سلسلة من الصدف لا تنتهى !!
جاء هامان ليطلب من الملك صلب مردخاى , وقبل ان يطلب ذلك , سال الملك هامان : مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُلٍ يُسَرُّ الْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ ؟
واعتقد هامان انه هو المقصود , فاجاب الملك بان مثل هذا الرجل يجب ان يكرمه الملك اقصى تكريم
ويعمل الملك بنصيحة وزيره ويأمره بتكريم مردخاى , واوامر الملوك لا ترد !!
فيقوم هامان بتكريم من جاء ليطلب من الملك قتله !!
وهكذا انتصر اليهودى على هامان الذى اراد به شرا فاذ به يكرمه بنفسه تنفيذا لاوامر الملك !!
نص الإصحاح السابع
فَجَاءَ الْمَلِكُ وَهَامَانُ لِيَشْرَبَا عِنْدَ أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ. 2فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي أَيْضاً عِنْدَ شُرْبِ الْخَمْرِ: ((مَا هُوَ سُؤْلُكِ يَا أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ فَيُعْطَى لَكِ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ الْمَمْلَكَةِ تُقْضَى)). 3فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ: ((إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلِْتُعْطَ لِي نَفْسِي بِسُؤْلِي وَشَعْبِي بِطِلْبَتِي. 4لأَنَّنَا قَدْ بِعْنَا أَنَا وَشَعْبِي لِلْهَلاَكِ وَالْقَتْلِ وَالإِبَادَةِ. وَلَوْ بِعْنَا عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ مَعَ أَنَّ الْعَدُوَّ لاَ يُعَوِّضُ عَنْ خَسَارَةِ الْمَلِكِ)). 5فَقَالَ الْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ: ((مَنْ هُوَ وَأَيْنَ هُوَ هَذَا الَّذِي يَتَجَاسَرُ بِقَلْبِهِ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ هَكَذَا؟)) 6فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: ((هُوَ رَجُلٌ خَصْمٌ وَعَدُوٌّ! هَذَا هَامَانُ الرَّدِيءُ)). فَارْتَاعَ هَامَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ. 7فَقَامَ الْمَلِكُ بِغَيْظِهِ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ إِلَى جَنَّةِ الْقَصْرِ وَوَقَفَ هَامَانُ لِيَتَوَسَّلَ عَنْ نَفْسِهِ إِلَى أَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ لأَنَّهُ رَأَى أَنَّ الشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ. 8وَلَمَّا رَجَعَ الْمَلِكُ مِنْ جَنَّةِ الْقَصْرِ إِلَى بَيْتِ شُرْبِ الْخَمْرِ وَهَامَانُ مُتَوَاقِعٌ عَلَى السَّرِيرِ الَّذِي كَانَتْ أَسْتِيرُ عَلَيْهِ قَالَ الْمَلِكُ: ((هَلْ أَيْضاً يَكْبِسُ الْمَلِكَةَ فِي الْبَيْتِ؟)) وَلَمَّا خَرَجَتِ الْكَلِمَةُ مِنْ فَمِ الْمَلِكِ غَطُّوا وَجْهَ هَامَانَ. 9فَقَالَ حَرْبُونَا وَاحِدٌ مِنَ الْخِصْيَانِ الَّذِينَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ: ((هُوَذَا الْخَشَبَةُ أَيْضاً الَّتِي عَمِلَهَا هَامَانُ لِمُرْدَخَايَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِالْخَيْرِ نَحْوَ الْمَلِكِ قَائِمَةٌ فِي بَيْتِ هَامَانَ ارْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً)). فَقَالَ الْمَلِكُ: ((اصْلِبُوهُ عَلَيْهَا)). 10فَصَلَبُوا هَامَانَ عَلَى الْخَشَبَةِ الَّتِي أَعَدَّهَا لِمُرْدَخَايَ. ثُمَّ سَكَنَ غَضَبُ الْمَلِكِ.
قراءة نقدية للاصحاح السابع
وحان موعد الوليمة , ولان استير كانت تعلم ان كلمة الملك ووعده لها لا ترد , وعندما شرب الملك الخمر تشجعت وطلبت منه تحقيق وعده , وباسلوب ماكر ملتوى شرحت للملك انها وشعبها معرضين للقتل والابادة , فكان غضب الملك عظيما : من يجرؤ على الاعتداء على زوجة الملك او اهلها !!
