السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختى الكريمه
بارك الله فى حضرتك وازادكى الله من علمه ونفع بكى الامه...... اما بعد
سوف اعلق على كلام حضرتك ولكن فى الاقتباس نفسه لانى استفادت كتير جدا

أخي الكريم تأكد أن أسئلتك هذه مرت على كل مسلم بل وعلى كل إنسان له دين سماوي
فالإنسان دوماً لديه فضول لرؤية ما خفي عنه ولكن مع ذلك فليس كل ما خفي عن الإنسان أدركه بالتخيل فكيف لك أن تتخيل شيئاً لم تره في حياتك؟


هناك احاسيس لم نشعر بها فى حياتنا ونتلهف فى الاقتناع بها وتجريبها

وبداية أريد أن أذكرك أخي الكريم أن عبادة الله تعالى لم تقتصر على الصلاة فالعبادات كثيرة وأنت مُطالَب في جميعها أن تعبد الله كأنك تراه

ولكن ما معنى أن تعبد الله كأنك تراه ؟ هل معناه أن تتخيله وأنت تصلي أو تزكي أو تصوم أو تطوف بالبيت مثلاً؟
لا يا أخي ليس هذا المقصود من عبادتنا لله كأننا نراه

سأعطيك مثال ولله المثل الأعلى :

تخيل أنك حصلت على عمل في الحرم المكي مثلاً وهناك إدارة لهذا الحرم ومدير إدارة
لكنك لم تتعامل مع المدير أبداً ولم تره بل تتعامل مع الموظفين عنده
وهؤلاء الموظفون قالوا لك لقد طلب المدير منك كذا وكذا وضع في حسبانك أن المدير يراقبك بكاميرات فيديو ويرصد تحركاتك وإن قصرت سوف يجازيك
فاعمل كأنك تراه يقف أمامك فإن لم يقف أمامك فهو يراقبك من دون أن تقابله
هل أنت بذلك ستقف في عملك تتخيل شكل هذا المدير ؟ أم أنك ستعمل وتعمل بجد كأنه يقف أمامك يقيم عملك؟
طبيعي أنت لست مُطالَب أن ترى شكله ولا حتى أن تتخيله
مشكلتى اننى تاتى على قلبى وعقلى معا مجرد فكره بسيطه بشكل هذا الشخص وافكر واتامل فيه والخ وهذا قليلا ما يحدث معى ولكنه كان كثيرا جدا وانا صغير

والدليل أنك لم تطلب من الموظفين أن يقابلوك بالمدير لكي تعمل كأنك تراه
ولم تقل لهم لا أستطيع العمل بجد واجتهاد إلا إذا رأيت شكل هذا المدير حتى أتخيله وأنا أعمل فأجتهد كما أمرني

إذاً فعبادتك لله كأنك تراه لم تطالبك بتخيل شكل الله تعالى بل عليك أن تعمل كأنه أمامك بجد وجهاد واجتهاد

أتمنى يكون المثال قرّب لك الفكرة

أما عن ماذا تتخيل أثناء الصلاة وقولك لصديقك تخيل السماء مثلاً فهذا ليس صحيح أخي لأنك في صلاتك يجب أن يكون تفكيرك فيما تقرأ من آيات كريمة وتسابيح وحمد وتكبير وشكر ودعاء أثناء السجود


كنت عارف ان التخيل اصلا خاطا
والآيات لا تتحدث عن السماء وحدها

فبعد أن تنسى الدنيا وتركز بعقلك وتفكيرك في عمل الخير الذي تفعله لإرضاء الله ولا تفكر في سواه تبدأ في التفكر في الآيات التي تتلوها في صلاتك
وحقيقي الشيطان يُلَبّس على الإنسان ويوسوس له في صلاته لكي يجذب تفكيره عما يقرأ وأعطيك مثال آخر وتحمل الأمثلة فأعتقد هي أسهل في تقريب الفكرة

لو تنظر إلى أي من أحوالك أو اهتماماتك يا أخي وتراقب نفسك وأنت تفكر فيها لن تجد تفكيرك يشرد أبداً بل ولن تستطيع أن تفكر في شئ وتتحدث في شئ آخر لا تفكر فيه

أنت في الصلاة تقرأ الآيات وربما تقرأها قراءة ممتازة وسليمة وبلا أخطاء ومع ذلك تجد نفسك تفكر في عملك أو مشكلة مع أبيك أو كلمة سمعتها من صديقك أو عمل تنوي القيام به بعد الصلاة


