السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التوجيه السليم للآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات،

التوجيه السليم للآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات، أن يربوا أبناءهم وبناتهم وتلاميذهم وتلميذاتهم، تربية سليمة تقوم على العد ل والتفهم لحالاتهم والتفاعل معهم في حياتهم وعدم البعد عنهم، فمن الملاحظ أن كثيرا من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات يعيشون بعيدين عن حياة أبنائهم وبناتهم وتلاميذهم وتلميذاتهم، كما أن تأديبهم لأولادهم وبناتهم وتلاميذهم وتلميذاتهم تقوم على النقد والقسوة، من هنا نلاحظ أن الولد يخاف من ابيه عندما يكون حاضرا ويفعل ما يشاء في غيبته، ولوكانت العلاقة قائمة بين الأب وابنه على المودة والمحبة والأخذ والعطاء والاحترام، لتحقق لهذا الأب ما يريد تحقيقه في ابنه من التزام وطاعة، اذن العلاقة بين الأب وابنه يجب أن تقوم على الاحترام والعطف والحنان لا على الخوف والرهبة، كما أن العلاقة بين المعلم وطلابه والمعلمة وطالباتها يجب أن تكون كذلك، يقول معروف زريق في كتابه مشاكلنا النفسية ص 29ما نصه (ولا تقتصر القسوة على الضرب، ولكنها تتخذ أشكالا شتى، كالنقد والسخرية وألفاظ التهكم وتسفيه الرأي، والطفل بطبيعته يمتص هذه القسوة ويعكسها على نفسه، فينشأ قاسيا شديد النقد لذاته يخشى لوم الناس ونقدهم) انتهى كلامه، ويقول العلامة ابن خلدون: (إن القسوة على التلاميذ تزرع فيهم الخوف، وبسببه يتعلمون ويتعودون الكذب والتظاهر بغير ما في الضمير خوفا من العقاب، كما يتعلمون المكر والخديعة والتحايل.. وبسبب القهر الذي يصيبهم من قسوة المعلمين عليهم تفسد المعاني الإنسانية في نفوسهم مثل الكرامة والمروءة والنجدة ويحقدون على المجتمع)، كما يقرر ابن خلدون أن قسوة الآباء والمعلمين على الناشئة تمسخ شخصياتهم الاجتماعية ويصابون بالخوف (الرهاب الإجتماعي) كما يقرر أيضا أن القسوة على التلاميذ تغتال إبداعهم وتجعلهم يتظاهرون بالنفاق الاجتماعي (هذا الكلام مقتبس من مقال للاستاذ عبد الله الجعيثن جريدة الرياض العدد 14019السبت 20شوال 1427ه وعنوان المقال "أفكار اجتماعية

عندما تسأل أحد الآباء القساة لماذا تقسو على ابنك؟

ماذا يكون جوابه ياترى؟


البعض يرى أن القسوة والضرب والزجر والربط والحبس أمور تنتج الرجال وتقضي على الميوعة والدلال، لأن اسرة هذا الأب تؤمن بهذا المبدأ الخاطىء، ومع الأسف الشديد أنك لاتستطيع أن تتحاور مع امثال هؤلاء لأنه لايعطيك الجواب الشافي والمقنع لتصرفه غير انه يقول لقد قسا علينا آباؤنا ولم يضرنا ذلك،

وكيف عرف أن هذه القسوة لم تضره؟
الناس هم الذين يحكمون على سلوكك ويعرفون من أنت:

وما الأسلوب التربوي الذي طبق عليك عندما كنت صغيرا؟


الأزواج الذين تعودوا على الضرب عندما كانوا صغارا، يضربون زوجاتهم وأطفالهم، وتحدث مشكالات حول ذلك ربما تؤدي على الطلاق، هذا إذا لم يكن الضرب احدث في الزوجة والأطفال عاهة مستديمة، يعيش الأب طول عمره يؤنبه ضميره على مافعل.


