يقول زميلنا العزيز مهندس أحمد إمام:وهذا البغى ليس بغى عدوان بل تؤويل بمعنى نتج عن هذا التؤويل الخاطئ بغى هذه الطائفه..دون ان تعلم انها على خطا فمعاويه بنا اجتهاده على ادله فى القصاص من قتلة عثمان وكذلك علي اجتهد فى رايه وراى ان فى اقامة ذلك فتنه اعظم فاراد ان يأجل هذا فمن اصاب فى اجتهاده له اجران اجر اجتهاده واجر صوابه ومن اخطاء فله اجر اجتهاده
فمن علم ان الفئه الباغيه هي التى تقتل عمار وتبع دعوتهم فهيه تكون له دعوه الى النار لانه علم اين الحق فوقف ضده بعد علمه اما معاويه رضى الله عنه فلم يعلم بذلك بل اجتهد فى رايه فى القصاص من قتلة عثمان لما يقتضيه قول الله
قال الله تعالى (و من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليِّهِ سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً) (الإسراء:33)نجيب:
أولاً: لم يبين لنا عزيزنا مهندس ما هو السر في كون الفئة الباغية - وهي فئة معاوية إجماعاً - داعية إلى النار؟ وهل التأول والاجتهاد الخاطئ يبرر أن يكون المجتهد المخطئ داعية إلى نار جهنم؟!
وثانياً: بعد أن قتل عمار لماذا لم يتراجع معاوية وأصحابة عن بغيهم وظلمهم، وأصروا إصراراً، بالرغم من صحة الحديث وكونه معروفاً عند جميع المسلمين؟
وهل الذي يجابه مدلول الحديث ويعمل بخلاف دلالته، يُسمى مجتهداً أيضاً؟ فما هو تعريف عدو الحديث والإسلام إذن؟
وثالثاً: إذا كان معاوية من قرابة عثمان، فلماذا لم يحمه من الذين حاصروه وقتلوه؟ حتى لقد روي في كتاب تاريخ المدينة لابن شبة أن ابن أبي سرح كان يرى أن معاوية كان يرغب في أن يقتل عثمان..!
ورابعاً: إن الذين قتلقوا عثمان هم مجموعة من الصحابة والتابعين، وفي صدرهم الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي، فلم لا نقول هؤلاء القتلة أيضاً مجتهدون متأولون، خصوصاً أن حججهم معروفة منقولة في التاريخ؟
خامساً: إذا كان قتلة عثمان يستحقون القصاص والقتل، فلماذا لم يقم الإمام علي - سلام الله عليه - بهذا العمل إلى آخر عمره، بل كان أولئك المتهمون من المقربين إلى علي عليه السلام؟
سادساً: إذا افترضنا أن قتلة عثمان يستحقون القصاص، فهل هذا يبرر أن يقوم أحد أقربائه بالثورة على الخليفة الراشد بإجماع المسلمين، فيشق عصا الجماعة، ويتسبب في مقتل آلاف المسلمين في حرب طاحنة؟
إننا حين نطالع التاريخ يعين المنصف المحايد، سوف نرى الحقيقة بوضوح لا يشوبه شك..
ولكننا حين نتقوقع في جمجمة أموية متهرئة، فمن الطبيعي ألا نستطيع رؤية الأفق في صورته الرحبة الحقيقية..
والله ولي التوفيق.
المفضلات