فبعد ان اثارت حميته وصورت الامر وكأنه اهانة شخصية للملك نفسه , تشجعت فقالت ان من اراد ذلك هو هامان !!
وفى ثورة غضبه قرر الملك قتل هامان بصلبه على الخشبة التى كان قد اعدها لمردخاى . وهكذا هدأ غضب الملك !!
نص الإصحاح الثامن
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَعْطَى الْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ بَيْتَ هَامَانَ عَدُوِّ الْيَهُودِ. وَأَتَى مُرْدَخَايُ إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ لأَنَّ أَسْتِيرَ أَخْبَرَتْهُ بِقَرَابَتِهِ. 2وَنَزَعَ الْمَلِكُ خَاتِمَهُ الَّذِي أَخَذَهُ مِنْ هَامَانَ وَأَعْطَاهُ لِمُرْدَخَايَ. وَأَقَامَتْ أَسْتِيرُ مُرْدَخَايَ عَلَى بَيْتِ هَامَانَ. 3ثُمَّ عَادَتْ أَسْتِيرُ وَتَكَلَّمَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَسَقَطَتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَكَتْ وَتَضَرَّعَتْ إِلَيْهِ أَنْ يُزِيلَ شَرَّ هَامَانَ الأَجَاجِيِّ وَتَدْبِيرَهُ الَّذِي دَبَّرَهُ عَلَى الْيَهُودِ. 4فَمَدَّ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ قَضِيبَ الذَّهَبِ فَقَامَتْ أَسْتِيرُ وَوَقَفَتْ أَمَامَ الْمَلِكِ 5وَقَالَتْ: ((إِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً أَمَامَهُ وَاسْتَقَامَ الأَمْرُ أَمَامَ الْمَلِكِ وَحَسُنْتُ أَنَا لَدَيْهِ فَلْيُكْتَبْ لِتُرَدَّ كِتَابَاتُ تَدْبِيرِ هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيِّ الَّتِي كَتَبَهَا لإِبَادَةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بِلاَدِ الْمَلِكِ. 6لأَنَّنِي كَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى الشَّرَّ الَّذِي يُصِيبُ شَعْبِي وَكَيْفَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرَى هَلاَكَ جِنْسِي؟)). 7فَقَالَ الْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ وَمُرْدَخَايَ الْيَهُودِيِّ: ((هُوَذَا قَدْ أَعْطَيْتُ بَيْتَ هَامَانَ لأَسْتِيرَ أَمَّا هُوَ فَقَدْ صَلَبُوهُ عَلَى الْخَشَبَةِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْيَهُودِ. 8فَاكْتُبَا أَنْتُمَا إِلَى الْيَهُودِ مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمَا بِاسْمِ الْمَلِكِ وَاخْتُمَاهُ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ لأَنَّ الْكِتَابَةَ الَّتِي تُكْتَبُ بِاسْمِ الْمَلِكِ وَتُخْتَمُ بِخَاتِمِهِ لاَ تُرَدُّ)). 9فَدُعِيَ كُتَّابُ الْمَلِكِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ أَيْ شَهْرِ سِيوَانَ فِي الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ إِلَى الْيَهُودِ وَإِلَى الْمَرَازِبَةِ وَالْوُلاَةِ وَرُؤَسَاءِ الْبُلْدَانِ الَّتِي مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشَ؛ مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً؛ إِلَى كُلِّ كُورَةٍ بِكِتَابَتِهَا وَكُلِّ شَعْبٍ بِلِسَانِهِ؛ وَإِلَى الْيَهُودِ بِكِتَابَتِهِمْ وَلِسَانِهِمْ. 10فَكَتَبَ بِاسْمِ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ وَخَتَمَ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ؛ وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الْجِيَادِ الأَصِيلَةِ 11الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِم؛ْ وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ؛ وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ 12فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي كُلِّ كُوَرِ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ؛ فِي الثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ أَيْ شَهْرِ أَذَارَ. 13صُورَةُ الْكِتَابَةِ الْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ أُشْهِرَتْ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ أَنْ يَكُونَ الْيَهُودُ مُسْتَعِدِّينَ لِهَذَا الْيَوْمِ لِيَنْتَقِمُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. 14فَخَرَجَ السُّعَاةُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ وَأَمْرُ الْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ وَيُعَجِّلُهُمْ وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ. 15وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَبْيَضَ وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلَّةٌ مِنْ بَزٍّ وَأُرْجُوَانٍ. وَكَانَتْ مَدِينَةُ شُوشَنَ مُتَهَلِّلَةً وَفَرِحَةً.
