طبعا يا أشعري لم أنسى موضوعنا ولي عود له وحظك معي أني مشغول هذه الأيام وأكتب لك على عجالة
ولا أدري ماذا تريد من هذا الموضوع هل تريد أن تقول أن من العلماء الذين أولوا الصفات لهم فضل ونحن نقول لهم فضل علينا في الحديث وفي الفقه ولا ننكره ونحن أهل إنصاف نعطي كل ذي حق حقه بل ونستغفر لهم إنحرافاتهم العقدية ..
لكن الحقيقة هناك فرق بين هؤلاء وبينكم فليس ابن حجر الحافظ كالكوثري الجاهل ولا كالجعفري المحترق
والحقيقة أيضا حتى أسلوبهم الأجبي والأخلاقي مختلف ! فأنت تقول شيخ الإسلام بتهكم وواضح إن الشيخ اللإسلام غصة في حلوقكم كما قال أخي الحبيب أنظر كيف تكلم عنه ابن حجر العسقلاني وتعلم وتأدب بأدبه :
وهو موجود في تقريظه على كتاب
(الرد الوافر على من وصف شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر )
للإمام :محمد بن أبي بكر بن ناصر الدين الدمشقي
قال رحمه الله :
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وقفت على هذا التأليف النافع والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لها جامع فتحققت سعة اطلاع الإمام الذي صنفه وتضلعه من العلوم النافعة بما عظمه بين العلماء وشرفه وشهرة إمامه الشيخ تقي الدين ابن تيمية أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا لما كان بالأمس ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره وتجنب الإنصاف فما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر غباره فالله تعالى هو المسئول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله ولو لم يكن من فضل هذا الرجل إلا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين لكفى وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا شهدها مؤون ألوف لكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير ما كان ببغداد بل أضعاف ذلك لما تاخر أحد منهم من شهود جنازته وأيضا فجميع من كان في بغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد وكان أمير بغداد وخليفة الوقت إذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم بخلاف ابن تيمية وكان أمير البلد حين مات غائبا وكان أكثر من في البلد من الفقهاء قد تعصبوا عليه حتى مات محبوسا بالقلعة ومع هذا فلم يتخلف منهم عن حضور جنازته والترحم والتأسف عليه إلا ثلاثة أنفس تأخروا خشية على أنفسهم من العامة ومع حضور هذا الجمع العظيم فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته لا بجمع سلطان ولا غيره وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنتم شهداء الله في الأرض وقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مرارا بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة ودمشق ولا يعلم عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصب عليه حينئذ من أهل الدولة حتى حبس بالقاهرة ثم الإسكندرية ومع ذلك فكلهم يعترف بسعة علمه وزهده ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك من قيامه في نصرة الإسلام والدعاء إلى الله تعالى في السر والعلانية فكيف لا ينكر على من أطلق عليه أنه كافر بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام الكفر وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك فإنه شيخ مشايخ الإسلام في عصره بلا ريب والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عنادا وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب فالذي اصاب فيه وهو الأكثر يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه بل هو معذور لأن علماء الشريعة شهدوا له بأن ادوات الاجتهاد اجتمعت فيه حتى كان أشد المتعصبين عليه العاملين في إيصال الشر إليه وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره ومن أعجب العجب ان هذا الرجل كان من أعظم الناس قياما على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر فياقرة أعينهم إذا سمعوا تكفيره وياسرورهم إذا رأوا من يكفره من أهل العلم فالواجب على من يلتبس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من السنة من يوثق به من اهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فليحذر منه قصد النصح ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء الأنجاب ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السارة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتمييز في المنطوق والمفهوم ائمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلا عن الحنابلة فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر أو على من سماه شيخ الإسلام لا يلتفت إليه ولا يعول في هذا المقام عليه بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ويزعن للصواب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل
قال وكتبه أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي عفا الله عنه وذلك في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول عام خمسة وثلاثين وثمان مئة حامدا ومصليا على محمد ومسلما . انتهى
فلا تعتقد أنك على طريق الحافظ ابن حجر ولا طريق النووي لا في علمهم ولا في فقههم ولا في أدبهم مع الأكابر ..
الأمر الثاني أيها الأشعري دعك من كانوا :
أين الأشاعرة الأن ؟؟؟ أين علماء الحديث أين الفقهاء أين علماء الأصول ؟؟؟؟ هباءً منثورا
علماء السلف الأن هم الذين يحيون هذه العلوم مرة أخرى هل عندكم مثل الشيخ الألباني وحده ؟!!
بل يا أشعري دعك منا كانوا وكنا :
من أنت يا أشعري ماذا قدمت لدين الله ما ذا قدمت لنفسك بدلا من تفاخرك مات فأين أنت يا حي ؟؟
كم حديثاً حققت كم كتابا في الفقه قرأت كم تفسيرا قرأت أين ردك لجميل هؤلاء العلماء على الأقل في أن تحصل علمهم ؟؟؟؟
كم حديثا تحفظ هل ختمت القرآن حفظا هل تقرأه على وجهه الصحيح ؟؟؟؟
أرفع لنا إجازاتك في الحديث أو القرآن ؟؟؟؟
مكتبتك بكم ألف ليرة تقدرها ؟؟؟
أنت حتى لا تعرف ما معنى الجلالين وحشرته وسط العلماء وكأنه عالم منهم ؟؟؟!!
هل أعفيت لحيتك ؟؟ هل تقصر ثيابك ؟؟؟
هل تتبع سنة رسولك صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
أجب على هذه الأسئلة بصدق ومن أظلم من الكاذبين
قبل أن تقول لنا كانوا وكانوا قلنا أولا من أنت يا دمشقي بماذا نفعت الأمة بل بماذا نفعت نفسك .
أم أن الجهل أضلكم وأعمى أبصاركم فإن لم تجب على أسئلتي هذه في هذا الموضوع لإاخشى عليك أن تكون ممن قال قال فيهم علي رضي الله عنهم :
وهمج رعاع أتباع كل ناعق، مع كل ريح يميلون، لم يستنيروا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق .
المفضلات