بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خير خلق الله أجمعين عليه وعلى اله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...

يقول تعالى في محكم التنزيل :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) سورة آل عمران.

وقال صلى الله عليه وسلم " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: والحديث صحيح على شرط مسلم.

فأصل الشرع الإتباع لا الإبتبداع وإذا رجعنا إلى حديث رسول الله صلى عليه وسلم لوجدناه يقوله وقوله حق بأن هذه الأمة ستفترق وكل هذه الفرق التي ستنشق عنها في النار ولم يقف الصحابة فسألوه صلوات ربي وسلامه عليه وهو الذي لا ينطق عن الهوى عن تلك الفرقة الناجية فوضع شرطا هو الفيصل بين الصحيح والسقيم هى الفيصل بين القوى والضعيف وهى الفيصل بين المتبع والمبتدع لذا سنعرض بحول الله وقوته بتعريف المنهج الصحيح إستنادا إلى كلام الله تعالى أولا موصولا بسنة نبيه الكريم .

قال الأمام بن كثير في تفسيره لأية ثورة ال عمران التي سقتها في مقدمة كلامي ما نصه :
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولهذا قال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) أي : يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ، وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول ، كما قال بعض الحكماء العلماء : ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
ثم قال : ( ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) أي : بإتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته - انتهى -

فأصل الحب الإتباع لا الابتداع ، فكل يقول أنا متبع والفيصل بين كل من يقول هو كتاب الله وسنة رسوله الكريم بفهم أصحابه الغر الميامين لأنهم هم الرعيل الأول الذي عاش الحدث وشهد عليه ونقله فإن طُعن فيهم طَعن حتما في نقلهم لأن الدين جملة واحدة نقل إلينا عن طريقهم فهم أهل العدل وهم أهل العلم وهم من رضى الله عنهم ورضوا عنه ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) فهل بعد قول الله قول وهل بعد شهادة الله تقبل شهادة وهل بعد أن زكاهم الله في محكم التنزيل يلتفت الى الطعن فيهم ، فوالله لأن قبول الطعن فيهم لهو كفر صريح للخروج على أمر الله تعالى والطعن في حكمه ولا يختلف إثنان أنه من يرد قول الله كافر خارج من الملة .

ضيفتنا الفاضلة لابد من هذه البداية كي تفهمى أين كنت والى أين تذهبين ، فنحن ولله الحمد نؤمن بعدل الله وقدرته وقوته وننزهه سبحانه عن النقص ، فأن يختار الله تعالى لرسوله أصحابه يناصروه وينصروه ويؤووه حتما قد أختار خير الخلق وصفيتهم وما اقوله هذا هو ما يوفق العقل وعليه صريح النقل ، فلابد من هذه الكلمة لأنها تعتبر دائرة الشقاق ما بين السنة والشيعة الذين كنت منهم ووجب علينا أن نبين لك ما كنت عليه حتى تفتحى قلبك لما سوف ترينه منا وما نحن عليه وكي تشعرى بالفرق الشاسع بيننا وبينهم ، فالإعتقاد بعدالة الصحابة هو من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة لأنه يوافق قول الله تعالى عنهم في القرأن الكريم وما نص عليه الصحيح من أحاديث رسوله الكريم .


قال ابن القيم رحمه الله : " فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلا وميراثا ؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة ، وتعظيم المرسل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ، والتقرب إليه ، ومن لا يصلح لذلك ، وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم ، وحمل ما بلغوه عن ربهم " طريق الهجرتين ، ص 171.

فهل بعد ذلك يقبل فيهم طعن وقد قال الله فيهم( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29

فهذا لا يقبله عقل ولا يتوافق مع نقل فضلا عن كونه شك في عدالة رب الأرض والسماء ، رأيت أن أبدأ بهذه النقطة وكما قلت لأنها أكبر نقطة أختلاف بين السنة والشيعة الذين كنت منهم يوما .


يسعدنى تعقيبك كى اتواصل معك بما تيسر لى بإذن الله .