فزع في الفاتيكان بعد اتساع فـضيحة الإساءة الجنسية للأطفال

المصدر:

* إعداد: عوض خيري عن «الإندبندننت» و«الغارديان» و«الفايننشيال تايمز» البريطانية‏

التاريخ: 22 مارس 2010

البابا انتقل من خانة التهوين من الأزمة إلى معالجتها. رويترز

‏راود الفاتيكان الأمل قبل فترة من الوقت بأن يكون عام 2010 هو العام الذي يستطيع فيه إغلاق ملف الفضائح الجنسية، بيد أنه ومن السخريات أن يكون هو العام نفسه الذي بدأت تتكشف فيه الفضائح الجنسية الكنسية على نطاق العالم بشكل أوسع. ولعل أكثر التفاصيل إثارة هي أعمال التحرش الجنسي المزعومة من قبل أحد القساوسة في أبرشية ميونيخ والتي كان يترأسها بابا الفاتيكان الحالي بينديكيت السادس عشر قبل أن يعتلي منصب البابوية. وقد اعترف مسؤول رفيع المستوى بالفاتيكان والذي يشرف على تحقيق داخلي، بأن ما يصل إلى 3000 حالة إساءة جنسية للاطفال قد وردت إلى علمه خلال العقد الماضي، 20٪ منها حسمتها محاكم الفاتيكان.

وادعى شخص في ألمانيا بأنه تعرض لأفعال مشينة من قس عام 1979 عندما كان البابا على رأس أبرشية ميونيخ، وأن المسؤولين في الأبرشية أخبروه بأن ذلك القس لن يعمل مع الأطفال مرة أخرى، ولكن بدلاً من طرده من الابرشية تم السماح له بمزاولة اعماله كافة مرة اخرى، ومضى القس ليسيئ معاملة بقية الاطفال.

ويسعى الفاتيكان للدفاع عن البابا ضد من ينتقدون سرية الفاتيكان في معالجته مثل هذه التحرشات الجنسية، حيث من شأن تلك السرية أن تعيق سير العدالة في المحاكم المدنية.

‏التطور التاريخي للادعاءات

في 20 من يناير من هذا العام قدم 20 طالباً كنسياً سابقاً بكلية كانيسويوس في برلين أحدث ادعاءات بانتهاكات جنسية تعرضوا لها في ألمانيا خلال دراستهم في النظام الكنسي، ومنذ ذلك الوقت قدم نحو 300 طالب كاثوليكي سابقين ادعاءات مماثلة، الكثير منها يعود لخمسينات وستينات القرن الماضي.

تم تعليق نشاط قسيسين على الاقل بيد أنه تعذر جلب العديد منهم أمام المحاكم بسبب القيود القانونية والتي تنص على أن الضحايا ينبغي أن يبلغوا الشرطة خلال عشرة أعوام من عيد ميلادهم الثامن عشر.

عينت الكنيسة الكاثوليكية المطران استيفان اكرمان للنظر في الادعاءات، ويقول في تصريح صحافي «هناك حالات من الاضطهاد» ويضيف «لقد ركزنا أكثر من اللازم على حماية المتحرشين». ‏

رئيس إدارة الفاتيكان القضائية تشارلس جي سكيكلونا وصف بـ«الزيف ومحض الافتراء»، تلك المزاعم التي تقول إن بينديكيت غطى على قضايا الانتهاك الجنسي عندما كان يشرف على التحقيقات قبل أربعة أعوام من توليه منصب البابوية. ويعترف سكيكلونا بأن الفاتيكان تلقى 3000 اتهام في العقد السابق بشأن إساءة أطفال من قبل قساوسة، 80٪ منهم من الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن هذا العدد لا يمثل سوى الحالات المحالة للفاتيكان، فإنه يعكس أيضاً كيفية معالجة الفاتيكان هذه الحالات. ويضيف أن هناك 300 قسيس متهمون بمراودة الاطفال جنسياً خلال السنوات التسع السابقة، من بينهم أساقفة أبرشيات وقساوسة آخرون، كما أن هناك حالات أخرى تم ارتكابها خلال الخمسين عاماً السابقة.

