كيف يُعقل ان يجهل شباب المسلمين سيرة هذا البطل !!!
هنا جنّ جنون النصارى وحتى البابا بولس الثالث فى روما !! , وسمّوا أعمال خير الدين بربروس بالقرصنة ... وللأسف الشديد مازالت الكتابات عن خير الدين بربروس تصفه بالقرصان خير الدين , حتى المؤلفون من العرب والمسلمين مازالوا يسمّون خير الدين بالقرصان ولا حول ولا قوة الا بالله .. وهنا انتهر السلطان سليمان الفرصة وكتب لخير الدين يستدعيه بصفته خليفة المسلمين ..

البابا بولس الثالث كلب الفاتيكان .. الذى نادى بحرب صليبية ضد المسلمين
فاتجهت أنظار الدولة العثمانية الى جهاد هذا البطل وأرادت ان تكافئه وان تعينه رسميا ضمن أسطولها البحرى , ليُصبغ جهاده ضد النصارى صبغة رسمية وشرعية , وحتى يعلم الجميع ان الدولة العثمانية هى حامية الدول الإسلامية فى أى مكان , حتى ولو لم تكن تتبع السيادة العثمانية ..
وأكبر دليل على هذا ما فعله السلطان سليمان من إرسال أسطول بحرى بقيادة سليمان باشا الى الهند لصد هجمات البرتغاليين , وأرسل كذلك أسطوله الى البحر الأحمر وعدن لصد هجمات البرتغاليين الذين زاد خطرهم جدا ..
وفى عام 939هـ , 1533 م عيّن السلطان سليمان القانونى المجاهد البطل خير الدين بربروس أميرا للبحر أو قبودان البحر بمعنى أنه أصبح منذ الآن قائد عام الأسطول الإسلامى ...
واستقبل السلطان سليمان القانونى فى اسطنوبل خير الدين بروبرس استقبال الملوك وكان فرحا جدا بقدومه ..
نزل هذا الخبر على النصارى فى أوروبا كالصاعقة وذُهل أمراء أوروبا وجُن جنونهم ولو رأيتهم كأنهم سكارى وما هم بسكارى !!
وهنا قام خير الدين بربروس بأعباء المنصب الجديد كوزير البحرية وقائد عام الأسطول الإسلامى العثمانى , فظلّ فى جهاده فى البحر المتوسط حتى فرض سيطرة المسلمين تماما من أول اسبانيا الى البلقان ولم يكن فى البحر المتوسط كله أى قوة بحرية تضاهى قوة المسلمين إلا قوة هذا القائد النصرانى الصليبى الخبيث الشهير جدا فى أوروبا وهو (أندريا دوريا) الذى ذاق طعم الذل على يدى خير الدين رحمه الله ...

أندريا دوريا ... أشهر قائد بحرى عرفته أوروبا فى القرون الوسطى
وهنا انتفض البابا فى روما بولس الثالث وعلم خطورة هذا البطل المجاهد , وأصبح خطرا يهدد النصارى فى البحر , كما ان السلطان سليمان خطرا يهدد النصارى على البر ..
فاجتمع البابا بولس الثالث مع ملوك وأمراء أوروبا , وأعلن حربا صليبية جديدة ...
ولكن هذه المرة الحرب الصليبية لن تكون على البر ضد السلطان سليمان لأنهم بعد خسارتهم فى موهاكس ما تجرأوا ان يعلنوا الحرب على المسلمين لحين من الدهر ... إنما الحرب الصليبة ضد قوة المسلمين البحرية : ضد خير الدين بربروس , ورٌفع الصليب واجتمع الأمراء ووافقوا على الحرب ...
ففى عام 945هـ اجتمع على المسلمين فى البحر أكثر من 600 سفينة حربية للنصارى من كافة دول أوروبا ( أسبانيا , النمسا , البندقية , جّنوة , فرسان القديس يوحنّا ....) عليها 60.000 ألف صليبى , ويقود الأسطول القائد النجس الصليبى الملعون أندريا دوريا ..
وكان عدد أسطول المسلمين 122 سفينة فقط عليها 20.000 ألف مسلم !! يقودهم خير الدين بربروس رحمه الله , وفى يوم 4 جمادى الأولى 945هـ , 28 سبتمبر 1538 وأمام سواحل مدينة "بروزة" او "بريفيزا" غربى اليونان , دارت أعنف معارك المسلمين البحرية ...
هذه المعركة الى الآن يتذكرها النصارى فى أوروبا بالألم والحسرة والضيق ...
والتقى الفريقان , ووضع خير الدين بربروس خطة حربية رائعة كالعادة , وبدأت المعركة وحمى الوطيس واحترقت السفن وارتفع دخان المدافع الى عنان السماء ...
وضع خير الدين بربروس أسطوله على شكل هلال، وعيَّن على رأس جناحه الأيمن القائد المجاهد صالحرئيس. وعلى رأس جناحه الأيسر سيدي على رئيس. وقاد خير الدين الجناح الأيسر بنفسه،وأمر القائد الفذ المجاهد طورغود بأن يقود احتياطى الأسطول ويبقى فى الخلف. واستعمل خير الدين بربروسعنصر المباغتة، ولم يكن أسطول الصليبيين مستعدّا ؛ مما أدى إلى اختلال نظامه؛ فمالبث أن تفرق، وهرب قائده أندريا دوريا؛ نجاة بحياته. ولم تستمر المعركة أكثر من خمسساعات تمكَّن فى نهايتها "خير الدين" من حسم المعركة لصالحه، وصارت العزة والسيادةللعثمانيين فى البحر المتوسط.

