ومن عنايتهم بالسنة تدوينها
وقد كان نهى النبى صلى الله عليه وسلم فى بداية الامر خشية ان يختلط عليهم القرآن بالحديث ثم اذن به النبى صلى الله عليه وسلم فيما بعد وان كانت الكتابة فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم قليلة فهو يرجع كما اسلفنا الى خشية اختلاطها بالقرآن بالاضافه الى صفاء اذهان الصحابة وقوة حفظهم التى لا مثيل وهذا كان معروف عن العرب فى هذا الزمن
إضافة إلى أن العرب كانوا أمة أمية ، وكانوا يعتمدون على الذاكرة فيما يودون حفظه واستظهاره ، ولذلك عُرفوا بقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وهذا لا يعني أبداً أن السنة لم يكتب منها شيء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد وردت آثار صحيحة تدل على أنه قد وقع كتابة شيء من السنة في العصر النبوي
وخلاصة ذلك أن تقييد الحديث وكتابته مر بمرحلتين :
المرحلة الأولى : مرحلة جمع الحديث في صحف خاصةٍ بمن يكتب ، دون أن تتداول بين الناس ، وهذه بدأت منذ عهده صلى الله عليه وسلم وبإذنه .
المرحلة الثانية : الكتابة التي تكون مرجعًا يُعْتَمَد عليه ، ويتداولها الناس فيما بينهم ، وهذه بدأت من القرن الثاني للهجرة ، وفي كلٍّ من هاتين المرحلتين كانت الكتابة مجرد جمع للأحاديث في الصحف من غير مراعاة لتبويب أو ترتيب معين ، ثم جاء دور التصنيف الذي اتخذت فيه الكتابة طابع التبويب والترتيب من منتصف القرن الثاني ، وبلغ أوجه وذروته في القرن الثالث المعروف بعصر التدوين
ومن امثله ما كتب فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم كتبه للامراء ومعاهداته
صحيفة سعد بن عبادة ، فقد أخرج الترمذي في سننه ، عن ابن سعد بن عبادة قوله : وجدنا في كتاب سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين والشاهد وغيرها من الكتابات الى كتبت فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم
كصحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص التي كان يسميها بالصادقة ، وكانت عند علي رضي الله عنه صحيفة فيها أحكام الدية وفكاك الأسير ، كما ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب لبعض أمرائه وعمَّاله كتبًا حددَّ لهم فيها الأنصبة ومقادير الزكاة والجزية والديات ، إلى غير ذلك من القضايا المتعددة التي تدل على وقوع الكتابة في عهده عليه الصلاة والسلام .
حتى جاء الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز فأمر بجمع الحديث لدواع اقتضت ذلك ، بعد حفظ الأمة لكتاب ربها ، وأمنها عليه أن يشتبه بغيره من السنن .
ومن الادلة ايضا ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يكتب لهم الكتب قوله فى مرضه صلى الله عليه وسلم آتونى بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا
فكتب إلى عُمَّاله وولاته يأمرهم بذلك ، حيث أرسل إلى أبي بكر ابن حزم ـ عامله وقاضيه على المدينة ـ قائلاً له : " انظر ما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاكتبه ، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء " ، وطلب منه أن يكتب ما عند عَمْرة بنت عبد الرحمن الأنصارية ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، وكتب إلى علماء المسلمين في الأمصار المختلفة " انظروا إلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجمعوه " ، وكان ممن كتب إليهم الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أحد الأئمة الأعلام ، وعالم أهل الحجاز والشام المتوفى سنة 124هـ ، حيث استجاب لطلبعمر بن عبد العزيز فجمع حديث أهل المدينة وقدمه له ، فبعث عمر إلى كل أرض دفتراً من دفاتره
ثم نشطت حركة التدوين بعد ذلك ، وأخذت في التطور والازدهار ، وتعاون الأئمة والعلماء في مختلف الأمصار ، فكتب ابن جريج بمكة ، وكتب مالك وابن اسحاق بالمدينة ، وكتب سعيد بن أبي عَروبة والربيع بن صُبيح وحماد بن سلمة بالبصرة ، وكتب سفيان الثوري بالكوفة ، وكتب أبو عمرو الأوزاعي بالشام ، ، وكتب عبد الله بن المبارك بخراسان ، وكتب معمر باليمن ، وغيرهم من الأئمة ، وكانت طريقتهم في التدوين هي جمع أحاديث كل باب من أبواب العلم على حدة ، ثم ضم هذه الأبواب بعضها إلى بعض في مصنف واحد ، مع ذكر أقوال الصحابة والتابعين ، ولذلك حملت المصنفات الأولى في هذا الزمن عناوين مثل " مصنف " و " موطأ " و " جامع
ثم بلغت ذروتها فى القرن الثالث الهجرى حينما جمعت ودونت الكتب الستة ونشط العلماء فى الرحلة والطلب
ولمن اراد التوسع فى معرفة مراحل التدوين فعليه بكتاب بحوث فى تاريخ السنة
فنقول لهذا الجاهل تعال بنا نستعرض الفرق بين السنة وكيف تم حفظها من علماؤنا وما كان ذلك الا بحفظ الله لها اذا هى قاضية على القرآن ونستعرض كتابكم المقدس
اولا اتصال السند فسقوط راو يضعف الحديث عند علماء الحديث اما كتابكم المقدس فحدث ولا حرج سقوط مئات الرواة ولا حرج
ثانيا العدالة لا يقبل الحديث الا عن عدل ثقة اما الكتاب المقدس فكتابه مجهولى العين فضلا عن العدالة
الشذوذ فيرد الشاذ اما عندكم تتضارب الاقوال ولا يمكن الجمع بينها بحال من الاحوال فكلاهما صحيح كيف ؟ لا يهم
ونعيد لك سؤالك الان لما لم يحفظ يسوع اقواله
فاستس ( من علماء فرقة ماني كيز / القرن الرابع ) : ( ان هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريين , بل صنفه رجل مجهول الاسم , ونسب إلى الحواريين ورفاقهم خوفا من أن لا يأخذ به الناس ) . ( ص26)
اكستاين ( المجلد الاول من تفسير هنري واسكات ) : ( ان اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية في زمان الاكابر . . . لعناد الدين النصراني ) . ( ص27) .
سلسوس ( من علماء القرن الثاني ) : ( ان النصارى بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات او اربع مرات , بل ازيد منها تبديلا كأن مضامينها ايضا بدلت ) . ( ص26)
جاء في سفر ارمياء8 : " 8 كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟"
ودائما يما يرد النصارى على نصوص التحريف بأن هذا توعد من الله للناس والتوعد لا يعنى وقوع التحريف ونقول لهم ان النص الماضى يقول حولها قلم الكتبة فليس توعد بل امر حدث وانتهى فلما لم يحفظ يسوع كلمته يا عابد الصليب؟
و رغم وجود اكثر من 5000 نسخه للكتاب المقدس الا ان ليس هناك اي نسخه مطابقه تماما لنسخة اخرى
فهل هذا ما تعده حفظا ايها الجاهل ؟
لقد اعترف كاتب سفر ارميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله لذلك فهو ينسب لإرميا في ( 23 : 36 ) توبيخ النبي إرميا لليهود :
( أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كلام الإله الحي الرب القدير )
فلماذا لم يحفظ يسوع كلمته كما حفظ الله سنة نبيه ؟
المفضلات