بسم الثالوث الأقدس..الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين.
الحمد لله الذي لا يجب الحمد لسواه ولا نعمة ترتجى الا نعماه. حمداً له من اجل شانه واوسع جبروته وسلطانه
تحية وبعد..نأسف عن التأخر..
فأما الإعجاز الغيبي – وهو موضوع نقطتنا – فهو : ما تضمنه القرآن من ذكر لحوادث ماضية ، أو حوادث مستقبلة وتقع بعد إخبار القرآن عن وقوعها مما يدل على أنه كلام علام الغيوب جل وعلامقدمة عامة في الرد على النقاط كلها:
وثبات النبوة او نفيها لا يكون بالهوى ! انما له أصول !! ولو ادعى الهندوس ان لاوثانهم معجزات وغيب...ولو ادعى الزردشت والصابئة بذلك ايضاً...بل لو ادعى كل اهل الارض بحدوث معجزات (من اي نوع)...فقياسها يكون على شرط موافقتها الكتاب المقدس اولاً..فكل ما خالف كلام الله باطل!
ولكي تُقبل النبوة...يجب ان يكون مصدرها الله..وقياس ذلك يكون باتباعها كلام الله...الوحي المقدس الموجود حصراً في كلام الله....الكتاب المقدس...وكل ما يخالفه يطرح ويرمى...فالمقياس الاول للنبوة هو موافقتها للكتاب المقدس وما فيه وتعالميه وعقائده وايمانه...
في الاصحاح الثالث والعشرين من سفر ارميا يتكلم الرب عن الانبياء الكذبة...دعني انقل لك جزءاً من الاصحاح:
14 وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. صَارُوا لِي كُلُّهُمْ كَسَدُومَ وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ.
15 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ عَنِ الأَنْبِيَاءِ: هَئَنَذَا أُطْعِمُهُمْ أَفْسَنْتِيناً وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ لأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ خَرَجَ نِفَاقٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ.
16 هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.
17 قَائِلِينَ قَوْلاً لِمُحْتَقِرِيَّ: [قَالَ الرَّبُّ: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ!] وَيَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ يَسِيرُ فِي عِنَادِ قَلْبِهِ: [لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ شَرٌّ].
18 لأَنَّهُ مَنْ وَقَفَ فِي مَجْلِسِ الرَّبِّ وَرَأَى وَسَمِعَ كَلِمَتَهُ؟ مَنْ أَصْغَى لِكَلِمَتِهِ وَسَمِعَ؟
19 هَا زَوْبَعَةُ الرَّبِّ. غَيْظٌ يَخْرُجُ وَنَوْءٌ هَائِجٌ. عَلَى رُؤُوسِ الأَشْرَارِ يَثُورُ.
20 لاَ يَرْتَدُّ غَضَبُ الرَّبِّ حَتَّى يُجْرِيَ وَيُقِيمَ مَقَاصِدَ قَلْبِهِ. فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَفْهَمُونَ فَهْماً.
21 [لَمْ أُرْسِلِ الأَنْبِيَاءَ بَلْ هُمْ جَرُوا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ بَلْ هُمْ تَنَبَّأُوا.
22 وَلَوْ وَقَفُوا فِي مَجْلِسِي لَأَخْبَرُوا شَعْبِي بِكَلاَمِي وَرَدُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ.
23 أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ.
24 إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟
25 قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ.
26 حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ!
27 الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.
28 اَلنَّبِيُّ الَّذِي مَعَهُ حُلْمٌ فَلْيَقُصَّ حُلْماً وَالَّذِي مَعَهُ كَلِمَتِي فَلْيَتَكَلَّمْ بِكَلِمَتِي بِالْحَقِّ. مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ يَقُولُ الرَّبُّ؟
29 أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟
30 لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.
31 هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ.
فالرب هنا يحذرنا كثيراً من الانبياء الكذبة الذي يتكلم الاصحاح عنهم..وجعل الرب فسادهم فر نفاقهم وفسوقهم وفساد عقيدتهم وابعادهم عن الاله الحقيقي والتكلم بكلام من قلبهم وترك الحق الذي هو يقوله ويعدون بخلاص باطل الى اخره!