16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.
قراءة نقدية للاصحاح الثامن
اعترفت استير للملك بقرابتها لمردخاى , ولقد اصبح مردخاى وزير الملك , يهودى صار وزير المملكة الفارسية !!
تسجد استير للملك الوثنى لتتوسل له ان يوقف الامر الملكى بابادة اليهود . الغريب ان كاتب السفر لم يرى فى سجودها لهذا الوثنى اى حرج بينما صور لنا مردخاى كرجل عظيم لانه رفض ان يسجد ويبجل وزير الملك هامان !!
السجود للملك الوثنى لا اعتراض عليه اما السجود لوزيره فهذا ضد مبادئ اليهود الرفيعة !!
وهذا الاصحاح يصور الحقد والكراهية اليهودية الدفينة للاممين ولكل من هو غير يهودى . توسلت استير للملك ان ينصف شعبها اليهودى ويمنع ابادتهم من جميع انحاء المملكة الفارسية الشاسعة الاطراف , وهذا شئ عادل ومتوقع . لكن الغريب هو ان بعد موافقة الملك على التماسها , ترك لها ولمردخاى ان يكتبا رسائل لليهود , فيقول الملك لهما :
َاكْتُبَا أَنْتُمَا إِلَى الْيَهُودِ مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمَا بِاسْمِ الْمَلِكِ وَاخْتُمَاهُ بِخَاتِمِ الْمَلِكِ لأَنَّ الْكِتَابَةَ الَّتِي تُكْتَبُ بِاسْمِ الْمَلِكِ وَتُخْتَمُ بِخَاتِمِهِ لاَ تُرَدُّ
فماذا كتبا فى الرسائل ؟
كان من المتوقع ان من تعرض للظلم ان لا يظلم , ومن تعرض للقتل ان لا يقتل
كان من المتوقع ان يكتبا لليهود ولحكام البلاد المختلفة رسائل تعلن عفو الملك عن اليهود بعد موت هامان الظالم الذى سعى لذلك واخذ من الملك مرسوما ملكيا واجب النفاذ
لكن للاسف كتبا رسائل ختموها بخاتم الملك فيها يبيح الملك لليهودى فى اى مكان فى المملكة ان يقتل ويبيد وينهب من يشاء من غير اليهود بغير حساب !!
أملى مردخاى لكاتب الملك ان اليهود فى اى مكان لهم الحق :
" أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِم؛ْ وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ؛ وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ " !!
ونسأل :
لماذا هذه الدموية والعنصرية البغيضة ؟
ان من ظلم اليهود ( هامان ) واراد بهم شرا اخذ جزاءه , ولم يتعرض يهودى واحد للقتل او الابادة , اى انهم نجوا من موت وهلاك محقق , فلماذا يفعلون مع شعوب العالم ما اعتبروه ظلما عندما كان سيفعل بهم ؟
ما ذنب رجال ونساء واطفال الشعوب الغير يهودية حتى يبيحون لانفسهم قتلهم دون حساب ؟
لماذا اعتبر كل من هو غير يهودى من اعداء اليهود ؟
قد نتفهم اعتبارهم لهامان عدوا لليهود , لكن كيف يبررون اعتبار الشعوب الغير يهودية اعدائهم وبالتالى يبيحون لانفسهم قتلهم بدون حساب ؟؟
يقول الكاتب :
16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.
ان ابادة الشعوب الغير يهودية كان سبب فرح وبهجة وكرامة لليهود بالرغم من ان هذه الشعوب لم تفعل معهم اى اساءة !!
ان اليهود كانوا يتلذذون بتعذيب وابادة رجال ونساء واطفال الشعوب الاخرى , سادية ليس لها مثيل !!
