لي حيلةٌ فيمن يَنِمُّ ***وليس للكذاب حيله
من كان يحذق مايقولُ
*** فحيلتي فيه قليله
لي حيلة فيمن ينمُّ فإنني
*** آطوي حديثي دونه وخطابي
لكنما الكذاب يخلق قوله.
*** ماحيلتي في المفتري الكذابِ
لايكذب المرء إلا من مهانته
***أو فعله السوء أو من قلة الأدب
لبعضُ جيفة كلب خيرُ رائحة.
*** من كذبة المرء في جدّ وفي لعب
إياك من كذب الكذوب وافكه
***فلرُبما مزَج اليقين بشكه
ولرُبما كذب امرؤٌ بكلامه.
*** وبصمته وبكائه وبضحك
إذاعرف الانسان بالكذب لم يزل
*** لدى الناس كذاباً ولو كان صادقا
فان قال لم تصغ له جـلساؤه
***ولم يسمعوا منه ولو كان ناطقا
الكِذْبُ يُرْدِيكَ، وَإنْ لَمْ تَخَفْ .
*** وَالصِّدْقُ يُنْجِيكَ عَلَى كُلِّ حَالْ
فانْطِـقْ بِمَا شِـئتَ تَجِدْ غِبَّـهُ
***لَمْ تُبْتَخَـسْ وَزْنَةَ مِثْقَـالْ
كَذَبْتَ، وَمَنْ يَكْذِبْ فَـإِنَّ جَـزَاءَهُ ***إذَا مَا أَتَى بِالصِّدْقِ أنْ لا يُصَدَّقَا

إذَا عُرِفَ الكذَّابُ بالكِذْبِ لَمْ يَزَلْ
*** لَدَى النَّاسِ كَذَّابًا، وَإن كانَ صادِقَا
وَمِنْ آفَةِ الكذَّابِ نِسْـيانُ كِذْبِـهِ
*** وتَلْقَاهُ ذَا فِقْـهٍ إذَا كانَ حَـاذِقَا
كَمْ مِنْ حَسيبٍ كَريمٍ كَانَ ذَا شَرَفٍ
***قَدْ شَانَهُ الكِذْبُ وَسْطَ الحَيِّ إذْ عَمَدَا
وآخَـرٍ كَانَ صُعْلُوكـًا فشَـرَّفَهُ
***صِـدْقُ الحَدِيثِ وَقَوْلٌ جَانَبَ الفَنَـدَا
فصـارَ هَذَا شَـرِيفًا فَوْقَ صَـاحِبِهِ
*** وَصَـارَ هَذَا وَضيعًا تَحْتَـهُ أَبَـدَا