النبوءة نوعان ...انبياء من العهد القديم...وكان اكثر تركيزهم على التنبؤ بمجيء المسيح وحياته!...وهؤلاء هم الغالبية العظمى من الانبياء وانبياء العهد الجديد..وهما يوحنا المعمذان ويوحنا اللاهوتي كاتب الانجيل..الاول كان مهيئاً لقدوم الرب...والثاني تنبأ عن الاخرة..!
فكل من سبق المسيح ...جاء يبشر عن قدومه ويتنبأ عن مجيئه....وكل من اتى بعده...جاء مبشراً بالمسيح والخلاص الذي جلبه للعالم....اما نبي الاسلام...فلا يقع في اي من هذه الاقسام! ولو قسنا كلامه على الكتاب المقدس لتشققت السقوف والحيطان من كثرة المخالفات...
ويقول الرب:
22 فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».
فمفهوم النبوءة...بدوره قابل للمناقشة بشكل كبير....فتأويل النبوءات...خاصة ان جائت فرادا وليست كثيرة...سيكون الجزم فيه شبه مستحيل! اي الجزم بمعناها..
وهنا الرب لا يقول ان تنبأ احدهم بشيء وصار معناها انه نبي! ولكنه يقول اذا تكلم احدهم بشيء ولم يصر...فذلك كذاب غير مرسل
..
هل كل من قال شيئا وتحقق لاحقاً معناها انه نبي؟ بالطبع لا! بل هناك احياناً كثيرة...تكون خلاصة دراسة وتحليل...جملة..تبدو كنبوءة...
من ذلك...هو الاعمال العسكرية..فيمكن توقع الاطراف الخاسرة والفائزة عند اغلب الاحيان بدراسة الجيوش وقواتها ومعداتها....الى اخره! وهناك امثلة كثيرة من زماننا المعاصر عن الحروب والتنبؤ بمستقبلها...ولا يحتاج الامر ان يكون خبيراً عسكرياً ليعرف! وليست الامور العسكرية وحسب..بل التنبؤ بفوز الفرق الرياضية او القطس وما الى ذلك
هناك من يتنبأ مستعملاً عقله وهواه....اخر يتنبأ مستعملاً النجوم وعلم الفضاء ومن هؤلاء من هو مشهور عالميا.. فتعددت طرق التنبؤ! والنبي الحق هو واحد...انه الذي يوحى اليه من الله!
فالكل يدعي اعجازا ومعجزات..وكلهم يقولون ادلة! المشكلة تكمن في ان كلامهم وادلتهم كلها لا اهمية لها لما يكون ما يدعون اليه يناقض اقوال الله وهذا هو المبدأ اولاً...فالله تقدس اسمه...ابعد ما يكون عن التناقض...فهو الكامل بصفاته غير المتعارضة
من شروط النبوة الاساسية....هو ان يكون النبي من بني اسرائيل...الامر غير المتحقق في نبيكم..فهو عربي..."انا جعلنا النبوة في بني اسرائيل"
...
ان قلت لي اني سددت كل الابواب بوجهك وكيف ستناقشني دون التطرق لموضوع اخر في سبيل اثبات النبوة...فاقول لك ...انا لم افعل....الرب هو الذي يعين الانبياء ويوحي ويُتبع كلامه حصراً ولست انا بشيء لاغير ذلك! ولا اي بشر!
هل ساناقش النقاط معك؟ نعم...ساناقش اغلبها...ولكن كان لابد من المقدمة...للتعريف بان حتى لو تحقق كلام مدّعي ادعى كلاما ما..فلا يشترط ذلك ان يكون نبياً! والا لكنت انا نبي...فقد حصل وتنبأت بامور عديدة حصلت! فليس ثبوت ادعاء او عشرة لرجل...امرا جازما بانه مرسل! هذا لو ثبت اي كلام لذلك النبي اساساً ..
