جامع الصالح ....
الجامع الكبير : ُبني بوحي من الله .. منجم للآثار وللمخطوطات القرآنية
بقلم/ إبراهيم الحكيم
يتواصل منذ عام ويزيد، اكتشاف مخطوطات قرآنية أثرية بين متون جدران وثنايا أسقف وباطن أرضيات جامع اليمنيين الأول وثالث مسجد يُبنى في الإسلام بعد مسجدي «قباء»و«المسجد النبوي»؛وسط توقعات علمية بأن تلقي هذه المخطوطات المكتشفة وتلك المرجح اكتشافها، الضوء على تاريخ الخطوط العربية والزخارف الإسلامية، وتحسم اختلاف الباحثين في تفسير فرضية «نزول القرآن على سبعة أحرف قبل تدوينه في مصاحف».لم تكن الإثارة تنقص «الجامع الكبير» في صنعاء، فهو يحظى بمكانة دينية رفيعة في نفوس كل اليمنيين لدرجة تسميته «المسجد النبوي الصنعاني»، كونه بُني بوحي من الله لرسوله خاتم الأنبياء والمرسلين تجلى في تضمن توجيهه عليه الصلاة والسلام لموفده إلى صنعاء -ودون أن يكون قد زار اليمن-
تحديداً دقيقاً لموقع تشييد الجامع «في بستان باذان ما بين الصخرة المُلَمْلَة إلى غُمدان»، ولمعلم اتجاه قبلته «جبل يُقال له ضيْن» كما في الحديث الصحيح.يُعد الجامع سجلاً حياً لتاريخ اليمن على مر الزمن، ويضم في عمارته معالم وشواهد أثرية، تبدأ من عصر «حمير» آخر ممالك اليمن القديم (125 ق. م-525م)، مروراً بعصر بزوغ الإسلام والعهد النبوي والخلفاء الراشدين، ثم الخلافتين الأموية فالعباسية، فعصر الدويلات اليمنية المستقلة:الزيادية، فالنجاحية، فالحاتمية، فالزيدية، فاليعفرية، فالصليحية، فالأيوبية، فالرسولية، فالطاهرية، فالعثمانية، فالمتوكلية، وصولاً إلى عهد الجمهورية.وقد خضع جامع صنعاء في عهد كل دولة من هذه الدول لأعمال توسعة وترميم، غيرت هيكل عمارته الأولى التي كانت عند تأسيسه سنة 6 هجرية (627م) وفق مصادر التاريخ على شاكلة تخطيط المسجد النبوي في المدينة، مُربعاً بمساحة (12 متراً مربعاً)، وله باب واحد من الناحية الجنوبية، و12 عموداً فيما بينها ثلاثة أروقة، ضم الرواق الشمالي منها "المحراب الأصلي" الذي لم يبق منه حالياً سوى عقده (طاقيته) عقدة.
اللوآء الاخضر
المفضلات