شكل المعركة والخطة التى وضعها خير الدين , خلدها له التاريخ
وانتهت المعركة : معركة بروزة "بريفيزا" البحرية بالنتصار ساحق للمسلمين وهزيمة مخزية للمشركين فلله الحمد والمنة ..
واستولى المسلمون على أكثر من 36 سفينة وأسروا حوالى 3000 أسير , وغرق واحترق للكفار 123 سفينة !!
نزل خبر انتصار المسلمين على النصارى فى روما وأوروبا كالصاعقة على مسامعهم , فأُخرسوا من هول الخبر !!
وبهذا الانتصار فرضت الدولة العثمانية قوتها وسيطرتها على كل البحر المتوسط ولم ينازعها أحد ولله الحمد والمنة ..

انتصار المسلمين فى معركة بريفيزا البحرية
ولعلى ان شاء الله أقوم بكتابة نبذة عن خير الدين بربروس فى موضوع مستقل ان شاء الله ...
ملخص لجهاد السلطان سليمان القانونى رحمه الله:
استطاع السلطان سليمان القانونى فى خلال 48 سنة ان يبسط نفوذ المسلمين من بغداد شرقا الى فيينا غربا ومن موسكو شمالا الى بلاد إفريقيا جنوبا , وكانت ملوك أوروبا وأمرائها تدفع الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ...
وواصل السلطان سليمان رحمه الله جهاده ضد النصارى حتى وصلت جيوش المسلمين الى أسوار فيينا مرتين ولم يقدّر الله الفتح إما لتساقط الثلوج وطوال مدة الحصار وإما لتعاون الرافضة واستغلال توغل المسلمين فى غرب أوروبا فيعبثوا فى مناطق الأناضول والقوقاز ويحاولون نشر المذهب الرافضى الخبيث ..
ولكن هيهات هيهات فقد كان السلطان سليمان رحمه الله سدا منيعا ضد أطماع الروافض فى الشام ومصر والاناضول وضد أطماع الصليبين فى القسطنطينية وشرق أوروبا ..
ووصلت الدولة فى عهده أقصى اتساع لها ولم تصل حركة الفتوحات الإسلامية اقصى من ذلك , ووصلت من هيبة السلطان سليمان ان بعث اليه ملك فرنسا يستجديه ويرجوه ان يساعده ضد هجمات شاركان على موانىء فرنسا , فأجابه السلطان سليمان وبعث اليه خير الدين بربروس فى سفن حربية حتى استعاد له الميناء المحتل .. !!

الدولة العثمانية فى عهد السلطان سليمان القانونى رحمه الله ..
واااااااااااااااهٍ ياأيام العزة ..
كانت ملوك فرنسا تستعين بنا وتستجدينا ان ننقذها ونمدها بالمساعدة !!
كم صرفتنا يد كنا نصرفها *** وبات يملكنا شعب ملكناهُ
استرشد الغرب بالماضى فأرشده *** ونحن كان لنا ماضٍ نسيناهُ
اكتفى بما ذكرته من جهاد السلطان سليمان القانونى رحمه الله حتى لا أطيل ...
المفضلات