من هذه النقطه يجب ان اقرا القرىن الكريم كاملا (بفهم وقارءه للتفاسير)

لكن تعالى راقب نفسك وأنت تجلس مع صديق تتحدث معه في شئ مهم هل تستطيع أن تجعل لسانك يتحدث بكلام وتفكيرك في نفس اللحظة يكون في شئ آخر ؟ مستحيل وأتحدى من يستطع فعل الاثنين مع بعضهما في غير الصلاة


ده بقى مثل جامد جدا وهيفيدنى كثير اوى فى موضوعى الجديد (ياريت يجيلنا الاحساس هذا مع الله سبحانه وتعالى)
أتعرف لماذا؟ لأن الشيطان يأتي لك في صلاتك يشتت ذهنك ليخسرك الخشوع في الصلاة فتخرج من صلاتك كأنك لم تصلي
أما أن يشتت ذهنك وأنت تتحدث عن شئ عادي لا يهمه بل يمكن أن يزيدك في التركيز ويساعدك في التفكير ويمدك بفكرة شريرة جديدة تقولها لصديقك
تذكر أخي أنني أقصد الفترة التي تتحدث أنت فيها لا التي يتحدث فيها صديقك

لذلك هذا المثال هو أكبر دليل على أن الشيطان يزورك في كل صلاة وعليك أن تتغلب عليه فتعبد الله كأنك تراه
فتقرأ مثلاً " قل هو الله أحد " تتذكر وحدانية الله وتنزيهه عن الولد وتتذكر ضلال النصارى الذين يسجدون للصور والأصنام ويتركون المُنعِم عليهم

تقرأ " محمد رسول الله والذين معه " تتذكر أصحابه ومواقفهم العظيمة وتضحيتهم بدمائهم من أجل أن يحافظوا لك على الدين حتى يصلك يهذا الشكل الكامل من دون نقصان أو تحريف مثل باقي الديانات

وهكذا يا أخي في كل آية
ولتساعد نفسك على التركز في الصلاة اقرأ تفسير الآيات التي تصلي بها لتفهم ما تقول ويشغل بالك معنى الآيات وإعجازها بدلاً من أن يشغل بالك شئ آخر
وجاهد نفسك يا أخي وتدرب ولا تيأس ولا تمّل فأنت تجاهد نفسك وتجاهد الهوى والشيطان بصلاتك وقد يأخذ هذا الأمر أيام أو شهور أو سنين وأنت تجاهد فأكمل ولا تتوقف حتى آخر يوم في عمرك لأن النفس والهوى والشيطان لن يتركوك إلا بعد أن تسلم روحك لله فقد انتهى عملهم إلى هذا الحد

نفسك والهوى والشيطان أكبر أعداء الإنسان فلا تجعل الشيطان يغير تفكيرك إلى " ما هو شكل الله وكيف أتخيل الله " لتترك العمل الأساسي المطلوب منك

وبالمثل في أداء فريضة الزكاة فهي عبادة أيضاً : تذكر آيات الزكاة وأنت ذاهب في طريقك لأدائها

    : وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة : 110]

وتذكر كيف فُرِضَت الزكاة والصلاة على بني إسرائيل من قبل فتولّوا ولم ينفذوا إلا قليلا
وافخر بعبادتك وقل بقلبك وعقلك أنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم حافظت على الصلاة والزكاة والصيام وقد ضيعها بنو إسرائيل
سوف يتباهى الله بي ورسوله صلى الله عليه وسلم
وبالمثل في الصيام فلا تختلس الذنوب أثناء صيامك وجاهد نفسك في رمضان على ترك المعاصي لتظل على هذا الحال طوال العام
وبالمثل في الحج والعمرة أثناء الطواف والسعي
لو حطيت الخشوع والتركيز في دماغك يا أخي سوف تجد نفسك تفعل بإذن الله بمنتهى البساطة
فهناك أشياء كثيرة تعطي لها قلبك وعقلك أثناء فعلها وأثناء التفكير فيها فالعبادات أولى بذلك

