يقول ".. لربما خامرت هؤلاء الملوك والحكام الذين تسلموا كتب الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، الدهشة من هذا الرجل البسيطالذي يدعوهم إلى الطاعة ".
يعطينا صورة عن مقدار ثقة محمد (صلى الله عليه وسلم) بنفسه ورسالته .
وقد هيأ بهذه الثقة وهذا الإيمان لأمته أسباب القوة والعزّة والمنعة ، وحوّلهم من سكان صحراء إلى سادة يفتحون نصف العالم المعروف في زمانهم..
" وقد توفي محمد ( صلى الله عليه وسلم) بعد أن جعل من القبائل العربية المتنافرة أمة واحدة تتقد غيرة وحماسًا..".
****************************
يقول مونتجومري وات في كتابه " محمد في مكة 1953 " ولي أمل أن هذه الدراسة عن حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد .
برجل هو أعظم رجال أبناء آدم" .
فلو لم يكن نبيًا ورجل دولة وإدارة ، ولو لم يضع ثقته بالله ويقتنع بشكل ثابت أن الله أرسله
لما كتب فصلاً مهمًا في تاريخ الإنسانية .
منذ أن قام كارليل بدراسته عن محمد (صلى الله عليه وسلم) في كتابه (الأبطال وعبادة البطل)
أدرك الغرب أن هناك أسبابًا وجيهة للاقتناع بصدق محمد
إذ إن عزيمته في تحمل الاضطهاد من أجل عقيدته ، والخلق السامي للرجال الذين آمنوا به ، وكان لهم بمثابة القائد ، وأخيرًا عظمة عمله في منجزاته الأخيرة ، كل ذلك يشهد باستقامته التي لا تتزعزع .
فاتهام محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنه دجال Imposteur يثير من المشاكل أكثر مما يحلّ .
ومع ذلك فليس هناك شخصية كبيرة في التاريخ حُط من قدرها في الغرب كمحمد (صلى الله عليه وسلم) .
فقد أظهر الكتاب الغربيون ميلهم لتصديق أسوأ الأمور عن محمد ( صلى الله عليه وسلم )
وكلما ظهرأي تفسير نقدي لواقعة من الوقائع ممكنًا قبوله ، مع ذلك لا يكفي في ذكر فضائل محمد أن نكتفي بأمانته وعزيمته إذا أردنا أن نفهم كل شيء عنه ، وإذا أردنا أن نصحح الأغلاط المكتسبة من الماضي بصدده فيجب علينا في كل حالة من الحالات ، لا يقوم الدليل القاطع على ضدها ، أن نتمسك بصلابة بصدقه ، ويجب علينا أن لا ننسى عندئذ أيضًا أن الدليل القاطع يتطلب لقبوله أكثر من كونه ممكنًا وأنه في مثل هذا الموضوع يصعب الحصول عليه.." .
"هناك – على العكس – أسباب قوية تؤكد صدق (محمد) (صلى الله عليه وسلم) ونستطيع في مثل هذه الحالة الخاصة أن نبلغ درجة عالية من اليقين ، لأن النقاش حول هذه المسألة.. يعتمد على وقائع ولا يمكن أن يتضمن خلافًا في التقدير حول الأخلاقية.." .
".. ليس توسع العرب شيئًا محتومًا أو آليًا وكذلك إنشاء الأمة الإسلامية.
ولولا هذا المزيج الرائع من الصفات المختلفة الذي نجده عند محمد (صلى الله عليه وسلم) لكان من غير الممكن أن يتم هذا التوسع .
ولاستنفذت تلك القوى الجبارة في غارات على سوريا والعراق دون أن تؤدي لنتائج دائمة.
ونستطيع أن نميز ثلاث هبات مهمة أُوتيها محمد (صلى الله عليه وسلم)
لقد أوتي أولاً موهبة خاصة على رؤية المستقبل
فكان للعالم العربي بفضله ، أو بفضل الوحي الذي ينزل عليه حسب رأي المسلمين ، أساس فكري (إيديولوجي) حُلت به الصعوبات الاجتماعية ، وكان تكوين هذا الأساس الفكري يتطلب في نفس الوقت حدسًا ينظر في الأسباب الأساسية للاضطراب الاجتماعي في ذلك العصر.
والعبقرية الضرورية للتعبير عن هذا الحدس في صورة تستطيع إثارة العرب حتى أعمق كيانهم..
وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) ثانيًا رجل دولة حكيمًا ، ولم يكن هدف البناء الأساسي الذي نجده في القرآن، سوى دعم التدابير السياسية الملموسة والمؤسسات الواقعية.
ولقد ألححنا خلال هذا الكتاب غالبًا على استراتيجية محمد (صلى الله عليه وسلم) السياسية البعيدة النظر على إصلاحاته الاجتماعية ولقد دلّ على بعد نظره في هذه المسائل الانتشار السريع الذي جعل من دولته الصغيرة إمبراطورية ، وتطبيق المؤسسات الاجتماعية على الظروف المجاورة واستمرارها خلال أكثر من ثلاثة عشر قرنًا.
" وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) ثالثًا رجل إدارة بارعًا ، فكان ذا بصيرة رائعة في اختيار الرجال الذين يندبهم للمسائل الإدارية. إذ لن يكون للمؤسسات المتينة والسياسة الحكيمة أثر إذا كان التطبيق خاطئًا مترددًا. وكانت الدولة التي أسسها محمد (صلى الله عليه وسلم) عند وفاته ، مؤسسة مزدهرة تستطيع الصمود في وجه الصدمة التي أحدثها غياب مؤسسها ، ثم إذا بها بعد فترة تتلاءم مع الوضع الجديد وتتسع بسرعة خارقة اتساعًا رائعًا ".
" كلما فكرنا في تاريخ محمد ( صلى الله عليه وسلم) وتاريخ أوائل الإسلام .
تملكنا الذهول أمام عظمة مثل هذا العمل
ولا شك أن الظروف كانت مواتية لمحمد فأتاحت له فرصًا للنجاح لم تتحها لسوى القليل من الرجال غير أن الرجل كان على مستوى الظروف تمامًا .
...............
إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد منأجل معتقداته والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيداوقائدا لهم ، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة كل ذلك يدل على العدالة والنزاهةالمتأصلة في شخصه .
بل إنهلا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد .
******************************
أما الكاتب والأديب البريطاني المعروف هربرت جورج ولز H. G. Wells فيقول : -
".. هل تراك علمت قط أن رجلاً على غير كريم السجايا مستطيع أن يتخذك صديقًا ؟ ذلك أن من عرفوا محمدًا ( صلى الله عليه وسلم ) أكثر من غيرهم ، كانوا أشد الناس إيمانًا به ، وقد آمنت به خديجة (رضي الله عنها) كل حياته على أنها ربما كانت زوجة محبة لهُ.
فأبو بكر (رضي الله عنه) شاهد أفضل وهو لم يتردد قط في إخلاصه ، كان يؤمن بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ومن العسير على أي إنسان يقرأ تلك الأيام إلا يؤمن بأبي بكر وعلي (رضي الله عنهما ) ، فعلي فإنه خاطر بحياته من أجل النبي (صلى الله عليه وسلم) في أحلك أيامه سوادًا.." .
" حجّ محمد ( صلى الله عليه وسلم) حجة الوداع من المدينة إلى مكة ، قبل وفاته بعام ، وعند ذاك ألقى على شعبه موعظة عظيمة..
إنّ أول فقرة فيها تجرف أمامها كل ما بين المسلمين من نهب وسلب ومن ثارات ودماء ، وتجعل الفقرة الأخيرة منها الزنجي المؤمن عدلاً للخليفة ..
إنها أسست في العالم تقاليد عظيمة للتعامل العادل الكريم ، وإنها لتنفخ في الناس روح الكرم والسماحة ، كما أنها إنسانية السمة ممكنة التنفيذ، فإنها خلقت جماعة إنسانية يقل ما فيها مما يغمر الدنيا من قسوة وظلم اجتماعي ، عما في أي جماعة أخرى سبقتها " .
" لقد منح العرب العالم ثقافة جديدة ، وأقاموا عقيدة لا تزال إلى اليوم من أعظم القوى الحيوية في العالم ، أما الرجل الذي أشعل ذلك القبس العربي فهو محمد (صلى الله عليه وسلم) " .
******************************
74) ساروجنى ندو شاعرة الهند
"يعتبر الإسلام أول الأديان مناديًاومطبقًا للديمقراطية .
وتبدأ هذه الديمقراطية في المسجد خمس مرات في اليوم الواحد،عندما ينادى للصلاة ويسجد القروي والملك جنب لجنب اعترافًا بأن الله أكبر ، ماأدهشني هو هذه الوحدة غير القابلة للتقسيم والتي جعلت من كل رجل بشكل تلقائي أخًاللآخر"
******************************
أما بوسورث سميث فيقول في كتابه "محمد والمحمدية" لندن 1874 صفحة 92 :-
...........
لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا فيآن واحد ، لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة ،ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت .
وإذا كان لأحد أنيقول إنه حكم بالقدرة الإلهية ، فإنه محمد لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة ، دون أنيملك أدواتها ، ودون أن يسانده أهلها .
******************************
يقول إدوارد جيبون وسيمون أوكلي في كتابه "تاريخ إمبراطورية الشرق" لندن 1870صفحة 54 :-
..............
ليس انتشار الدعوة الإسلامية هوما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور
فما زال الانطباعالرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنودوالأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن ، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.
...............
لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة فيمواجهة فتنة الإيمان بالله ، رغم أنهم لم يعرفوها إلا من خلال العقل والمشاعرالإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادةالإسلام ، ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورةالتي كانت تتخذ آلهة من دون الله .
ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلةالمعروفة لدى البشر ، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايتهإياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.
******************************
الدكتور زويمر الكندي مستشرق كندي ولد 1813 ـ 1900 قال في كتابه(الشرق وعاداته)
..............
يقولُ فيه إن محمداً كان ولا شك
من أعظم القوادالمسلمين الدينيين ويصدق عليه القول أيضاً بأنه .
كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاًوجريئاً مغواراً ومفكراً عظيماً
ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات وهذاقرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.
******************************
يتبع
المفضلات