ندخل الأن الى مسألتنا الرئيسية كلمة ضَرَّ يعني الفعل ضر يضر ضَراً وضر يضر ضُراً وضر يضر ضِراراً ما الفرق؟
ضرا يضر ضَراً إن ضَراً مصدر ضر أنا ضررتك ضراً أي عملت فيك شيء مادي ضربتك سرقتك شتمتك هذا الفعل ضراً أي ضررتك بها ضَراً. فرب العالمين عندما يصيب واحد بالمرض أو بالفقر أو بالعمى هذا ضَراً بفتح الضاد (يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ (13) الحج) الذي يترك ألماً مادياً فيك وهذا يذهب كأن تكون حمى فهي ستذهب عنك فقر ممكن يذهب عنك .
هذا الشيء الذي يصيبك من الضرر إذا صار بلاء وصار عاهة يسمى ضُراً (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) .
الضِرار محاولة الإضرار بالآخر، كيف؟
كأن تتقمص قضية عبادية ... صلاة صوم تسبيح ذكر تتخذها وسيلة لكي تمزق الأمة تفرقها وتتآمر عليها مثال ذلك مسجد ضرار ...قال يا رسول الله نحن سنبني مسجداً قال ابن مسجد فبنوا مسجد ورب العالمين قال هؤلاء لم يبنونه لوجه الله هؤلاء بل حتى يفرقوا بين المسلمين صلاتهم مختلفة حركاتهم مختلفة عملوا فتنة ثم يتمالؤون مع العدو كلما يأتي محتل هم معه أو جاسوس يأتي من الخارج يستقبلونه هذا كان مسجد على الحدود (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة).
حينئذٍ في كل جيل وفي كل الأديان هناك من يشق عن الدين الأساسي ويتخذ له عبادة معترف بها تفريقاً بين المؤمنين هذا ضِرار. فكل عبادة معترف بها في الأصل لكنها تتخذ ضراراً وتفريقاً بين المؤمنين هذا من النفاق ويصبح إتباعها حرام . مثلا أحدهم طلق زوجته وعندها عدة هي كل ما تنتهي العدة باقي يوم يرجعها والإرجاع جائز فهو حكم من أحكام الشرع لكنه هو يتخذ هذا الإرجاع متعمد لكي يضر بها قصداً (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا). إذاً هذا الفرق بين الضَر بفتح الضاد والضُر بضم الضاد والضِرار كما هو الصيغة. حينئذٍ حيثما وجدت كلمة ضَر يضر ضُراً أو ضَراً أو ضِراراً إعلم أن المعنى مختلف تماماً والله سبحانه وتعالى بهذا الفعل يرسم صوراً بيانية عظيمة في كتابه البليغ.
نرجع عليها واحدة واحدة. طبعاً كما قلنا قبل قليل الفرق بين الضَر والضرر أن الضرر في بدايته يعني مثلاً واحد مثلاً أصابته حمى هذا ضرر يوم ويومين تعافى أخذ الأدوية أو حقنة وتعافى فإذا هذا الضرر تطور وصار أنفلونزا وأنفلونزا الخنازير وصارت به عاهة انقلب الضرر إلى الضُر فلما تشدد تدغم الراء معنى أن الضرر استحكم هذا الفرق بين وطبعاً قال عن (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (95) النساء) كانوا تعبانين صحياً ولا يستطيع المشي فقال له خلاص ممكن أنت أن تعفى من الذهاب إلى المعركة. حينئذٍ الفرق بين الضر والضرر أن الضَر أقوى تأثيراً وتأثراً وعمقاً من الضرر لأن الضرر أخف. لكن إذا انقلب الضَر إلى الضُر بالضاد المضمومة صار عاهة. ويقول أصحاب اللغة الضُر سوء الحال كانت حالتك المادية جيدة ثم أصبحت فقيراً جداً هذا ضر كانت حالتك الصحية جيدة ثم صار بك عاهة هذا ضُر كان مثلاً كنت معروف لك جاه واسم راح هذا الجاه لأمرٍ ما صار هذا ضُر. إذاً كل شيء يصبح عاهة يتفاقم يستحكم فيك يسمى ضُراً. وإذا كان لا ماشي شوي ويروح يسمى ضَراً وإذا كان خفيفاً يسمى ضرراً هذا الفرق في كل ما تقرأ في كتاب الله عز وجل فرق بين يضروه ويضرونه فرقٌ بين الضُر والضَر (لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا) ضَراً، (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) ضُر بالضم. الضَر الذي يصيبنا كل يوم كل يوم يصيبنا شوية صداع شوية حمى تعبان ضاعت فلوسك خلص الراتب هذا ضَر أي شيء هذا من قوانين الحياة اليومية. لكن الضُر ليس من القوانين (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) سبعين سنة وهو مصاب ببلاء أن جسمه يأكله الدود أو من أصبح أعمى (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أو من أصابه السرطان (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) هذا استحكم هذا ضُر ولهذا عندما تقرأ الآية (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) يصرخ صار به جذام أو برص أو فقد بصره أو أصيب بأنفلونزا الخنازير خسر الأموال جميعاً لم يبقى لديه ولا شيء سرقت أو ضاعت هذا ضُر (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) ليل نهار يستغيث (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).





رد مع اقتباس
المفضلات