قال المفتري النصراني :
وقد اعترف كبار علماءهم .. بأن ربهم سيأتي فيصورة مخلوق !!!!.أقول جوابا على كلامه :
أولا :
من خلال القرآن الكريم :
في سورة الشورى الآية (11):
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
وفي سورة النحل الآية (17) :
أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ .
وفي سورة مريم الآية (65) :
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا .
لا أحد من المخلوقات يشبهه سبحانه و تعالى .
من خلال الحديث النبوي :
في مسند إسحاق بن راهويه :
فيكشف عن ساق فيتجلى لهم من عظمة الله ما يعرفون به أنه ربهم فيخرون سجدا ويجعل الله أصلاب المنافقين كصياصي البقر ويخرون على أقفيتهم ثم يأذن الله لهم أن يرفعوا رؤوسهم...الحديث
في الأحاديث الطوال لأبي القاسم الطبراني:
فإذا فرغ الله عز و جل من ذلك نادى مناد يسمع الخلائق كلهم ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقى أحد عبد من دون الله الا مثلت له آلهته بين يديه ويجعل يومئذ ملك من الملائكة على صورة عزير ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى ثم يتبع هذا اليهود وهذا النصارى ثم قادتهم آلهتهم الى النار وهو الذي يقول لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون فإذا لم يبق الا المؤمنون فيهم المنافقون جاءهم الله عز و جل فيما شاء من هيأته فقال يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتهم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا إله إلا الله عز و جل وما كنا نعبد غيره فينصرف عنهم وهو الله الذي يأتيهم فيمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يأتيهم فيقول يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا إله الا الله وما كنا نعبد غيره فيكشف لهم عن ساقه ويتجلى لهم من عظمته ما يعرفون أنه ربهم فيخرون للأذقان سجدا على وجوههم.
في البعث و النشور للبيهقي :
وإذا لم يبق إلا المؤمنون ، وفيهم المنافقون ، جاءهم الله فيما شاء من هيئة ، فيقولون : والله ما لنا إله إلا الله ، وما كنا نعبد غيره ، فيكشف لهم عن ساق ويتجلى لهم ، ويظهر لهم من عظمته ما يعرفون به أنه ربهم فيخرون سجدا على وجوههم.
في السنة لابن أبي عاصم:
إذا كان يوم القيامة ، ذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا ، وبقي أهل التوحيد ، فقال لهم : ما تنتظرون وقد ذهب الناس ؟ قالوا : إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، فيقال لهم : إذا رأيتموه تعرفونه . فيقولون : نعم . فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ فقالوا : إنه لا شبه له ، فيكشف لهم عن حجاب. فينظرون إلى الله تبارك وتعالى ، فيخرون له سجدا...الحديث
في تعظيم الصلاة لمحمد بن نصر الروزي:
نادى مناد أسمع الخلائق كلهم ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقى أحد عبد دون الله شيئا إلا مثلت له الآلهة بين يديه ثم يقودهم آلهتهم إلى النار وهي التي يقول الله لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها ثم يقول الله تعالى لسائر الناس الحقوا بإلهكم وما كنتم تعبدون فيقولون مالنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره فيقول وهل بينكم وبين ربكم من آية تعرفونها فيكشف عن ساق فيتجلى لهم من عظمة الله ما يعرفون أنه ربهم فيخرون سجدا..الحديث .
