قبل التعليق على النقطة الثانية في الحوار أحب أن ألفت نظر المتابعين الكرام إلى أن الزميل أنطونيوس أخذ دور محاوره الأخ أبو عبد الله البخاري في النقطة الثانية ولم يستأذنه حتى .. فهذا دور الأخ أبو عبد الله البخاري ليطرح نقطته .. أليس أنطونيوس هو من قال في بداية المناظرة :
هذا أولا ..الحوار يكون بنقاط..وكل نقطة تكون محدودة باربع او ست مشاركات كحد اقصى..(اي مشاركتان او ثلاثة من كل محاور)..نقطة انا اطرحها..نقطة محاوري يطرحها..وهكذا..او انا اطرح كل النقاط ان احببتم..
وثانيا .. نقطته الثانية التي طرحها ليست نقطة جذرية .. بل هي مسألة بسيطة يمكن لأي طفل مسلم في المرحلة الإبتدائية أن يرد عليها من خلال التفسير الميسر للقرآن الكريم .. وأنطونيوس هكذا يضيع أوقاتنا وأوقات المتابعين في الحقيقة .. ونفس الشيئ يقال عن النقطة الأولى .. فنحن كنا نتمنى أن نراه يحاور في أصل متين من أصول الإسلام التي ينبني عليها اقتناع الشخص أو عدم اقتناعه .. ولكنه يحاور في مسائل فرعية جانبية ..
وبالمناسبة .. تفضيل الحوار في الفرع دون الأصل ليست سمة لأنطونيوس فقط .. وإنما سمة لأغلب النصارى .. دائما في حواراتهم حول الإسلام يعدلون عن الحوار حول الأصل إلى الحوار حول الفرع .. ففي الوقت الذي يضرب فيه المسلم أصول دينهم وأسسه "هل الكتاب المقدس كلام الله" "هل يسوع إله" "هل الله ثلاثة أقانيم" .. نجد النصراني يحاور في مواضيع جانبية مثل "هل محمد أشرف الخلق" .. تعال أولا يا عزيزي لنتحاور "هل محمد صلى الله عليه وسلم نبي من عند الله" وبعدها نرى هل هو صلوات ربي وسلامه عليه أشرف الخلق أم لا ! .. أو تجد النصراني يعقد مقارنة بين إلهه وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم .. فيقول لك .. الإله يسوع كان كذا بينما محمد - صلى الله عليه وسلم - كان كذا إذن المسيحية هي الدين الصحيح ! .. سبحان خالق العقول والأفهام ! .. ولعل الواحد منا يتساءل : لماذا يعدل النصراني عن الأصل إلى الفرع رغم أن العقلاء لا شك أنهم سيقدمون الأصل أولا .. السبب وراء ذلك أن النصراني يعلم يقينا أن أي أصل في الإسلام هو ثابت قطعا من خلال المسيحية من باب أولى .. لذلك يعدل عنه .. وإذا حاورك في الأصل سيشترط عليك أن لا تتعرض للمسيحية من قريب أو من بعيد أو يقول لك حاورني باعتباري ملحد أو لاديني وليس باعتباري مسيحي ..
والحمد لله الذي جعلنا من أهل الحق ..
المفضلات