ويقول إن 20٪ من هؤلاء القساوسة تمت محاكمتهم من قبل الكنيسة، معظمهم من الابرشيات المحلية، ولكن أيضاً في روما وإن بعضهم حصل على حكم بالبراءة، وإن 60٪ من تلك الحالات لم تصل إلى المحاكم، نظراً لكبر سن المتهمين، ويقول إن المتهمين في هذه الحالة يخضعون لما يسمى بالأحكام الإدارية والتأديبية «بما في ذلك إجبارهم على العيش في عزلة وحرمانهم من حضور القداس والاستماع للاعترافات، وفي 10٪ من الحالات قام البابا بطرد القساوسة المتورطين من دون محاكمة رسمية وفي 10٪ أيضاً من تلك الحالات استقال القساوسة اختيارياً من مناصبهم».

وأثارت تصريحات سكيكلونا أسئلة عديدة، من بينها ما إذا كان القساوسة المتورطون في تلك القضايا والذين لم يقفوا أمام المحاكم يعودون مرة أخرى لأعمالهم أم لا ؟

ويقول المحامي توماس بفيستر، والذي عينته الكنيسة الالمانية للتحري في حالات التحرش المزعومة التي حدثت في المدرسة الداخلية بدير إتال في بفاريا، إن أكثر من 100 شخص اتصلوا به حتى الآن في هذا الخصوص. ويقول «أستقبل كل يوم رسائل إلكترونية من جميع أنحاء العالم من أشخاص زعموا أنهم تعرضوا لانتهاكات جنسية»، ويقول المحامي إن المدرسة سجلت عنوان بريده الإلكتروني على موقعها الإلكتروني لتشجيع الضحايا، ويضيف «كان هناك صمت طويل، أما الآن فإنهم (الضحايا) يريدون أن يرووا حكاياتهم».

ويعتقد خبراء أن هذه الفضائح من شأنها أن تهز السلطة الاخلاقية لبينديكيت. ويقول مؤلف سيرة بينديكيت ديفيد جيبسون «إن اكثر شيء معرض للخطر هو رغبة البابا في عودة اوروبا لجذورها المسيحية»، ويضيف «وإذا ما ثبت أن تلك الجذور تلاشت، فإن نفوذه سيتعرض لانتكاسة كبيرة».

عندما حدثت فضيحة الانتهاكات الجنسية في كنيسة بوسطن عام 2002 كان البابا بينديكيت - أو الكاردينال راتزينغر- قبل أن يصبح بابا من ضمن مسؤولي الفاتيكان الذين أصدروا بيانات خففت كثيراً من تلك المشكلة، واتهموا وسائل الاعلام بتضخيم الأمور.

بيد أنه عندما استقر ملف الانتهاكات الجنسية على مكتبه ذكر زملاؤه بأنه شعر بخيبة الامل في ما نمى إلى علمه، وعند أول زيارة له إلى أميركا بعد ان تسلّم كرسي البابوية، اعتذر لضحايا بوسطن، وقال إنه «يشعر بالخجل الشديد» من القساوسة الذين تحرشوا بالاطفال.

ويتهم محامو الضحايا البابا بأنه لم يفعل إلا قليلاً من أجل ضبط سلوك الاساقفة الذين سمحوا للقساوسة المتورطين بالاستمرار في العمل في النظام الكنسي.


خريطة إساءات جنسية

الولايات المتحدة: دفعت الكنيسة الأميركية أكثر من ملياري دولار أميركي بشأن قضايا انتهاكات جنسية لا سيما في أو حول بوسطن.

المكسيك: انتهى الفاتيكان حديثاً من تحريات بشأن ادعاءات ضد مؤسس «جماعة جنود المسيح» مارسيا مارسيل.

البرازيل: تم تعليق نشاط قسيس واثنين من الموظفين الكنسيين بعد العثور على شريط فيديو يظهر القسيس وهو يمارس الرذيلة مع أحد فتية المذبح.

أيرلندا: ظهور تقريرين بشأن انتهاكات جنسية ضد أكثر من 15 ألف طفل كنسي، حيث يدعي التقرير بأن الكنسية تتستر على تلك الانتهاكات.

النمسا: أبلغ 16 شخصاً عن تعرضهم لانتهاكات جنسية قديمة كما قدم رئيس أبرشية سالزبيرج استقالته بسبب هتكه عرض أحد الاطفال قبل 40 عاماً.

سويسرا: تجرى تحريات بشأن 60 ادعاء بشأن انتهاكات جنسية قبل 15 عاماً.

إيطاليا: ادعاءات بشأن انتهاكات في أبرشية بولزانو. ‏

http://www.emaratalyoum.com/politics...-03-22-1.71539

t.u td hgthjd;hk fu] hjshu tJqdpm hgYshxm hg[ksdm ggH'thg