...
والان لندخل في النقاط التي طرحت:
حول اولاً:الأول : أن الرومان سيغلبون الفرس بعد غلبة الفرس لهم
الثاني : أن هذه الغلبة ستكون في مدة أدناها 3 سنين وأقصاها 9 سنين .
انما هذا هو جوهر النقطة ..واثباته معناه ان استدلالك به صحيح...ونفيه معناها ان القرآن أخطأ...
اولاً...وقبل ان ندخل في الادلة التاريخية....علينا اولا ان نقف عند الاية القرانية...ومعناها الكامل...لنبدأ اولاً..بقراءات الاية التي تقلب المعاني بشكل ليس بالهين:
وفي معجم القراءات لعبد اللطيف الخطيب المجلد السابع ص -137: (اعتذر عن عدم قدرتي تصويرها كلها في صورة واحدة)
وللامانة فالتكملة:
..
وذلك قصده روايات عديدة رواها الترمذي وغيره....فالأمر ليس مما يقطع به الشك ليستدل به...انما المسلمون انفسهم متخبطون في وقت نزول الاية ناهيك عن قرائتها.. وهذا رابط من ملتقى اهل الحديث يثبت ما اقول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110858
وفهل هم غُلِبوا ام غَلبوا ...سيغُلبوا ام سيَغلِبوا؟؟ لا احد يستطيع الجزم....وما تطرق اليه الاحتمال يبطل به الاستدلال!
...
ولو تركنا امر اختلاف القراءة جانباً...بسبب "اجماع حجة القراء" المدعى , فسيبقى امر وقت النزول...الذي إن كان في بدر...كما في هذا الخبر
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حامد العطار، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار، قال: حدَّثنا الحارث بن شريح، قال: حدَّثناالمعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطيةَ العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْرِي،قال:
لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس، فأُعْجِبَ المؤمنون [بذلك، فنزلت: {الۤـمۤ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ} إلى قوله: {يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِٱللَّهِ} قال: يفرح المؤمنون] بظهور الروم على فارس.
فتُضرب نظريتك كلها..والسبب..لان بدر وقعت في 624 فحساباتك ومصادرك كلها خطأ...بل ان الحروب كلها كانت نهايتها بعد ثلاث سنين من غزوة بدر. هذا اولاً
..
ثانيا..
الرواية عن ابو بكر..تقول ان الروم غلبوا الفرس في السنة السابعة بعد نزول الاية..وهو قد كان راهنهم على ستة سنين او خمسة كما في رواية اخرى..فمتى نزلت الاية يا سيد؟
انت فرضت انها نزلت سنة 615....ولكن دون دليل!! لماذا لم تفرض انها نزلت سنة 613 عندما حدثت المعركة وشمت المشركون من المسلمون...؟؟ كما نقلت لنا في اسباب التنزيل فان السورة نزلت فورا ولم تنتظر سنتين؟ لا نعرف هو الجواب الصحيح..بل ان كل المصادر التي اتيت بها لم تذكر معركة حصلت في بصرى!
ونزيد من الشعر بيتاً...وهو نقطة ذات اهمية ايضا فهي تكفي لهدم نظريتك..
ننقل اقوال بعض اهل التاويل
الكشاف للزمخشري:
والغلب والغلب مصدران كالجلب والجلب، والحلب والحلب. وقريء: «غلبت الروم» بالفتح، وسيغلبون، بالضم. ومعناه أن الروم غلبوا على ريف الشام وسيغلبهم المسلمون في بضع سنين.
....
فهل الفرس سيغلبون الروم ام المسلمين كما هنا؟
وملخص مفيد....لا التواريخ الزمنية ثابتة...ولا القول في الغالب والمغلوب ثابتة..ولا زمن النزول ثابت..ولا ادلة موقع المعركة التاريخية ثابتة بارقام تسمح لنا القيام بعملية نستطيع ان نجزم من خلالها تحقق قول القران من عدمه! ...وهنا نرجع قليلاً الى مقدمتنا...واقول انه حتى لو تثبتنا من كل ذلك....فما يعني ذلك ان محمد نبي! انا اذكر اني كنت اسمع ابي منذ اكثر من عقد ونصف من الزمان ان امريكا ستغزو العراق..! وحصل! فليس معناه ان والدي المسكين نبي يتوجبعلي اتباعه!