ولقد كانت دمويتهم وهمجيتهم مرعبة حتى ان كثيرين من شعوب الارض اعتنقوا اليهودية خوفا وهربا من المصير الدامى الذى كان ينتظرهم !!
ومن ناحية اخرى , فان كاتب السفر تمادى فى المبالغة السخيفة الصبيانية عندما زعم ان رسائل الملك المختومة بختمه والمكتوبة بكافة اللغات ارسلت الى جميع شعوب المملكة , فهذه المبالغة يفضح زيفها التاريخ . ان حدثا كبيرا مثل هذا كان لابد ان يسجله مؤرخى وكتاب كل شعب ارسلت اليه هذه الرسائل , لكن لم تكتشف مخطوطة او وثيقة او خطاب واحد فى جميع انحاء العالم تحتوى ما جاء بهذا الزعم , بل لم يذكر مؤرخ او كاتب واحد امر هذا المرسوم الملكى او يشير اليه من قريب او من بعيد , ان الكاتب اليهودى غمره الحماس والتعصب والعنصرية حتى انه كان يصور احداثا من خياله , احداثا تكذبها الوقائع التاريخية والمكتشفات الاثرية والوثائق المعاصرة للاحداث فى زمن المملكة الفارسية .
ان مزاعم الكاتب اليهودى سببها النرجسية والعنصرية والاحساس القومى الزائف بانهم خير الشعوب , مزاعم نجدها عند كافة الشعوب , فكل شعب يعتبر نفسه خير شعب , نعرات قومية كاذبة !!
نص الإصحاح التاسع
وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ أَيْ شَهْرِ أَذَارَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ حِينَ قَرُبَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ مِنَ التَّنْفِيذِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ حَتَّى إِنَّ الْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ 2اجْتَمَعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ بِلاَدِ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ لِيَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى طَالِبِي أَذِيَّتِهِمْ فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَهُمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 3وكُلُّ رُؤَسَاءِ الْبُلْدَانِ وَالْمَرَازِبَةُ وَالْوُلاَةُ وَعُمَّالُ الْمَلِكِ سَاعَدُوا الْيَهُودَ لأَنَّ رُعْبَ مُرْدَخَايَ سَقَطَ عَلَيْهِمْ. 4لأَنَّ مُرْدَخَايَ كَانَ عَظِيماً فِي بَيْتِ الْمَلِكِ وَسَارَ خَبَرُهُ فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ لأَنَّ الرَّجُلَ مُرْدَخَايَ كَانَ يَتَزَايَدُ عَظَمَةً. 5فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْلٍ وَهَلاَكٍ وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا. 6وَقَتَلَ الْيَهُودُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ. 7وَفَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا 8وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا 9وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا 10عَشَرَةَ بَنِي هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا عَدُوِّ الْيَهُودِ قَتَلُوهُمْ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 11فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُتِيَ بِعَدَدِ الْقَتْلَى فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى بَيْنِ يَدَيِ الْمَلِكِ. 12فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ: ((قَدْ قَتَلَ الْيَهُودُ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُلٍ وَبَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ فَمَاذَا عَمِلُوا فِي بَاقِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ! فَمَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ بَعْدُ فَتُقْضَى؟)). 13فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: ((إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُعْطَ غَداً أَيْضاً لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ أَنْ يَعْمَلُوا كَمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَيَصْلِبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ عَلَى الْخَشَبَةِ)). 14فَأَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يَعْمَلُوا هَكَذَا وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ. فَصَلَبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ. 15ثُمَّ اجْتَمَعَ الْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ عَشَرَ أَيْضاً مِنْ شَهْرِ أَذَارَ وَقَتَلُوا فِي شُوشَنَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُلٍ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 16وَبَاقِي الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ اجْتَمَعُوا وَوَقَفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَقَتَلُوا مِنْ مُبْغِضِيهِمْ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفاً. وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 17فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ. وَاسْتَرَاحُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ عَشَرَ مِنْهُ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ.
18وَالْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ اجْتَمَعُوا فِي الثَّالِثِ عَشَرَ وَالرَّابِعِ عَشَرَ مِنْهُ وَاسْتَرَاحُوا فِي الْخَامِسِ عَشَرَ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. 19لِذَلِكَ يَهُودُ الأَعْرَاءِ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ الأَعْرَاءِ جَعَلُوا الْيَوْمَ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ لِلْفَرَحِ وَالشُّرْبِ وَيَوْماً طَيِّباً وَلإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ.20 وَكَتَبَ مُرْدَخَايُ هَذِهِ الأُمُورَ وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ 21لِيُوجِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعَيِّدُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ وَالْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ 22حَسَبَ الأَيَّامِ الَّتِي اسْتَرَاحَ فِيهَا الْيَهُودُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَالشَّهْرِ الَّذِي تَحَوَّلَ عِنْدَهُمْ مِنْ حُزْنٍ إِلَى فَرَحٍ وَمِنْ نَوْحٍ إِلَى يَوْمٍ طَيِّبٍ لِيَجْعَلُوهَا أَيَّامَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ وَإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ وَعَطَايَا لِلْفُقَرَاءِ. 23فَقَبِلَ الْيَهُودُ مَا ابْتَدَأُوا يَعْمَلُونَهُ وَمَا كَتَبَهُ مُرْدَخَايُ إِلَيْهِمْ. 24وَلأَنَّ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ عَدُوَّ الْيَهُودِ جَمِيعاً تَفَكَّرَ عَلَى الْيَهُودِ لِيُبِيدَهُمْ وَأَلْقَى فُوراً (أَيْ قُرْعَةً) لإِفْنَائِهِمْ وَإِبَادَتِهِمْ. 25وَعِنْدَ دُخُولِهَا إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ أَمَرَ بِكِتَابَةٍ أَنْ يُرَدَّ تَدْبِيرُهُ الرَّدِيءُ الَّذِي دَبَّرَهُ ضِدَّ الْيَهُودِ عَلَى رَأْسِهِ وَأَنْ يَصْلِبُوهُ هُوَ وَبَنِيهِ عَلَى الْخَشَبَةِ. 26لِذَلِكَ دَعُوا تِلْكَ الأَيَّامِ ((فُورِيمَ)) عَلَى اسْمِ الْفُورِ. لِذَلِكَ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ وَمَا رَأُوهُ مِنْ ذَلِكَ وَمَا أَصَابَهُمْ 27أَوْجَبَ الْيَهُودُ وَقَبِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِهِمْ حَتَّى لاَ يَزُولَ أَنْ يُعَيِّدُوا هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ حَسَبَ كِتَابَتِهِمَا وَحَسَبَ أَوْقَاتِهِمَا كُلَّ سَنَةٍ 28وَأَنْ يُذْكَرَ هَذَانِ الْيَوْمَانِ وَيُحْفَظَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَعَشِيرَةٍ فَعَشِيرَةٍ وَبِلاَدٍ فَبِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ. وَيَوْمَا الْفُورِ هَذَانِ لاَ يَزُولاَنِ مِنْ وَسَطِ الْيَهُودِ وَذِكْرُهُمَا لاَ يَفْنَى مِنْ نَسْلِهِمْ. 29وَكَتَبَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ بِنْتُ أَبِيحَائِلَ وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ بِكُلِّ سُلْطَانٍ بِإِيجَابِ رِسَالَةِ الْفُورِيمِ هَذِهِ ثَانِيَةً.
30َأَرْسَلَ الْكِتَابَاتِ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ إِلَى كُوَرِ مَمْلَكَةِ أَحْشَوِيرُوشَ الْمِئَةِ وَالسَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ بِكَلاَمِ سَلاَمٍ وَأَمَانَةٍ 31لإِيجَابِ يَوْمَيِ الْفُورِيمِ هَذَيْنِ فِي أَوْقَاتِهِمَا كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ وَأَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ وَكَمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ أُمُورَ الأَصْوَامِ وَصُرَاخِهِمْ. 32وَأَمْرُ أَسْتِيرَ أَوْجَبَ أُمُورَ الْفُورِيمِ هَذِهِ فَكُتِبَتْ فِي السِّفْرِ.
