بسم الله الرحمن الرحيم
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) } العنكبوت
تحتوى هذه الآية على إعجازين :-
1 - إعجاز علمى بأن أنثى العنكبوت هى فقط التى تنسج خيطاً للبيت :-
ف{ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا }
و قد قلنا أن لفظ العنكبوت هنا مؤنث و ليس مذكر لأن الفعل الذى جاء معها جاء بصيغة التأنيث و ليس التذكير ، و قد أثبت العلم فعلاً أن نسيج الأنثى يكون للبيت ، بينما نسيج الذكر يكون كشبكة مصاحبة لوضع البيض بداخلها ليس إلا .
الآن نسأل السؤال الذى يستنكره النصرانى : من أخبر محمداً ( صلى الله عليه و سلم ) بهذا ؟
إن كان القرآن من عند محمد ( صلى الله عليه و سلم ) لكان إتبع السائد المعروف من أن الذكور هم الذين على عاتقهم بناء البيوت و إعدادها ، خاصة فى بيئة كالتى نشأ فيها النبىو هى بيئة عربية للذكر فيها اليد الطولى فى كل شىء ، فكيف يخالفهم إلى أن الأنثى فى العناكب هى التى تبنى بيتها ثم يأتى العلم بعد ذلك بقرون ليثبت فعلاً أن الأنثى هى التى تغزل للبيت .
2 - إعجاز علمى بوهن بيت العنكبوت كأفراد يقتل بعضهم البعض :-
و هنا سينبرى أحدهم ليقل لنا لا إن الوهن المقصود فى الآية هو وهن بيت العنكبوت و ضعف خيوطه بحيث يسهل تدميره .
و قبل الرد عليه من خلال العلم و من خلال الإثباتات التى آتى بها النصرانى نفسه ليؤكد لنا أن خيوط العنكبوت قوية جداً و أشد من الفولاذ .
نقول بأن مقصد القرآن لم يكن أبداً على ضعف خيوط العنكبوت ، لماذا ؟
لأن الله قيد معنى الآية بقوله : { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
فالآية نفت عنهم العلم بأن أوهن البيوت على الإطلاق هو بيت العنكبوت ، و مثل هذا الأسلوب إستخدمه القرآن كثيراً .
فمثلاً نقرأ فى سورة البقرة
" وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) "
قال القرطبى فى تفسيره : " لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ" أي فدخلوا في محل من يقال له : لست بعالم .
إذاً فالآية فى سورة العنكبوت نفت عنهم العلم بأن أوهن البيوت على الإطلاق هو بيت العنكبوت .
فهل كان العرب فعلاً يعتقدون بأن هناك ما هو أوهن من بيت العنكبوت ؟
الإجابة بكل تأكيد نعم و من خلال التفاسير التى أحضرها النصرانى نفسه نجد أن كل التفاسير على أن وهن بيت العنكبوت أنه لا يقى حر أو برد أو يدفع ضرر و لم نجد أبداً من يقول بأن المقصود هو ضعف الخيط و هذا دليل قوى على أن العرب كانوا يعلمون أن خيط العنكبوت قوى ، لكن الله قال لهم أنه أوهن بيت و أنهم لا يعلمون سبب هذا الوهن .
إذاً هناك معنى آخر و هو ما وضحه العلم حديثاً من وهن البيت كأفراد و مشقة من يعيش فى كنف هذا البيت من أفراد كمشقة من يعيش بعيداً عن الله متخذ من دونه ولى سواء كان هذا الولى صنم
أو إنسان فليس بالضرورة أن يكون الولى هم الأصنام ،
و الدليل هو قوله تعالى " الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) " النساء ، فهل الكافرون أصنام ؟
تم ، و يتبع بالرد على إدعاءات النصرانى حول إعجاز علمى جديد .




{ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا }
و هى بيئة عربية للذكر فيها اليد الطولى فى كل شىء ، فكيف يخالفهم إلى أن الأنثى فى العناكب هى التى تبنى بيتها ثم يأتى العلم بعد ذلك بقرون ليثبت فعلاً أن الأنثى هى التى تغزل للبيت .
" وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) "
رد مع اقتباس
المفضلات