فلان وفلان
صدقت و الله فهؤلاء القوم عندهم حساسية مفرطة من الكلام عن تطبيق شرع رب العالمين بل هم يمارسون أبشع أنواع الإرهاب الفكري إذ ينعتون كل مخالف بأبشع النعوت بل طريقتهم في الكلام عن تطبيق الشريعة فيها ما فيها من التهوين من هذا الأصل العظيم حتى ادّعى أحدهم أن الكلام عن الحاكمية مشابه للكلام عن الإمامة عند الرافضة .

جزاكم الله خيراً