قراءة نقدية للاصحاح التاسع
ان هذا الاصحاح من اكثر اصحاحات الكتاب المقدس دموية وهمجية , انه سجل بشع يسجل جرائم يندى لها جبين البشرية , انه يصور عشق اليهود لمناظر سفك الدماء والتمثيل بالجثث . انه يصور اليهود وهم فى قمة السعادة والنشوى ولا يطيب لهم فرحهم الا فى مشهد ملئ بدماء الضحايا من غير اليهود .
استغل اليهود الجبناء المساندة الملكية لهم حيث جنود الملك وقواده تحميهم بينما هم يذبحون ويهلكون اعدائهم العزل , ومن قاوم اليهود او دافع عن نفسه اعتبر عدوا للملك نفسه !!
بدأت المجازر البشرية فى عاصمة الملك حيث قتل اليهود 500 رجلا اعتبروهم من اعدائهم , وحب الانتقام جعلهم يبحثون عن ابناء هامان العشرة ويقتلونهم بدون جريمة او ذنب ارتكبوه , كانت كل جريمتهم فى نظر اليهود انهم ابناء هامان !!
وليت الامر انتهى عند هذا الحد , فان استير لم ترتوى من حب الانتقام بعد ولم يشفى غليلها قتل ابناء هامان العشرة , فنراها تطلب من الملك ان تعذب الجثث !! ووافق الملك الولهان الذى لا يرفض لزوجته امرا , فقام اليهود بصلب الجثث العشرة !!
وفى اليوم التالى قام اليهود بقتل 300 رجل آخر فى عاصمة الملك
اما اليهود الذين يعيشون فى كافة انحاء المملكة فيفتخر الكاتب بانهم قتلوا 75 الف رجل ممن اعتبروهم اعداءا لليهود !!
ويلاحظ اصرار الكاتب على التنبيه بان اليهود لم يمدوا ايديهم الى النهب , هم ازهقوا عشرات الالاف من ارواح البشر لكنهم كانوا شرفاء ولم يمدوا ايديهم لثروات ضحاياهم !!
وكأن السرقة والاستيلاء على النهب جريمة نكراء , بينما القتل وسفك دم البشر الغير يهوديين فلا غبار عليه !!
هذه هى المبادئ اليهودية السامية التى يروج لها كاتب السفر !!
ولا يفوت الكاتب ان يذكر كيف كان اليهود فى غاية السعادة وهم يذبحون ويقتلون الناس حتى انهم بعد انتهاء اليوم الذى قتلوا فيه الالاف المألفة استراحوا " وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ " !!
انهم يشربون نخب انتصارهم على اعدائهم !!
واحتفالا بهذه الذكرى , فرض مردخاى على يهود العالم ايام كل سنة يقيمون فيها بالاحتفالات القومية وعرفت باسم الفوريم .
نص الإصحاح العاشر
وَوَضَعَ الْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ جِزْيَةً عَلَى الأَرْضِ وَجَزَائِرِ الْبَحْرِ. 2وَكُلُّ عَمَلِ سُلْطَانِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَإِذَاعَةُ عَظَمَةِ مُرْدَخَايَ الَّذِي عَظَّمَهُ الْمَلِكُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ مَادِي وَفَارِسَ. 3لأَنَّ مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ كَانَ ثَانِىَ الْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ وَعَظِيماً بَيْنَ الْيَهُودِ وَمَقْبُولاً عِنْدَ كَثْرَةِ إِخْوَتِهِ طَالِباً الْخَيْرَ لِشَعْبِهِ وَمُتَكَلِّماً بِالسَّلاَمِ لِكُلِّ نَسْلِهِ.
قراءة نقدية للاصحاح العاشر
يختتم الكاتب سفره بتمجيد بطله القومى مردخاى , ولقد دفعه هذا التمجيد الزائف الى التدليس والتزييف التاريخى , فيذكر ان الملك الفارسى نفسه كان يعظم مردخاى حتى ان الملك امر بتسجيل سيرة مردخاى اليهودى فى سجلات ووثائق المملكة , ولقد عثر العلماء فى العصر الحديث على الاف الوثائق الفارسية التى ترجع لزمن الملك الفارسى ولم يذكر فيها ادنى اشارة الى هذا المردخاى اليهودى الذى زعم الكاتب انه كان الرجل الثانى بعد الملك الفارسى فى مملكته !!
- انتهت -





رد مع اقتباس
المفضلات