إن نتائج ضرب الزوج لزوجته، هذا إذا صبرت على ذلك، ولم تغادر المنزل أنها تتسلط على أطفالها وتضربهم كنوع من التنفيس والقهر، والأطفال يتسلطون على ألعابهم ويكسرونها لأنهم لايستطيعون مواجهة والدتهم التي هي بدورها لاتسطيع مواجهة والدهم خوفا من الطلاق، كما أن الأطفال يتعلمون من هذا الأسلوب ان الضرب هو الطريقة المثلى لحل مشاكلهم مع غيرهم من الأطفال مثال ذلك إذا رفض طفل أن يعطي الطفل الذي تعود على الضرب لعبته يقوم الأخير بضربه وأخذها منه بالقوة، مما يحرج الوالدين ويحدث لهم مشاكل مع جيرانهم واقاربهم لأن الطفل لم يتعلم مهارة اخرى غير الضرب يستخدمها للحصول على م####د، فالضرب عند هؤلاء هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم

من اسباب قسوة الأب أن الأب في صغره كان مدللا، وعندما أنجب اطفالا يعتقد أن أسلوب تربيته خطأ، فلكي لايتكرر هذا الخطأ ثانية في اطفاله يقوم بالقسوة عليهم، ليبعدهم في نظره عن الميوعة والدلال والتخلق بأخلاق النساء، أن الأب يرى طفلا من أقاربه مدللا من قبل والديه مما أفسد الدلال طبعه ول####د ان تتكرر الصورة في طفله فيقدم على القسوة عليه. يذكر علماء النفس ان هناك مرضا سلوكيا يطلق عليه (السادية) وهو التلذذ بضرب الآخرين وتعذيبهم، فالأب يتلذذ بالقسوة والضرب لأبنائه لما يجده من متعة في ذلك، وبعض المعلمين يمارس الضرب مع الطلاب تلذذا واستمتاعا، أو انتقاما من طالب رمى كلمة نابية على المعلم.

هناك سبب من الأسباب التي تدفع بعض الآباء والمعلمين إلى القسوة على الأبناء والطلاب وهي الاعتقاد الخاطىء بأن الطفل شر أو مجموعة من الشرور ينبغي الخلاص منها ومكافحتها بالقسوة والحبس والربط، ولا شك ان هذه شخصيات مريضة ينبغي علاجها.

الحرمان من عاطفة الأبوة الحنونة الرحيمة وقد يكون سبب ذلك أن الطفل تزامنت ولادته مع حدوث حادث سيارة مثلا لأقارب الأب مما حدا بالأب إلى الحقد على هذا المولود الجديد الذي يعتقد أن ولادته مصدر شؤم على العائلة فحمل في نفسه العداء له والكره مما جعله يقسو عليه، مع أن الطفل لادخل له بذلك فهي إرادة الله، وعندما يشب هذا الطفل ويكبر يكره أباه لمعاملته السيئة له ويتحول الكره على من يماثل الأب في السلطة وهو المعلم فيكره معلمه مما يدعو هذا الأخير إلى القسوة عليه وهذا ما يعرف في علم النفس (بالتحول) تحول الكره من الوالد إلى المعلم الذي يحدث المشاجرات والمنازعات بين بعض المعلمين وطلابهم مما يكون سببا في ترك التلميذ للمدرسة.

ومن الأسباب التي تدفع الأب إلى القسوة على أبنائه أن تكون الأم لينة عطوفة وهذه طبيعة الأم وبالتالي يكون الأب من جانب آخر قاسيا ليحدث شيئا من التوازن في المعاملة، خوفا منه أن ينفرط الحبل ويضيع الولد، أو يكون العكس بأن تكون الأم قاسية في طباعها وحسب ما تربت عليه في أسرتها من معاملة سيئة، فتظهر سخطها واحتجاجها على هذه المعاملة بقسوتها على أطفالها، وقد تكون القسوة من الوالدين مظهرا من مظاهر مرض الاكتئاب النفسي عند أحدهما، كما أن من اشد انواع القسوة الاستهزاء والاحتقار للطفل والمراهق أو للطالب أو الطالبة من قبل المعلم او المعلمة، واحيانا يأتي المعلم أو المعلمة في حالة نفسية سيئة كأن يكون في خلاف مع زوجته أو هي في خلاف مع زوجها فيصبا جام غضبهما على الطلاب أوالطالبات.

نتائج القسوة على الأبناء والبنات والطلاب والطالبات

1الطفل الذي يعامل بقسوة يؤثر ذلك في شخصيته فيخلق منه شخصا سلبيا لا رأي له ولا كلمة ذليلا خجولا.

