بسم الله الرحمن الرحيم

الفاضلة أيام : لقد قرأت مداخلتك بعناية فوجدت كم هائل من الشبهات تتخبط في رأسك وكلها تحتاج رد ولكن بعد ترتيب تلك الأفكار
ولا أنكر انني أعجبني منكِ التلقائية في الحوار وطرح كل ما يدور في نفسك بهذا الشكل

لقد قلتِ أنكِ سوف تفسرين لي أي آية قرآنية ولهذا أحببت أن تكون هذه هي أول آية أضعها ولكن واجهتك كلمة طائر في الآية فظنتتِ أنه الطائر ذا الجناحين الذي نراه يحلق في الجو وهذا خطأ لم يقل به أي دارس للغة العربية ولكن لا ألومك على تفسيرك هذا .

خذي مني هذه المعلومات هدانا وهداكِ الله ..
لقد نزل القرآن باللغة العربية ولا نقول اللغة العربية فحسب بل نقول بأكثرها فصاحة وبلاغة وبيان ومعاني وكان يفهمه العرب دون مشقة ، ولا يخفى عليكِ أن اللغة العربية فيها من الأساليب البلاغية ما يصعب احصائه ، فتعالي أفسر لكِ الآية كما فهمها أهل اللغة العربية والذي نزل القرآن فيهم

(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء 13-15

يقول تعالى ان كل إنسان ألزمه بما طار عنه من عمل، أي بما عمل إن كان خير أو شر ،ويخرج له كتابه يوم القيامة مكتوب فيه كل شيء فمن يعمل مثال ذرة خير يجازى بها ، ومن يعمل مثقال ذرة شر يُعاقب بها، يقرأ الكتاب ولا يغادر الكتاب أي شيء عمله الإنسان . يقرأ كل منا كتابه يوم القيامة ،ويعرف ما عمل من خير وما عمل من شر فيكون على نفسه حسيباً ،يعرف ما يستحق قبل أن يجازيه الله به .. فيعلم كل منا انه لم يُظلم أبداً فيما كُتب في كتابه ويرى كل عمله مكتوب فيه لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .

فمن اتبع الحق فإنما جلب لنفسه السعادة ،ومن أبى ورفض فإنما جلب لنفسه الشقاء والعذاب ،ولا يحمل أحد ذنب أحد ولا يجني جانٍ إلا عن نفسه ، وقد أخبرنا الله انه لا يمكن أن يُعذب أحد قبل أن تصله الدعوة ،وهذا قمة العدل فتسقط الحجة على من لم يتبع الحق يوم القيامة فلا يمكنكهم أن يقولوا لله أننا لم نكن نعلم وأن الرسالة لم تصلنا " رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "

فالعدل الإلهي يقتضي أن يبعث الرسل والأنبياء لينشروا الدين فلا يكون للناس حجة بعد الرسل

"وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى"

وفي مثل هذا قال الله تعالى

" كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْج سَأَلَهُمْ خَزَنَتهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِير قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِير فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّه مِنْ شَيْء إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَال كَبِير "
"وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّم زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُل مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَات رَبّكُمْ وَيُنْذَرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَة الْعَذَاب عَلَى الْكَافِرِينَ "

فهل تجدين في هذا عدل أم ظلم يا أيام ؟؟