(4)
إخباره عن إنتشار الإسلام
..........
قال صلى اللهُ عليه وسلم " لَيَبلُغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليلُ والنهار ، ولا يترك اللهُ بيتَ مَدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخلهُ الله هذا الدين بعزِ عزيز أو بذُلِ ذليل ، عزاً يُعزُ اللهُ به الإسلام ، وذُلاً يُذلُ اللهُ بهِ الكُفر "
.............
وقد بلغ أمرُ هذا الدين وانتشاره ما بلغ ، كما أخبر عنهُ الذي لا ينطقُ عن الهوى ، والذي لا يتكلم من بنات أفكاره ، وقد بلغ الدين الإسلامي وانتشاره في أقطار المعموره ، ما بلغ الليلُ والنهار وهو في إزدياد بحول الله وقوته ، وما من بيت شعرٍ أو بيت وبر، أو بيت طينٍ أو حجرٍ إلا ودخله هذا الدين ، شاء أم كره الحاقدون والكافرون ، بعزهم أو بذلهم ، عزاً أعز اللهُ به الإسلام والمُسلمين ، وأذل به الكُفر والكافرين .
************************************************
(5)
..........
إخباره عن فتح بيت المقدس
.........
قال صلى اللهُ عليه وسلم " أُعددُ ستاً بين يدي الساعة : موتي ، ثُم فتحُ بيت المقدس ، ثُم موتان يأخذُ فيكم كقعاص الغنم ، ثُم إستفاضة المال حتى يُعطى الرجُل مئة دينار فيظلُ ساخطاً، ثُم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العرب إلا دخلتهُ.....ألخ"
..........
فإن بعث رسول الله كآخر الأنبياء والرُسل ، وهو المسيا الأخير ، أومسيَّا آخر الزمان الذي أنتظرته البشريه ، وإن موته هو من العلامات التي بين يدي الساعه .
.............
وما يهمنا هو إخباره وبشارته ونبوءته عن فتح بيت المقدس ، على يدي صحابته من بعده ، وكانت وقتها تحت الحُكم الروماني ، ولنقل الإمبراطوريه الرومانيه ، أي كأنها كمثال ولا يه مُهمه من الولايات المُتحده الأمريكيه .
...............
وهذا من صدق النبوه والرساله ، ووعدُ من لا ينطقُ عن الهوى ، أن ينتقل رسولُ الله ونبيه إلى الرفيق الأعلى عام 11هجريه ، ويتم فتح بيت المقدس في عهد الخليفه عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنهُ ، في العام 16 هجريه ، على يد إبي عُبيده بن الجراح .
ودخلها عُمر بن الخطاب ، ليتسلم مفاتيحها من حاكمها صفرونيوس ، وهو برفقة خادمه ، يركب البغلة مره ويقود هو بخادمه مره ، وينزل عُمر ليُركب خادمه ويقود البغله " دُلدل" ، التي أهداها المقوقص عظيم القبط لرسول الله ، وهو يرتدي ثوبه المُرقع ، وكانت عنايةُ الله بأن يكون دور الركوب للخادم ، وأن يقود عُمر البغلةَ به عند دخولهم بيت المقدس ، مما هال القوم من عظمة ما رأوا ، خليفة المُسلمين يُركب خادمه وهو يقود يه ، وهالهم منظر عمر وهامته العاليه وطول قامته ، وهذا الثوب المُرقع الذي يرتديه ، التي وردت عندهم في التوراة الصحيحه .
.........
" هامةٌ عاليه وثوب مُرقع "
..........
لو لم يصدق رسول الله بهذه ، على الأقل ما هو سواد الوجه والفشل ، الذي سيلحق بصحابته ومن صدقوه واتبعوه ، أمام الآخرين من الطرف الآخر .
...........
كقعاص الغنم ، ويستخدم الناس أو الرُعاه وأهل الغنم كلمه عقاص ، وهو مرض يُصيب الأغنام فيميتُها ، فإذا غضب راعي الغنم من عنز أو جدي ، وأراد أن يدعوا عليه قال عقاص .
..........
والموتان حدثا في طاعون عمواس في 18 هجريه ، وقتل هذا الوباء 25 الف مُسلم ، والموت الثاني الذي هلك فيه ملايين المُسلمين زمن العباسيين ، بسبب التتار بقيادة هولاكو " وهُم يأجوج ومأجوج ، بعد إنهيار السد أو الردم الذي بناه كورش الفارسي ، وحشرهم خلفه بين تلك السلاسل الجبليه ، التي لا منفذ لهم للإتجاه للغرب ، إلا من هذه الفتحه والمنفذ ، الذي أغلقه ووعدهم بأن لله وعد يجعله دكا إما بزلزال أو يسقط من تلقاء نفسه ، حيث تخرج هذه الأقوام من هذا المنفذ لمُهاجمة ، من هُم في طريقهم ، وليس مجالنا هُنا للحديث عنهم .
