والأن المشرف المنحط صاحب اللسان القذر والنفس النجسة الرجسة .
الحديث من مسند احمد
حدثنا عفان قال حدثنا محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى الأنصاري عن عائشة أن رسول الله كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها
لأنك جاهل تنتمي لأمة الجهل تقول ذلك أو أنك حاقد وأيضاً تنتمي إلى أمة الحقد تقول ذلك
نقول :
في حواشي مسند أحمد طبعة الرسالة (41/398-399) يقول المحقق الأستاذ الأرنؤوط :
حديث صحيح دون قوله : "ويمصُّ لسانها" ، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن دينار ، قال ابن حبان في "المجروحين" : الإنصاف في أمره تركُ الاحتجاج بما انفرد . قلنا : وقد انفرد بلفظة : "ويمصُّ لسانَها" ، فقد قال النسائي - فيما نقله عنه الحافظ في "تهذيب التهذيب"-: هذه اللفظة لا توجد إلا في رواية محمد بن دينار . قلنا : ولضعفِ سعد بن أوس ، وهو العدوي البصري . ومِصْدعٌ أبو يحيى الأنصاري ، وهو الأعرج المُعَرقب .
قال ابن معين: لا أعرفه ، وذكره العُقيلي في "الضعفاء" ، ووثقه العجلي ، وقال ابن حبان في "المجروحين" : كان ممن يخالف الأثبات في الروايات ، وينفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات مما يوجب ترك ما انفرد منها. قلنا : فالإسناد مسلسل بمن لا يحتج بما انفرد به . وقد انفردوا بلفظة : ويمصُّ لسانها . وضعفه الحافظ في "الفتح" 4 / 153 .
وأخرجه البيهقي في "السنن" 4 / 234 ، من طريق عفان ، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (2386) ، وابن خزيمة (2003) ، وابن عدي في "الكامل" 6 / 2205 و2459 ، والبيهقي في "السنن" 4 / 234 ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة سعد بن أوس) من طرق عن محمد بن دينار ، به .
قال ابن الأعرابي بإثر رواية أبي داود : بلغني عن أبي داود أنه قال : هذا الإسناد ليس بصحيح .
وقال ابن عدي : قوله : "يمصُّ لسانها" في المتن لا يقوله إلا محمد بن دينار، وهو الذي رواه . قلنا: وقد ترجم ابن خزيمة للحديث بقوله : باب الرخصة في مصِّ لسان المرأة ... إن جاز الاحتجاج بمصدع أبي يحيى ، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح .
قلنا: قد سلف أنه لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به ، وفات ابنَ خزيمة أن يُعِلَّه أيضاً بمحمد بن دينار، وسعد بن أوس. أ.هـ
قال الشيخ الألباني في ضعيف أبي داود (2/270) :
عن مِصْدع أبي يحيى عن عائشة:
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يًقبلًها وهو صائِمٌ ، ويمًص لِسانها.
(قلت: إسناده ضعيف؛ لجهالة حال مِصْدع هذا، قال ابن خزيمة: " لا
أعرفه بعدالة ولا جرح "، ومتنه منكر؛ فقد صح عن عائشة من طرق: أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبل وهو صائم، وليس في شيء منها: ويمص لسانها، وهكذا رواه المصنف عنها من طرق ذكرتُها في "الصحيح " برقم (2061-2063) ) .
إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا محمد بن دِيْنار: ثنا سعْدُ بنُ أوْس العبدي عن مِصْدع أبي يحيى.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ومنتن منكر. مِصْدعٌ هذا مجهول الحال؛ لم يوثقه أحد، بل جهِله ابن خزيمة، وقال ابن حبان في "الضعفاء":
" كان يخالف الثقات الأثبات في الروايات، وينفرد بالمناكير ".
وأورده الذهبيّ في " الضعفاء "، وقال: " تُكُلم فيه "،
وزاد في "الديوان " فقال:" صدوق، تكلم فيه ابن حبان بلا دليل؛ كعادته ".
وقال الحافظ: " مقبول ". يعني: عند المتابعة، وإلا؛ فلين الحديث عند التفرد، كما هو
الشأن هنا .
وقد قال ابن القيم في "التهذيب " (3/263- 264) :
" وقال عبد الحق: لا تصح هذه الزيادة في مص اللسان؛ لأنها من حديث محمد بن دينار عن سعيد بن أوس، ولا يُحْتجُّ بهما. وقد قال ابن الأعرابي:
بلغني عن أبي داود أنه قال: هذا الحديث ليس بصحيح ".
وأعله المنذريّ بابن دينار وابن أوس، فراجِعْه في "المختصر".
والحديث أخرجه أحمد (6/122 و 234) ، والبيهقى (4/234) من طرق
أخرى عن محمد بن دينار... به.
ألا لعنة الله على الكافرين
يتبع غداً إن شاء الله ..
المفضلات