321 - " من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 491 ) :

موضوع .

رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1602 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 200 / 617 ) و كذا ابن عساكر ( 16 / 182 / 2 ) من طريق أبي يعلى
و ابن بشران في " الأمالي " ( 88 / 1 ) و أبو طاهر القرشي في " حديث ابن مروان
الأنصاري و غيره " ( 2 / 1 ) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن مروان بن سليمان
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع ، يحيى بن العلاء و مروان بن سالم يضعان الحديث .
و عزاه ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 9 ) للبيهقي ، ثم قال : و قال :
إسناده ضعيف .
قلت : و فيه تساهل لا يخفى ، و نحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 59 ) :
رواه أبو يعلى و فيه مروان بن سليمان الغفاري و هو متروك .
فتعقبه المناوي في " شرح الجامع الصغير " بقوله : و أقول : تعصيب الجناية برأسه
وحده يؤذن بأنه ليس فيه من يحمل عليه سواه ، و الأمر بخلافه ففيه يحيى بن
العلاء البجلي الرازي ، قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : قال أحمد كذاب
وضاع ، و قال في " الميزان " : قال أحمد : كذاب يضع ، ثم أورد له أخبارا هذا
منها .
قلت : و قد خفي وضع هذا الحديث على جماعة ممن صنفوا في الأذكار و الأوراد ،
كالإمام النووي رحمه الله ، فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني دون أن يشير
و لو إلى ضعفه فقط ، و سكت عليه شارحه ابن علان ( 6 / 95 ) فلم يتكلم على سنده
بشيء ! ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي فأورده في " الكلم الطيب " ثم تبعه
تلميذه ابن القيم ، فذكره في " الوابل الصيب " ، إلا أنهما قد أشارا إلى تضعيفه
بتصديرهما إياه بقولهما و يذكر ، و هذا و إن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوت عن
تضعيفه ، فلا يرفع مسؤولية إيراده أصلا ، فإن فيه إشعارا أنه ضعيف فقط و ليس
بموضوع ، و إلا لما أورداه إطلاقا ، و هذا ما يفهمه كل من وقف عليه في كتابيهما
و لا يخفى ما فيه ، فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا و هما الإمامان
الجليلان فيقول : لا بأس فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! أو يعتبره
شاهدا لحديث آخر ضعيف يقويه به ، ذاهلا عن أنه يشترط في هذا أو ذاك أن لا يشتد
ضعفه ، و قد رأيت من وقع في شيء مما ذكرت ، فقد روى الترمذي بسند ضعيف عن
أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين
ولدته فاطمة بالصلاة ، و قال الترمذي : حديث صحيح ، و العمل عليه .
فقال شارحه المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدلا عليه بكلمات الأئمة في
راويه عاصم بن عبيد الله : فإن قلت : كيف العمل عليه و هو ضعيف ؟ قلت : نعم هو
ضعيف ، لكنه يعتضد بحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى
الموصلي و ابن السني ! فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع ، و ما ذلك إلا لعدم علمه
بوضعه و اغتراره بإيراده من ذكرنا من العلماء ، و كدت أن أقع أنا أيضا في مثله
، فانتظر .
نعم يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم
أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد و أقام في أذنه اليسرى .
أخرجه البيهقي في " الشعب " مع حديث الحسن بن علي و قال : و في إسنادهما ضعف ،
ذكره ابن القيم في " التحفة " ( ص 16 ) .
قلت : فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن بحيث أنه يصلح شاهدا لحديث رافع
والله أعلم .
فإذا كان كذلك ، فهو شاهد للتأذين فإنه الذي ورد في حديث أبي رافع ، و أما
الإقامة فهي غريبة ، والله اعلم .
و أقول الآن و قد طبع " الشعب " : إنه لا يصلح شاهدا لأن فيه كذابا و متروكا ،
فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه حتى كدت أن أجزم بصلاحيته
للاستشهاد ! فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك و تخريجه فيما يأتي ( 6121 ) .
(1/398)
________________________________________

322 - " سألت ربي عز وجل أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطانيها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :

موضوع .

أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 56 / 1 ) أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان ، حدثنا محمد بن يونس ، حدثنا أبو على الحنفي ، حدثنا
إسرائيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي رجاء عن عمران بن حصين مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، أبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره ، و محمد بن يونس هو الكديمي و هو وضاع مشهور .
و قد أساء السيوطي فأورده في " الجامع الصغير " و لم يتكلم عليه شارحه المناوي
بشيء إلا أنه قال : و أخرجه ابن سعد و الملا في " سيرته " و هو عند الديلمي
و ولده بلا سند .
و أما في " التيسير " فقال : إسناده ضعيف .
(1/399)
________________________________________

323 - " ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :

موضوع .

أخرجه الحاكم ( 4 / 253 ) من طريق هشام بن زياد عن أبي الزناد عن القاسم بن
محمد عن عائشة مرفوعا ، و قال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي في " تلخيصه "
بقوله : قلت : بل هشام متروك ، و قال ابن حبان ( 3 / 88 ) : يروي الموضوعات عن
الثقات و المقلوبات عن الأثبات ، حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها
لا يجوز الاحتجاج به .
و له طريق أخرى بلفظ : " ما أذنب عبد ... " .
قلت : و هو موضوع أيضا ، و سيأتي برقم ( 777 ) ، و الأول من موضوعات
" الجامع " .
(1/400)
________________________________________

324 - " من أذنب ذنبا فعلم أن له ربا إن شاء أن يغفره له غفره له و إن شاء عذبه كان حقا على الله أن يغفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 495 ) :

موضوع .

أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 18 / 2 ) و الطبراني في " حديثه عن النسائي "
( 313 / 1 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 150 ) و الحاكم في " المستدرك "
( 4 / 242 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 286 ) و مشرق بن عبد الله الفقيه
في " حديثه " ( 60 / 2 ) من طريق جابر بن مرزوق المكي عن عبد الله بن
عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبي طوالة عن أنس مرفوعا ،
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله ، و من
جابر حتى يكون حجة ؟ ! بل هو نكرة ، و حديثه منكر ، و قال في ترجمة جابر من
" الميزان " : متهم ، حدث عنه قتيبة بن سعيد و علي بن بحر بما لا يشبه حديث
الثقات ، قاله ابن حبان .
قلت : و مع ذلك ذكره السيوطي في " الجامع " ! و يغني عنه ما أخرجه الحاكم قبيل
هذا عن أبي هريرة مرفوعا : " أن عبدا أصاب ذنبا فقال : يا رب أذنبت ذنبا فاغفره
لي ، فقال ربه عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به ، فغفر له .."
الحديث و قال : صحيح على شرط الشيخين ، و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا .
لكن استدراكه على الشيخين وهم ، كما كنت ذكرت في تعليقي على " صحيح الجامع "
( 2099 ) ، فقد أخرجه البخاري ( رقم 7507 ) و مسلم ( 8 / 99 ) و أحمد أيضا ( 2
/ 296 و 405 و 492 ) .
(1/401)
________________________________________

325 - " من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له و إن لم يستغفر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 496 ) :

موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 272 / 1 / 4633 ) من طريق إبراهيم بن هراسة
عن حمزة الزيات عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا ، قال
الهيثمي ( 10 / 211 ) : و فيه إبراهيم بن هراسة و هو متروك .
قلت : و كذبه أبو داود و غيره ، و انظر الحديث قبله .
و مما يبطل هذه الأحاديث الأربعة ما تقرر في الشريعة أن النجاة لا تكون بمجرد
الندم و العلم أن الله مطلع على المذنب بل لابد من التوبة النصوح .
و سوف يأتي حديث آخر بهذا المعنى ( 6172 ) .
(1/402)
________________________________________

326 - " من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مئة شهيد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :

ضعيف جدا .

