سعت تاتشر لشق طريقها قدما نحو قيادة حزب المحافظين في عام 1979م كرئيسة للوزراء، بعدما فازت في الانتخابات العامة على حزب العمال فوزا ساحقا.
وقد اشتهرت أول حكومة لتاتشر والتي استمرت أربع سنوات من (1979 - 1983م) بسياستها النقدية اللاذعة، كما شهدت تلك الفترة ارتفاعا كبيرا في معدل البطالة، وفيها ألغيت الرقابة على الأسعار، وقد تجلى دورها في العمل على علاج الاقتصاد البريطاني الذي أصابه الركود وتخرجه من دهاليز الكساد .
ولأنها تفوقت على كثير من معاصريها بقوة الرأي والقدرة على اتخاذ القرارات والصبر على تنفيذها وتحمل تبعاتها فقد أطلقوا عليها لقب "المرأة الحديدية".
و"مرجريت تاتشر" مشهورة بكونها صاحبة أول انتصار عسكري بريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمكنت القوات البريطانية من هزيمة القوات الأرجنتينية في حرب "فوكلاند" عام 1982، والتي انتهت باستعادة تلك الجزر التي احتلتها الأرجنتين، وبذلك عادت الهيبة والتقدير للعسكرية البريطانية، باستعادة بريطانيا الجزيرة ورفرفة علم التاج البريطاني عليها من جديد
بعد ذلك حدثت نكسة غير متوقعة في حياتها السياسية ففي عام 1990 لم تستطع مارجريت تاتشر التحكم في زيادة أعداد المعارضين لها، علاوة على إخفاقها في اكتساب ثقة المحافظين، وقد ارتبط خروجها من ساحة المسرح السياسي بحرب الخليج الثانية في عام 1991، فبالرغم من النصر الذي حققته فيها قوات التحالف؛ فإن تداعيات بريطانية كثيرة داخلية وخارجية بحتة هي التي قد دفعتها للخروج من المسرح السياسي، مع استمرار المحافظين في الحكم، ولكن بدون قيادتها الفولاذية
لليمين البريطاني.
وفي عام 1992م انقلب عليها حزبها متهماً إياها بالديكتاتورية والتصلب. وخوفاً من حدوث انقسامات داخل الحزب آثرت الانسحاب، وفي ذات الوقت حصلت على لقب البارونة، علاوة على عضوية مجلس اللوردات، فيما صار جون ميجور خليفة لها في مجلس العموم، وقد استمرت تاتشر في الحكومة 11 سنة حتى استقالتها، وهي أطول فترة لرئيسة وزراء في بلدها.
منقول بتصرف يسير من موقع لها اون لاين
المفضلات