......
واستفاضة المال واضحه للعيان ، ومثال عليها يتقاضى الموظف راتباً كبيراً ، ومع ذلك لا يرضى بهذا الراتب ويحتقره ، ولا يرى فيه كفايه لطلباته ، أو أن يُعطي رجل لأحد أرحامه مبلغ ويكون رد الطرف الآخر " شو هالمده أو شوهالعطيه ، شو رح يعملن " .
...........
أما الفتنه التي تدخل كُل بيت ، فهي فتنة الدجال وما صنع من أدوات الفساد ، والتي على سبيل المثال منها التلفزيون مُفسد البيوت ، وجهاز الخلوي أو النقال هذا الخائن الذي دخل البيوت وغُرف النوم ، وينام مع البنت في فراشها تُكلمه ويُكلمها ويُسمعها ما يُريد من كلام الفسق والعهر ، والأم والأب والأخوان على مسافة أمتار لا يدرون بشيء ، هذا الجهاز الذي مهد وسهل للزنى ويسره ، وخرب أبناءنا وبناتنا ، هذا الدجال الذي البس أبناءنا ما يُريد من ألبسة العُهر والفجور ، وكم وكم نُعدد من فتن الدجال التي أدخلها لبيوتنا وخرب بها الأجيال .
**********************************************
(6)
نعيهُ وإخباره عن موت النجاشي ملك الحبشه لصحابته
........
عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهُ " قال نعى رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم النجاشي في اليوم الذي تُوفي فيه ، وخرج بنا إلى المُصلى ، فصف بنا وصلى عليه صلاة الغائب بأربع تكبيرات "
............
رغم بُعد المسافه والبحر الذي يفرق بينهما ، إلا أن نبي الله أُنبئ بوحي من الله ، أن نصيره ونصير صحابته قد أنتقل لجوار ربه ، ونعى النجاشي لصحابته ، وأن هذا الملك الصالح ، الذي نصر المُسلمين وأواهم وهو على نصرانيته الحقه ، وأسلم بعدها مُتبعاً دين الفطره ، قد أنتقل لربه ، وأُعلم رسولُ الله بنفس الوقت ، وصلى عليه صلاة الغائب هو وصحابته إكراماً لهُ ورداً للجميل ، ووفاءً لقدره ولإسلامه ، وتأديةً لواجبه كمُسلم .
...........
وجاء الخبر بعد فتره بأن النجاشي توفي فعلاً في نفس اليوم الذي نعاهُ به رسولُ الله ، وصلى عليه صلاة الغائب .
فلو لم يصدق رسول الله وجاء الخبر بعم وفاة هذا الملك الصالح ، ماذا سيكون موقف النبي أمام صحابته على الأقل ، وقد صلى عليه صلاة الغائب وعلى أنهُ مات ، لا نقول أعداءه والمُترصدين به .
**********************************************
(7)
نعيه لشُهداء مؤته الثلاثه لحظة إستشهادهم رغم بُعد المسافه
............
في معركة مؤته أعطى رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم الراية لزيد إبنُ حارثه ، كقائد لهذا الجيش ، وأن يأخذها جعفر بن أبي طالب إذا أُصيب زيد ، وأن يأخذها من بعده عبدُالله بن رواحه إذا أُصيب جعفر ، وكأنه على علمٍ بما سيحدث .
..............
وبعد وصول جيش المُسلمين المكون من 3000 رجل ، دون مدد ومن الصعب تزويده بالمدد ، والتقاءه بجيش العدو الذي زاد عن 200000 رجل ، مع سهولة تزويده بالمدد من الروم ، وحدوث المعركه بين الجيشين ، واستشهاد القاده الثلاثه .
.............
نعى رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم للمُسلمين إستشادهم بنفس الوقت ، مع أن الخبر يحتاج لأسابيع لوصوله .
.............
فقال صلى اللهُ عليه وسلم " أخذ الراية زيدٌ فأُصيب ، ثُم أخذها جعفرٌ فأُصيب ، ثُم أخذها إبنُ رواحةَ فأُصيب ، ثُم أخذها سيفٌ من سيوف الله ، ففتح اللهُ لهُ " .
...............
مع أن خالد بن الوليد ، لم يكن في حسبة رسول الله ، ليستلم الراية وترك الأمر لله ، ولكن رسول الله أخبر الخبر ، ونعى القادة الثلاث ، وحدد من أستلم الراية بعد إستشهادهم ، وما حدث من فتحٍ من الله على يد هذا القائد خالد ، ووصف الحالة وكأنه في وسط المعركه ، ووصف خالد بما أثبتت الأيام بأنه سيفٌ من سيوف الله .
************************************************
يتبع