2يتعلم الطفل من قسوة والده عليه القسوة على اولاده مستقبلا وكذلك على زوجته، ويعتقد أن المشلات لا تحل إلا بالضرب والعنف.

3يمقت الطفل المعامل بقسوة بقية الأطفال الذين يتعاملون معه ببراءة وتسامح فيعتقد أن اسلوبهم سيء في معاملته لأنه لم يتعود على هذا الأسلوب، فيعاملهم بعنف مما ينفرهم منه ويبتعدون عنه، فيحاول التقرب منهم ولكن بالقوة.

4تقتل القسوة على الأطفال روح المنافسة والمشاركة الوجدانية والتفاعل بينهم مع بعض، فتحدث المشكلات السلوكية في المدرسة وفي الشارع وفي البيت لأن الأطفال الذين يعاملون بعنف لايستطيعون التكيف مع غيرهم فيحدثون الفوضى، وأكثر المضاربات التي تحدث بينهم سببها أنهم لايحلون مشاكلهم بالود والتفاهم، ولا يعرفون إلا العنف لأنهم تعلموا ذلك من أسرهم القاسية، والمدرسة تعاقبهم بالضرب او التوقيف أو القسوة ومن هنا تزداد المسألة سوءاً.

5التعامل بالعنف مع الأطفال يمنعهم من التفكير البناء والمبادأة فلا يستطيع الطفل الذي يعامل بعنف من التقدم في دراسته لعدم قدرته على التكيف مع الوسط المدرسي لذا فإن اكثر المتسربين من الدراسة هم من هذه الفئة المظلومة.

6الأطفال الذين يعاملون بعنف وقسوة يشكلون خارج المدرسة شللا تمارس صنوف انواع الانحرافات السلوكية كالتدخين واللواط والتنابز بالألقاب وإيذاء المارة وتكسير زجاج السيارات والسرقات وإشعال الحرائق ويصابون بالخوف الاجتماعي (الرهاب) والحقد على المجتمع.

7يقول احد الأطفال: والدي لم يحملني قط ولم يقبلني هذا فضلا عن الضم والحضن، وأبناء هذه صفاتهم كيف يعاملون زوجاتهم فيما بعد، الزوجة تطلب من زوجها الحنان والرأفة والحب الرومانسي (ففاقد الشيء لايعطيه)سوف تكون حياته مع زوجته وأولاده جافة فتكثر المشاكل بينهم لاسيما إذا كانت الزوجة من النوع الرومانسي فهي تطلب من زوجها أن يعاملها مثلما هي تعامله وإذا لم يتحقق ذلك نشا بينهما الشقاق والخلاف الذي قد ينتهي بالطلاق..


التوجيه التربوي

القسوة الزائدة في التعامل مع الأطفا ل مرفوضة رفضا قاطعا لنتائجها السلبية على الطفل، لذا يجب على الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات التعامل مع اطفالهم بحنان وعطف ورقة وحب، يجب أن يبني الآباء والمعلمون والأمهات والمعلمات تعاملهم مع أبنائهم وطلابهم وطالباتهم على اساس من التفاهم والاحترام لمشاعرهم ومشاركتهم في الرأي، وعدم إحراجهم بنقدهم أمام زملائهم وعدم قسرهم على اشياء لايرغبونها وعدم تفتيش ممتلكاتهم الخاصة، وعدم الدخول عليهم في غرفهم الخاصة إلا بعد الاستئذان منهم وحضن الصغير وتقبيله واحترام مشاعر الكبير وتقديره والثناء عليه عندما يبرز انتاجه، كما ان على الأب أن يكون وسطا في تعامله مع ابنائه لافراط ولاتفريط لا إفراط في القسوة ولا تفريط في التساهل وبناء الثقة المتبادلة بين الأبناء لايكون بالتخويف والترهيب بل بالاحترام والحب نستطيع أن نقوي ثقة أبنائنا بأنفسهم ونجعلهم رجالا صالحين يخدمون انفسهم ودينهم ووطنهم الغالي. والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل

اتمنى الفائد للجميع

hgj,[di hgsgdl ggNfhx ,hgHlihj ,hglugldk ,hgluglhjK