أدعوك يا هذا لأن تستشير كل من حولك من شياطين الإنس والجن واستفزز من استطعت منهم وأجلب عليهم بخيلك وصوتك ورجلك واستدعي كل من تريد من علماء الإحصاء والاحتمالات في الأرض وسلهم أيمكن ان يكون كل ذلك صدفة محضة؟! فإن كانوا علميين سيقولون لك إن نظرية الاحتمالات وقوانين التوافيق والتباديل لا يمكن أن تقبل أن يكون الأمر كله صدفة بل هو حق مثلما انكم تنطقون.
وهكذا ترى أن القرآن الكريم لا يحوي بلاغة وأدب وقصص حق وعلم دقيق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حسب، بل يحوي منظومات عددية ورياضية معجزة غاية في الدقة والتنظيم تدل على أنه كون مقروء، وهو ما بينته في كتبي التي ذكرتها في هذاالرد.
وبعد يا هذا، فكن من النصارى الممدوحين في كتاب الله الذين يجدون ما وعدهم سيدنا عيسى عليه السلام والأنبياء من قبله مشخصاً امامهم بشخص الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم فهم يعرفونه بصفاته التي بشر الأنبياء بها:
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:146)،
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواأَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:20).
فقد وصفهم الله تعالى بأنهم لايستكبرون عن الحق إذا ما جاءهم
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران:199)،
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّانَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لايَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82)،
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)..
ولا تكن من أهل الضلالات فوصفهم الله تعالى بأنهم من الضالين :
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة:30)
وأخيراً أقول لك ملاحظتين:
1- كنت أتمنى ان لا أخاطبك بأسلوب (يا هذا) وما شاكل لو كنت محترماً لنفسك عارفاً لحدودك مع ديننا العظيم وشخص نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والذي لو كان سيدنا عيسى عليه السلام بين ظهرانينا ما وسعه إلا أن يتبعه، وكي تعلم أن لهذا الدين ولهذا النبي الكريم ولهذا الكتاب العزيز في قلوبنا وعقولنا وأعماق أرواحنا لشأناً وأنه يعلو ولا يعلى عليه ليس من باب التعصب الأعمى كما عندكم بل من باب الحجة البالغةالدامغة.
2- أتمنى أن تقبل مني هدايا لكتبي التي ذكرتها في جوابي لك وأن تقرأها بعقل وقلب متفتح دون تعصب علً الله تعالى يهديك للإسلام فتنقذ نفسك من النيران فإن رغبت في ذلك فعناويني متوفرة على موقعي على الشبكة، وأسأل الله لك ولأمثالك الهداية فما جاء الإسلام إلا لينقذ الناس من ضيق ضلالاتهم إلى سعة أفق الحق والنور المبين. وصدق حبيبنا رسول الله القائل في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم واللفظ للبخاري في صحيحه ( جزء 3 - صفحة 1267) عن عبادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمتة ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل).
وآخر دعوانا أنالحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمين وآلهوصحبه والتابعين.
الدكتور المهندس خالد فائق صديق العبيدي
باحث متمرس في الإعجازالعلمي وخبير الإعجاز الهندسي في القرآن الكريم
وعضو هيئات علمية عديدة
المفضلات