الصفحة الرابعة ...
شل لسانك أيها الوقح والله ما عهدنا منكم الا بذاءة اللسان بغير بيان ، فالذى تتكلم عنه وتهجوه قاهر كنيستك ومؤرق مضاجع قساوستك ، فحجة أخى التاعب ما هى إلا حرصا منه على خرافكم من عذاب أليم ينتظرهم إن لم يتوبوا الى الله ويرجعوا ، فهدم الحجة لعلة الخير وانتشالكم من هذا الظلام الدامس الذى تعيشون فيه ، فكونه سيهدم كل فكرة تستندون اليها فإنه سوف يفعل ذلك بالعلم الذى يخضع تحت مظلته كل طالب للحق وباحث عنه ، وأن هدمه لوساوس الشيطان لهو الصالح للمساكين الذين غيبتم عقولهم ودلستم عليهم حتى صار المرء منهم يصدق مثل هكذا جهل بحجة أنه بحث ليألهوا فيه ضعيف هزيل ما طلب منهم ذلك قط ...
فكونك تستحقر وتعرض عن الرد عليه وأمثاله لهو الوهن والضعف وهذا عهد عهدناه لكم ، فأنت يا مسكين تتخبط من الخوف من قوة البحث الذى جعلك تسهر الليل وتطلب المعونة من كل هذا الجمع من الخراف للرد عليه ثم تزعم بأنك تستحقره وأنه ليس اهلا للرد ، فلما التعب إذا ان كان كلامه لن يؤثر ايجابيا على كل باحث ، فلولا انكم وجدتم فيه من قوة والله العظيم ما سألتم فيه ولكنكم لمستم النتيجة بأنفسكم فما كان منكم إلا أن تقوموا بهذه المحاولة البائسة لهدمة وما زادته والله إلا قوة ويقينا ...
ها أنا التلميذ أطالبك ونصارى العالم أجمع فى التناظر حول بحثك هذا وما عهدتك الا جبانا فقد قدمت كل ما لديك وأتى دورى والأسود كى ننثر كلماتكم ونكشف للكل كذبكم وتدليسكم ...
إن كلام كهذا ما هو الا صورة فوتغرافية لهؤلاء الأدعياء للعلم وهو منهم براء ، يستنكر الرجل القول بأن النص يعد أقوى النصوص للدلالة على الوهية المسيح ويزعم بأنه يمتلك غيره وأعجب والله أشد العجب فكل هذه المحاولات يا سادة إنما هى إستدلالات لاهوتية وليس لها علاقة باللفظ قط لا من قريب ولا من بعيد كما ترون فاللفظ الصريح الصحيح هو( أنا الله ) ولفظة الله لا تطلق الا على الخالق وحدة ولا تسمى بها أحد سواه فكونه يسعى إلى الأثبات لفظيا فعليه أن يأتى بهذا الضمير وهذا الإسم العلم لا غير وإن لم يجد فله أن يجرنا بعد ذلك الى الإستدلالات الاهوتية كمرحلة ثانية بعد ان يقر بعدم وجود اللفظ وتعتمد هذه المرحلة كلها على نظريات وضعية ما أنزل الله بها من سلطان ...
كم أنتم مثيرون للشفقة يا عباد الصليب فهذا الذى تهيمون بحثا لإثبات لفظة لم يقلها قط صرح مرات ومرات بأنه أنسان يعبد الله وحده وأنه نبى مرسل من قبل الله يبشر بعبادته وحده والله أكبر ولله الحمد ...
المفضلات