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا }
روى الإمام مسلم في صحيحه قال : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ :
" لَمَّا نَزَلَتْ { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ } إِلَى قَوْلِهِ : { فَوْزًا عَظِيمًا }مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ يُخَالِطُهُمْ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِفَقَالَ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا "
إذاً فالآية نزلت بعد صلح الحديبية بوعد الله للمسلمين بفتح مكة .
روى الإمام مسلم في صحيحه أيضاً قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ح و حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :" قَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَانْطَلَقَ عُمَرُ فَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ قَالَ بَلَى قَالَ أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ قَالَ بَلَى قَالَ فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا قَالَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَتْحِ فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ فَتْحٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ " .
وقد كان صلح الحديبية - وقت نزول الآيات - قبل فتح مكة بعام .. وتحقق وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالفتح ، وتحقق وعد النبي للمسلمين .
السؤال : من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيفتح مكة والوقت وقت صلح ؟!ينطبق عليها نفس الكلام في بدأ كلامنا..فلا يشترط تدخل الهي لمعرفة او توقع امر عسكري..! وإن أخذنا الظروف المحيطة بعين الاعتبار...والحروب التي سبقت الامر بين الطرفين..فنرى ان توقع فتح مكة ليس امر مستبعد بتاتاً..بل هو متوقّع جداً..!! ولم يحدد القران وقتاً...
نضيف ان القران لم يذكر "مكة" هي ما سيتم فتحها..ولا متى سيتم ذلك ولا كيف!
ولا ارى داعياً لتكرار كلامي من المقدمة...ولكن دعني اقل انه حتى لو صح كلامك..فذلك ليس بحال دليل نبوة..والا لكُنّا تَبعنا نوسترودامس الفرنسي الذي تنبأ بالحروب العالمية..والنازية وغيرها من امور...قبل اكثر من اربع قرون من الزمان! فلا يمكن ان نقول ان الاخير نبي مرسل من الله ونتبع كلامه!! او ارثر كلارك الذي نتبأ بامور علمية حصلت واقعا كالاقمار الصناعية! فهل معناه ان نتبعه؟ مع ان الامر هنا ليس عسكري..وانما هو ضمت المتوقع!
فتحقق نبوءة ليس دليل نبوة القائل بها بالضرورة...ولكن عدم حصول نبوءة هو دليل ينفي النبوة بالضرورة وهذا امر معرفته شديدة الاهمية..بل ان هذه الجملة تُلخّص الرد على مقالك كاملاً كله!! وتختصر مقدمتي وردي على كل النقاط التي طرحتها..
..ومما اقول هذا..نعطي بعض الامثلة..
اولاً:
يغزو جيش الكعبة ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم . قالت : قلت : يا رسول الله ، كيف يخسف بأولهم وآخرهم ، وفيهم أسواقهم ، ومن ليس منهم ؟ . قال : يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2118
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وايضا سورة الفيل:
1. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ
2. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ
3. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
4. تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ
5. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ
...ولكن الكعبة ضربت وقصفت(بالمنجنيق) وحرقت..في زمن الامويين مرتين..ومكة حوصرت...
الكامل في التاريخ لابن الأثير
ذكر مقتل عبدالله بن الزبير
ولما حصر الحجاج ابن الزبير نصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة، وكان عبد الملك ينكر ذلك أيام يزيد بن معاوية ثم أمر به، فكان الناس يقولون: خذل في دينه.
