يذكرني موقف النصارى من اسلام الحبيب عماد بموقف اليهود من اسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه .. وأهدي هذه القصة لأخي الحبيب عماد المهدي

قال ابن إسحاق : وكان من حديث عبد الله بن سلام ، كما حدثني بعض أهله عنه . وعن إسلامه حين أسلم ، وكان حبرا عالما ، قال     لما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت صفته واسمه وزمانه الذي كنا نتوكف له فكنت مسرا لذلك صامتا عليه حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلما نزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، أقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها ، وعمتي خالدة بنة الحارث تحتي جالسة فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت ، فقالت لي عمتي ، حين سمعت تكبيري : خيبك الله والله لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادما ما زدت ، قال فقلت لها : أي عمة هو والله أخو موسى بن عمران وعلى دينه بعث بما بعث به .
قالت أي ابن أخي ، أهو النبي الذي كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة ؟
قال فقلت لها : نعم . قال فقالت فذاك إذا . قال ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت ، ثم رجعت إلى أهل بيتي ، فأمرتهم فأسلموا .
قال وكتمت إسلامي من يهود ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله إن يهود قوم بهت وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك ، وتغيبني عنهم ثم تسألهم عني ، حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي ، فإنهم إن علموا به بهتوني وعابوني . قال فأدخلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض بيوته ودخلوا عليه فكلموه . وسألوه ثم قال لهم أي رجل الحصين بن سلام فيكم ؟
قالوا : سيدنا وابن سيدنا ، وحبرنا وعالمنا . قال فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم فقلت لهم يا معشر يهود اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به فوالله إنكم لتعلمون إنه لرسول الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة باسمه وصفته فإني أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأومن به وأصدقه وأعرفه فقالوا : كذبت ثم وقعوا بي ، قال فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور قال فأظهرت إسلامي وإسلام أهل بيتي ، وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث فحسن إسلامها .