إن من الشباب والبنات إلا من رحم ربي قد يجلس بالساعات الطوال وقد يكون طوال اليوم يحدث فتاة في التليفون أو في الشات ومركز كل تفكيره واهتمامه معها
لا يشرد بذهنه هنا ولا هناك
لا يريد أن يضيع كلمة من كلامها إلا ويقرأه ويفتعل منه أشعارا
ويغلق معها التليفون أو الشات ويجلس يفكر فيها ولا يشغل باله سواها
وقد يسجل رسائلها على الشات ليقرأها اثناء غيابها ولا يفكر في أي شئ سواها
مشكله كبيره جدا ان تفكيرنا لا يتذكر الله والاخطر ان تذكرنا لله باللفظ فقط وليس بالتفكير والتأمل ولا الشعور الحقيقى بحبه لنا والخ
يا سبحان ربي لماذا لا يعطوا هذا الحب لمن خلقهم ؟لماذا لا يعطوا هذا الوقت للذي أنعَم عليهم ؟ لماذا لا يعطوا هذا الوقت لإفادة غيرهم وخدمة مجتمعهم؟لماذا لا يمكث في المسجد ساعة واحدة لمحاضرة أو يخرج من ماله بحب وصفاء نفس للفقراء أو أو أو؟.
انا نفسى بجد احس بكل الاحاسيس دى

من اراد فعل شئ وأحبه حق الحب وآمن به وجعله مسيطراً على حياته سيفعله لا محالة
لكن للأسف الناس تنتقي ما يشعرها بالنشوات المادية ويتركون النشوة الروحية التي هي أعلى وأعظم والتي سينالون بها خيري الدنيا والآخرة ولكنهم لا يعلمون إلا من ذاقها وجرب حلاوتها فلن ينساها

إذاً في النهاية يا أخي نت غير مُطالَب أصلاً بأن تتخيل شكل الله ولم يطلب الله هذا ولا رسوله
صلى الله عليه وسلم
ومن هذا النقاش الرائع اتقدم لحضراتكم بنقاط استفدتها وسالخصها وايضا ساضيف عليها من عندى
1/ ان نفكر ونتدبر القرآن اثناء الصلاه ولا نفكر فى غير ذلك (ده فى حد ذاته احساس مش هيحس بيه غير للى مهتم بالتفكير فى صفات الله والاحساس بها احساس حقيقى)
2/ اهتمام وتفكير فى الملعومات الدينيه = طاعه وعدم تركها
3/ (احساس وفكره) احساس حقيقى بالفكره والاقتناع بها من خلال هذه المعادله
اقتناع تام = الاحساس نفسه (مهما كان جديدا على الفرد) +تجربه (موقف صعب مثلا مر والله اخرجه منه) +تفكير (تأمل فى الاحسا نفسه والتفكير فيه) سوف يعطى احساس كامل واقتناع كامل
4/ جائت لى فكره اننى اقوم بتفسير القرآن من اتجاه يجعل الناس تتوب وتعود الى الله (دى محتاجه تفصيل)
الشيخ الشعراوى فسره فى خواطره (تفسير رائع جدا) طبعا انا فاهم انه لم يغير شيئا من المعانى والتفاير الاصليه
وايضا هناك تفسير عقائدى يبين العقيده من خلال تفسير الايات
وهناك تفسير نفسى يبين الاحساس النفسى فى الايات
وما فكرت فيه هو اننى وانا اقرأ القرآن وهو مفسر بهذا التفسير الجديد فيجعلك ترجع الى الله وتتوب له وتؤمن اكثر به فمثلا فى ذكر اليهود فى القرآن الكريم نذكر صفاتهم التى هى يمكن ان تكون فى الملمين الان مع اختلاف الفرق فنحن فى ضعف الايمان وهم فى الكفر ذاته
مثلا وهم لايؤمنون مع أن المعجزات نزلت عليهم ورئوها بعينهم فنحن تجدنا يمر علينا موقف صعب جدا ونعود الى الله ونصلى وبعد ما يمر الموقف فغى كل سلام نعود للمعاصى الي هذا التغير من صفات اليهود ؟!!
وهيكون طبعا تفسير بيغير الاحساس للشخص وكل ايه فيها عبره وحكمه
وهذا طبعا بعدما اقرأ التفاسير المختلفه وبعد دراسه كبيره جدا ومواقف توبة اناس كثيرون والخ

ويكفى هذا لكى لا اطيل اكثر من ذلك
والسلام عليكم اختى الفاضله وباقى الاعضاء الكرم