وحج ابن عمر تلك السنة فأرسل إلى الحجاج: أن اتق الله واكفف هذه الحجارة عن الناس فإنك في شهر حرام وبلد حرام وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا فريضة الله ويزدادوا خيراً، وإن المنجنيق قد منعهم عن الطواف، فاكفف عن الرمي حتى يقضوا ما يجب عليهم بمكة. فبطل الرمي حتى عاد الناس من عرفات وطافوا وسعوا، ولم يمنع ابن الزبير الحاج من الطواف والسعي، فلما فرغوا من طواف الزيارة نادى منادي الحجاج: انصرفوا إلى بلادكم فإنا نعود بالحجارة على ابن الزبير الملحد.
وأول ما رمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت وعلا صوت الرعد على الحجارة، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم، فأخذ الحجاج حجر المنجنيق بيده فوضعه في ورمى به معهم.
..
تاريخ الطبري (تاريخ الرسل و الملوك)
أحداث عام64هجري ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث
وصابرهم ابن الزبير يجالدهم حتى الليل، ثم انصرفوا عنه؛ وهذا في الحصار الأول. ثم إنهم أقاموا عليه يقاتلونه بقية المحرم وصفر كله، حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول يوم السبت سنة أربع وستين قذفوا البيت بالمجانيق، وحرقوه بالنار، وأخذوا يرتجزون ويقولون:
خطارة مثل الفنيق المزبد _ _ _نرمي بها أعواد هذا المسجد
قال هشام: قال أبو عوانة: جعل عمرو بن حوط السدوسي يقول
كيف ترى صنيع أم فروة _ _ _تأخذهم بين الصفا والمروة
يعني بأم فروة المنجنيق.
ليس هذا فقط...بل الحجر الاسود تمت سرقته ولم تتحقق النبوءات! عندما سرقه القرامطة
..
وروى إبن الأثير عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام يوم اقتلع الحجر الأسود إذ دخل رجل وهو سكران راكب على فرسه، فصفر لها حتى بالت في المسجد الحرام في مكان الطواف، ثم حمل على رجل كان إلى جانبي فقتله ثم نادى بأعلى صوته: يا حمير، أليس قلتم في بيتكم هذا" وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا " فأين الأمن؟ قال: فقلت له: أتسمع جوابا؟ قال: نعم. قلت: إنما أراد الله: فأمنوه. قال: فثنى رأس فرسه وانصرف.
..
وفي البداية والنهاية:
وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار.
فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟
ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون.
..نرى امراً مهما في هذه النصوص وهي تحدي من هؤلاء للنبوات القرانية والنبوية! فهذه نبوة بسيطة لم تتحقق!
...ومثال اخر هو نبوءة نبيكم بعودة ارض العرب مروجاً وانهار...(اخرجه مسلم) الامر الذي لم يتحقق! بل ما نراه هو خلاف ذلك بالضبط! فانهار العرب تجف! والتصحر يزيد...والاحتباس الحراري يزيد! ودرجة الحرارة والجفاف قتلت الزرع بل وحتى النخيل في مناطق معينة !
ومثال ثالث هو نبوءته هذه "ليأتين على الناس زمان ، يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به ، من قلة الرجال وكثرة النساء "واخرجها البخاري في صحيحه..
وهذه مستحيلة جينياً وعلمياً...فالرجال والنساء دائما متقاربي العدد بشكل كبير..بسبب التكوين الجيبي للانسان!!ففي علم الجينات..كل جنين يمكن ان يكون بنت او ولد بنسبة 50% لكل احتمال!
نكتفي هنا بالامثلة الواضحة..ونعود لبعض نقاطك..
ثالثاً :
يقول تعالى في سورة القمر : {
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)}
قال الإمام القرطبي رحمه الله :(( قال ابن عباس: كان بين نزول هذه الآية وبين بدر سبع سنين، فالآية على هذا مكية ))
وقد روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت:" لقد أنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة وإني لجارية ألعب: { بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ } "
وروى البخاري في صحيحه أيضاً قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ وُهَيْبٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ ، وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } "
وبالفعل ، اندحر المشركون يوم بدر وهزم جمعهم وولوا الدبر .