تذكير:
قالوا : إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، فيقال لهم : إذا رأيتموه تعرفونه . فيقولون : نعم . فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ فقالوا : إنه لا شبه له ،
قالوا : إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، فيقال لهم : إذا رأيتموه تعرفونه . فيقولون : نعم . فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ فقالوا : إنه لا شبه له ،
قالوا : إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، فيقال لهم : إذا رأيتموه تعرفونه . فيقولون : نعم . فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ فقالوا : إنه لا شبه له ،
ثانيا:
إن النصراني الآشوري لما ذكر أقوال بعض أهل العلم من أمثال النووي و غيره إنما هو استغفال للقارئ الحصيف المسلم .و استغلال لبعض هفوات العلماء قال ابن القيم رحمه الله في السبب الرابع من أسباب قبول النفس الجاهلة للتـأويل :
السبب الرابع أن يكون ذلك التأويل قد قبله ورضيه مبرز في صناعة من الصناعات أو علم من العلوم الدقيقة أو الجليلة فيعلو له بما برز به ذكر في الناس ويشتهر له به صيت فإذا سمع الغمر الجاهل بقبوله لذلك التأويل وتلك البدعة واختياره له أحسن الظن به وارتضاه مذهبا لنفسه ورضي من قبله إماما له وقال إنه لم يكن ليختار مع جودة قريحته وذكائه وصحة ذهنه ومهارته بصناعته وتبريزه فيها على بني جنسه إلا الأصوب والأفضل من الاعتقادات والأرشد والأمثل من التأويلات وأين يقع اختياري من اختياره فرضيت لنفسي مارضيه لنفسه فإن عقله وذهنه وقريحته إنما تدله على الصواب كما دلته على ما خفي عن غيره من صناعته وعلمه . وهذه الآفة قد هلك بها أمم لا يحصيهم إلا الله رأواالفلاسفة قد برزوا في العلوم الرياضية والطبية واستنبطوا بعقولهم وجودة قرائحهم وصحة أفكارهم ما عجز أكثر الناس عن تعلمه فضلا عن استنباطه فقالوا للعلوم الإلهية والمعارف الربانية أسوة بذلك فحالهم فيها مع الناس كحالهم في هذه العلوم سواء فلا إله إلا الله كم أهلكت هذه البلية من أمة وكم ضربت من دار وكم أزالت من نعمة وجلبت من نقمة وجرأت كثيرا من النفوس على تكذيب الرسل واستجهالهم...الخ و هو كلام غاية في الفائدة.
ما يهمنا في الأمر أن النصراني يريد أن يقيم علينا الحجة بما فهمه بعض العلماء و أخطأوا فيه .فقول النووي :
وانما استعاذوا منه لما قدمناه من كونهم رأوا سمات المخلوق.
خطأ بين يخالف القرآن و السنة .و نحن نرفض ما خالف القرآن و السنة كيف ما كان مصدر صاحبه كائنا من كان.
فلا يغرنك ما تلتمسه من أقوال العلماء رحمهم الله .فهم مكرمون مبجلون لكن ليسوا مقدسين فكل واحد منهم يؤخذ من قوله و يترك إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم كما قال إمامنا مالك رحمه الله تعالى.
هات من القرآن و السنة الصحيحة و أقم به الحجة علينا أما غير ذلك فلا.
ثالثا:
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين :
الحق لا يوزن بالرجال وإنما يوزن الرجال بالحق هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال فالإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته فقد يكون الرجل ديناً وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك .
ثم قال رحمه الله : إذا قابلنا الرجال الذين على طريق الأشاعرة بالرجال الذين هم على طريق السلف وجدنا في هذه الطريق من هم أجل وأعظم وأهدى وأقوم من الذين على طريق الأشاعرة فالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريق الأشاعرة .
وإذا ارتقيت إلى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريق الأشاعرة .
وإذا علوت إلى عصر الصحابة والخلفاء الأربعة الراشدين لم تجد فيهم من حذا حذو الأشاعرة في أسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به الأشاعرة عن طريق السلف .
ونحن لا ننكر أن لبعض العلماء المنتسبين إلى الأشعري قدم صدق
كالنووي وانظر كتاب الردود والتعقبات على ما وقع للإمام النووي في شرح صحيح مسلم من التأويل في الصفات تأليف مشهور آل سلمان .
في الإسلام والذب عنه والعناية بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم ولكن هذا لا يستلزم عصمتهم من الخطأ فيما أخطئوا فيه ولا قبول قولهم في كل ما قالوه ولا يمنع من بيان خطئهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق.
ولا ننكر أيضاً أن لبعضهم قصداً حسناً فيما ذهب إليه وخفي عليه الحق فيه ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله بل لابد أن يكون موافقاً لشريعة الله عز وجل فإن كان مخالفاً لها وجب رده على قائله كائناً من كان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "
ثم إن كان قائله معروفاً بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة وإلا عومل بما يستحقه بسوء قصده ومخالفته .
رواه مسلم في المطبوع مع شرح النووي (12/16) ، ورواه البخاري بلفظ من أحدث كما في نسخة الفتح (5/355) .انتهى من كتاب المجلي شرح القواعد المثلي
من شرح القواعد المثلي في الاسماء والصفات الحسني.
للرد بقية
__________________
المفضلات