رواه ابن عدي في " الكامل " ( 90 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 93 / 1 و
141 / 2 ) عن الحسن بن قتيبة أنبأنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن أبي نجيح عن
مجاهد عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و علته الحسن بن قتيبة ، قال الذهبي في
" الميزان " : هالك ، قال الدارقطني : متروك الحديث ، و قال أبو حاتم : ضعيف و
قال الأزدى : واهي الحديث ، و قال العقيلي : كثير الوهم .
قلت : و شيخه ابن المنذر لا يعرف ، و قد عزاه المنذري في " الترغيب " ( 1 /
41 ) للبيهقي من طريق الحسن هذا .
و روي الحديث بلفظ آخر أقرب من هذا ، و هو :
(1/403)
________________________________________

327 - " المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :

ضعيف .

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 200 ) من طريق الطبراني و هذا في
" الأوسط " ( 2 / 31 / 5746 ) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ، حدثنا محمد بن
صالح العذري حدثنا ( عبد المجيد بن ) عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء
عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : غريب من حديث عبد العزيز عن عطاء ، كذا قال
و زاد الطبراني : تفرد به ابنه عبد المجيد .
قلت : و هو مختلف فيه ، و في " التقريب " : صدوق يخطيء ، و محمد بن صالح العذري
بالذال المعجمة أو المهملة لم أعرفه ، و قال الهيثمي في " المجمع "
( 1 / 172 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن صالح العدوي ( كذا )
و لم أر من ترجمه ، و بقية رجاله ثقات .
و منه تعلم أن قول المنذري ( 1 / 41 ) : و إسناده لا بأس به ، ليس كما ينبغي .
و يغني عنه حديث : " إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه
أجر خمسين منكم ... " الحديث ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 494 ) .
(1/404)
________________________________________

328 - " من غدا في طلب العلم صلت عليه الملائكة و بورك له في معاشه و لم ينتقص من رزقه ، و كان عليه مباركا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 498 ) :

موضوع .

ابن بشران ( 154 / 2 ) و ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " ( 1 /
45 ) معلقا من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم ، حدثنا مسعر بن كدام عن عطية عن
أبي سعيد الخدري مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، يحيى بن هاشم كذبه ابن معين و غيره ، و عطية العوفي
ضعيف مدلس .
ثم وجدت ليحيى متابعا ضعيفا جدا ، أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 26 ) :
حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأنصاري قال :
حدثنا مسعر بن كدام به ، و قال العقيلي : هذا حديث باطل ، ليس له أصل ، و ليس
هذا الشيخ ( يعني الأنصاري ) ممن يقيم الحديث .
و من هذا الوجه ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 43 ) و قال :
أورده ابن الجوزي في " العلل الموضوعات " .
(1/405)
________________________________________

329 - " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل : *( اجعلني على خزائن الأرض )* لاستعمله من ساعته ، و لكنه أخر لذلك سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 499 ) :

موضوع .

قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 90 ) : أخرجه الثعلبي عن
ابن عباس من رواية إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عنه ، و هذا إسناد ساقط
و من طريق الثعالبي رواه الواحدي في " تفسيره " ( 93 / 1 ) .
(1/406)
________________________________________

330 - " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي لئلا تفتضح عند الأمم ، فأوحى الله إلي :
يا محمد بل أنا أحاسبهم فإن كان منهم زلة سترتها عنك لئلا تفتضح عندك " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :

موضوع .

أخرجه الديلمي في " مسنده ( 2 / 101 ) بسنده عن أبي بكر النقاش عن الحسن بن
الصقر عن يوسف بن كثير عن داود بن المنذر عن بشر بن سليمان الأشعبي عن الأعرج
عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به ، و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 179 ) من رواية الديلمي ثم قال : النقاش متهم .
قلت : و مع هذا فقد ذكره في كتابه " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن
أبي هريرة ! و سكت عليه شارحه المناوي فلم يزد على قوله : و رواه ابن شادني
و غيره ، كذا ، و كأنه لم يقف على إسناده ، و إلا لم يجز له السكوت عليه و لا
أن يقتصر على تضعيف إسناده في كتابه الآخر " التيسير " ، ثم ذكره السيوطي من
رواية ابن النجار عن أنس بن مالك نحوه ، و فيه محمد بن أيوب الرقي ، قال
ابن حبان : كان يضع الحديث .
و أورده ابن عراق أيضا في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة
الموضوعة " ( ق 400 / 1 ) .
(1/407)
***************************************
يتبع .....