السؤال :من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُستَضعَفٌ بمكة ووعده بالنصر الذي تحقق فعلاً ؟!ينطبق عليها ما سبق ايضاً..ونزيد..ان الاية لم تحدد ما الفتح! وتحديده يقتضي الثقة بالرجال المسلمين...الامر غير المتوفر عندي! والمقصود رجال الحديث! وكذا تحديد زمن نزولها! وانما استشهادنا بهم عليكم لايمانكم بصحة اقوالهم او ما نقلوه !
رابعاً :
في كتابه العزيز : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) }
قال الإمام البخاري رحمه الله : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
" لَمَّا نَزَلَتْ { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } "
ومعلوم أن هلاك أبي لهب كان بعد وقعة بدر الكبرى .. أي بعد حوالي 10 سنين أو أكثر من نزول سورة المسد .
ومعلوم أنه وأمثاله من أكابر مجرمي المشركين كانوا يتنسمون الفرص للقضاء على محمد ودينه .
فالسؤال :ما منع أبا لهب من أن يعلن إسلامه ولو نفاقاً ، ليقضي على محمد وقرآن محمد ودين محمد ؟!
وما كان الدافع لأن يتحدى النبي صلى الله عليه وسلم ويعلنها صريحة أن أبا لهب سيموت كافراً قبل 10 سنين من موت أبي لهب ؟!اما نقطتك هذه حضرة السيد البخاري...فلا ارى فيها من النبوءة شيء!
قول القران ان عم الرسول.. عبد العزى سيذهب جهنم..يمنع الاخير من الاسلام اساساً!! خاصة وانك قد شهدت(وكما هو معلوم) بان عبد العزى كان من اشد معادي رسولكم وامر نبوته ودينه المستحدث في مكة! فكيف يُسلِم؟؟ خذ نبوءة مني...لن يُسلم البابا شنودة...ما رأيك لو تحققت نبوئتي؟هل صعبة هذه النبوءة؟ بل يستطيع المرء ان يسمي عشرات سيموتون على كفرهم...او ضلالهم! لك من الملاحدة المشهورين رجل يدعي ريتشارد دوكنز...وثاني يدعى بات كونديل...هؤلاء لك نبوءة مني بانهم سيموتون ملاحدة! واستطيع ان استمر في التسمية...ولكن الامر ليس دليل على نبوتي! ولا يحتاج الامر الكثير من الفطنة لفعل ذلك!...
انا اليوم لو ابن اخي (مع ان لا اخ لي) ادعى النبوة...وقال ان عنده دين جديد الخ..فانا ساكون من اقف واقول له "تباً لك جمعتنا لهذا"؟ مع فارق اني لن استعمل كلمة "تباً لك" !! وله ان يتنبأ ما شاء من اني لن اترك ما انا عليه واذهب واتبعه...ومن الغباء بمكان ان اذهب واتبعه لاثبت انه مخطأ!!! فهذا من ضيق الفكر بمكان! ولو كان أسلم لقلتم ان الاية كانت تتكلم عنه عندما كان كافرا..! ثم من قال لك انه مات كافراً اساساً ونحن لا نعرف بواطن البشر؟ فقد يكون اسلم قبل ان يموت بثانية!!! يعني النقطة هذه ليست بحجة في شيء! انت بنيت قولك في انه لم يسلم على قول القران!
وتطالب منه بالنفاق...واتباع من حاربه..ليُظهر خطأه...مع ان ذلك خالي من اي منطق! فكم من الذل سيحمل ذلك الشخص ليقبل بهذا والعرب اهل كرامة معروفين بعزة نفسهم؟ ثم ان ابو لهب لم يكن مجرد عدو للاسلام...بل كان قائداً لاعداء الاسلام...وادعائه الاسلام سيكون خيانة لقومه وقد يكون سبباً في اسلامهم هم الاخرين! الامر الذي كان من المحال ان يريده عبد العزى بن عبد المطلب..
ولما نجمع كل هذا نرى ضعف الحجة التي تحاول اقامتها..!
