بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضلة أيام ولازلت أنعتك بالفاضلة
يجب أن تعلمي ان السخرية من الله ومن رسوله هو كفر صريح في ديننا فلا نرضى ان تسخري من الله تعالى ولا من رسوله صلى الله عليه وسلم مهما كانت غايتنا ، ولقد اسقبلناكِ وبدأنا الحوار على أن يكون الحوار عقلاني خالي من تلك اللهجة التي ترفضها عقيدتنا قبل أن ترفضها قلوبنا فالزمي احترام مقدساتنا حتى من باب الأدب هداكِ الله
وما دمتِ تدعينني ان أتخلى عن تفسيرات السلف لاعتقداك ان هذا تأويل وليس تفسير وتدعينني إلى إعمال العقل فأنا أيضاً أدعوكِ لذلك وسوف نضع بعض المعطيات
* ألم تسمعي بالمثل القائل " أهل مكة أعلم بشعابها " ؟!
يجب علينا قبل أن ننقض نص من نصوص اللغة ان نكون على دراية بتلك اللغة ليس بمعاني الكلمات فحسب فاللغة علوم منها علم المعاني وعلم البيان وعلم الصوتيات وعلم البلاغة وعلم النحو وعلم البديع فهل درستِ تلك العلوم وتشربتي بمادتها ؟!
فإذا قلنا " فلان كثير الرماد " هل هذا يعني أن فلان هذا يمشي ويقع منه الرماد ؟ ام انها تعني ان فلان كريم وضيوفه كثر ؟
أن هذه العلوم يا أيام كان العرب يتقنونها دونما دراسة فهي لغتهم بل أن هذه العلوم ظهرت لتعلمنا تلك اللغة الغنية بالمعاني والأساليب البلاغية ولا يختلف اثنان ان أبلغ ما وصل إلينا باللغة العربية هو القرآن وهذه بشهادة أهل اللغة أنفسهم وليس الدارسين بها فهذا مثلاً الوليد بن المغيرة وهو على الكفر فصيح مكة وخطيبها يقول في القرآن كلام حق
* ألا تتصورين أن رجل تعترفين له بالذكاء يمكن أن يضع كلمة تُكذبه ؟ فلو كان المعنى من وراء الكلمة أنها تعني الطائر ذا الجناحين يطير حول عنق كل إنسان لكان التأكد من ذلك أيسر من أن يُكلف الإنسان نفسه عناء التفكير ، فيمكن أن ينظر حوله ولا يجد طائر فيُكذب هذا الكلام ، فكيف لم يُكذبه أحد من قومه إذا فهم الكلام كما فهمتيه أنتِ ؟
هذا لأنهم كما قلنا يفهمون أساليب اللغة وما تعنيها الكلمات على حسب موضعها .
* هل معنى كلمة طائر في اللغة العربية تعني ضرورة ذلك المخلوق الذي يطير بجناحيه ؟ هذا خطأ لا يقع فيه ملماً باللغة العربية فانظري يا أيام معنى كلمة طائر في لسان العرب
" وقال أَبو عبيد: الطائرُ عند العرب الحَظُّ، وهو الذي تسميه العرب البَخْتَ. وقال الفراء: الطائرُ معناه عندهم العمَلُ، وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذي قُلِّدَه، وقيل رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر. وفي حديث أُمّ العَلاء الأَنصارية: اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل نَصِيبنا منهم عثمانُ؛ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ: إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح؛ معناه أَن الرجُلين كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه. وطائرُ الإِنسانِ: ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له."
http://www.alwaraq.net/Core/AlwaraqSrv/LisanSrchOneUtf8
وهذا قول أنشده الفارسي
هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنا في نُحـورِهـمْ**** وبِيضاً تقِيضُ البَيْضَ من حيثُ طائرُ
ويعني بالطائر الدماغ
* كيف يستقيم المعنى بكامة طائر التي تعنينها مع سياق الآية ؟ فالآية تقول أن كل انسان ألزمناه عمله في كتاب يقرأه ويكون على نفسيه حسيباً ولا يحاسب انسان على ذنب غيره فكل انسان بعمله فقط فمن عمل صالحاً فلنفسه ومن عمل سوء فعلى نفسه
لقد تركتِ يا أيام لُب الآية وتمسكِ بالقشور وادعيتِ أن القرآن به أخطاء نحوية ولكن عاقلة مثلك بالتأكيد سوف تتراجع عن هذا القول عندما تعلم ان علم النحو لم يأتي إلا بعد القرآن وبعد وفاة الرسول صلة الله عليه وسلم بعقود وأن هذا العلم يقتبس قواعده من القرآن بالدرجة الأولى .
ونرجع إلى لُب الآية
هل وجدتِ في الآية عدل الله يا أيام ؟
المفضلات