..
..
اما الشق الثاني من ادلتك...وهو الاعجاز الغيبي في السنة النبوية فلا ارى داعياً لتفصيل الرد على نقاطه فرادا...ولكني ساختصر كلامي بالاكتفاء بالرد على هذا
فالسؤال : كيف تصدق هذه الإخبارات من الغيب لو لم يكن قائلها نبياً أطلعه الله عليه ، خصوصاً أنه يقول ذلك عن نفسه ؟!
جوابي هو اني لا اصدق بالروايات هذه كلها..! وكلها عندي موضع شك..فالحديث كُتب بعد تحقق كل النبوات المزعومة...ونظرياً...كان يمكن وضع اي شيء في السنة تحقق والادعاء بانه نبوة..! فعلم الحديث كما سبق وقلت...هو عندي لا قيمة له ...اي اني لا اخذه كدليل قطعي..انما في الحوار مع المسلمين....نستشهد به إلزاماً لهم بما يؤمنون..اما القرآن...فهو أوثق عندي قليلا من الحديث...ولهذا لم اطعن بصحته! لان ذلك سيفتح علينا بابا اخر يشتت النقطة...الامر الذي لا احب ان اكون سببه!
فكل ما ذكرت من احاديث ...تم تدوينها بعد مئات السنين..من حياة رسولكم..وبين المسلمين فيها اختلاف...فالشيعة عندهم احاديثهم ولا يعترفون بكتب الحديث عندكم...ومثلهم القرانيين ولكن هؤلاء لا يعترفون بالحديث مطلقاً! وان قلت لي كيف اذن استشهدت باحاديث في ما اعتبرته نبوءات لم تتحقق ولكني ارفض ما اتيتني انت به...فاقول لك انا رافض لكلها! ولكنها عندكم صحيحة..ولهذا فهي حجة عليكم...ولكنها ليست بحال حجة علي!...
...
ختاماً..احب ان اقول ان علم "النبوءات" ودراستها..هو امر تأويلي بحت! ووجود واحدة او عشرة او خمسين نبوءة..قد يُختَلف في تأويلها..ليس دليل نبوة المنتبئ! (والنبوة المقصودة هنا اي الذي يطلعه الله عليها!) ف"الاعجاز الغيبي" هو أمر ظنّي..والظني لا تكون به حجة..على عكس المثبت! فمثلاً..لو استطعت حضرتك اثبات وجود اعجاز علمي في القرآن...لكان ذلك حجة عليّ..خاصة اذا كان ما لا يحتمل الصدفة والتباس المعاني.. لان ذلك يتطلب امراً معجزاً..اما النبوة...فكل بني آدم قادرون على التنبؤ! وتحقيق نبوة احدهم ليست دليلاً على شيء! والا لكان القائمون على الانباء الجوية..(التنبؤات بالجو) من الله ايضاً! ..فثبات تحقق نبوءة...ليس معناه ان من تنبأ بها مرسل من الله...وهذا جوهر الكلام! وان قلت لي "كلامك ينطبق على المسيحية ايضاً" فاجيبك ان ذلك غير صحيح..لاسباب هي ان النبوءة في الكتاب المقدس..لم تكن محصورة بزمن وشخص واحدين...انما كانت على مر عشرات القرون...الاف السنين....وعشرات الانبياء والوف النبوات تصب في مجرى واحد..وانهم هم بني اسرائيل الذين جعل فيهم الله النبوة..وليس من الانبياء من خرج بشيء خالف فيه من سبقه واسس دينا جديداً...فهنا الاختلافات...ولكن بشكل عام...هذا خروج عن الموضوع ايضاً..واسمح لي اخيراً بالاعتذار الشديد على تاخري...ولكن طول مشاركتك وقلة وقتي هما السببين الرئيسيين في تأخري...وتحيتي لكم جميعاً
سلام الرب معك ..ونطلب من الله الهداية لنا واياكم والاخوة القراء اجمعين..







رد مع اقتباس
المفضلات