انتظرت شوية قبل ما أضيف .. مداخلة علشان لو حد عنة اضافة يفيدنا بيها ..
ايه رأيكم وانتوا بتقروا القرآن كل واحد يضع بجانبه قلم .. وذلك حتى يكتب ملاحظاته ومنذ يومان كنت أقرأ في سورة التوبة قوله سبحانه ... يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .. فتذكرت أن هذه الآية موجودة ولكن بشكل آخر وهي المشهورة في الخطب وكذلك في كتابات الناس .. ولما بحثت .. وأردت أن اتدبر وجدت التالي ...
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 6 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 7 يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 8 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ 9 - الصف
في هذه الآيات جائت اللام لتوضح أن الكافرون بفعلهم هذا ( وهو افترائهم الكذب على الله ) يريدون أن يقضوا على الاسلام .. أي محاولة غير مباشرة للقضاء عليه
لكن الإجاية جائت مؤكدة و قاطعة وسريعه في حرف العطف (الواو)
فلم يقل الله مثلا (فإن الله متم نوره – أو فالله متم نوره الفاء تفيد سرعة تحقق الحدث - أو سيتم الله نوره هنا السين تعني شيء سيحدث في المستقبل القريب – أو فسوف يتم الله نوره أما سوف فتعني مستقبل – أو ثم يتم الله نوره وتعني أن الأمر سيحدث ولكن بعد أمر ما قبله - أو يتم الله نوره .. لأن كلها )..
لكن والله متم نوره (فهنا يقر قاعدة متعارف عليها) .. مما يوضح أنه أمر أكيد ولا شك فيه .. وبالرغم من افترائهم (بادعاء ولد لله و تحريف في الكتاب) فلا يحاولوا فالأمر مقضي عليه بالفشل .. لإن إتمام النور هنا كمعنى يجيء حتى قبل أن يفتروا الكذب .... ويوضح أن نور الله وشرعه ودينه دائما ما يظهر ويتم ولو كره الكافرون
( وهنا استخدم الكفر .. لأن الكافر هو من يعرف الحقيقة وينكرها أو من لا يعرفها وينكرها) وهو فعل الملاحدة و كذلك اليهود وذلك لمعرفتهم بوجود رسول يأتي من بعده اسمه أحمد لكنهم كفروا به ( مع ملاحظة إقران الله لليهود مع الوثنيين والمشركين في أكثر من مناسبة في القرآن ) مثل
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون)
( وفي آية إظهار دين الله الاسلام على كل الأديان ... هنا استخدم المشركون .. لأن المشرك قد يعلم أن الله واحد لكنه يجعل له شريك في ملكه ) وهو فعل النصارى حينما قالوا المسيح ابن الله - و اليهود حينما قالوا عزير ابن الله وأكلهم أموال الناس بالباطل – واتخاذهم أحبارهم (ذكر أحبار اليهود ثم ذكر رهبان النصارى للتأكيد أن الرسالة لكليهما ) ... أربباً من دون الله
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 30 اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ 31 يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 32 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ 33 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 34 يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ 35 – التوبة
هنا كلمة أن يطفئوا لتفيد استمرار هذه الإرادة .. يعني المشركين مستمرون في محاولاتهم لإطفاء نور الله ولذلك جاءت الأفعال في المضارع (يريدون - يطفؤوا ) لتفيد الاستمراريه حتى الإجابة عليهم جاءت في المضارع و ( يأبى الله ) نفس حرف الواو الذي جاء توضيحه في الآيات السابقة ... وهذه المرة جاءت ويأبى الله إلا أن يتم .. وفي هذه القوة في كلمة يأبى الله أي ( لا يرضى ) إلا أن ( وقد استخدمت أن في المرتان للتأكيد على استمرار الإرادتين ... إرادة الكفار في أن يطفئوا .. ثم إرادة الله أن يتم ) ولذا نجد في سياق الآيات وجوب قتال هؤلاء وإخضاعهم ثم دفعهم الجزية وهم صاغرون .. ( وقد رأينا وآرانا الله نتيجة عدم تطبيق حكمه في هذه الأيام في الاحداث التي تحدث في مصر وتجرأهم على غالبية الشعب المصري بل وعلى الاسلام ) لان من خلقهم هو أعلم بهم وبما في نفوسهم فقد أمر بذلك .. ثم لمزيد من الاقناع لماذا كان هذا الحكم .. فقد ذكر الأسباب ( أنهم اتخذوا احبارهم أربابا- وأكلهم اموال الناس بالباطل – و صدهم عن طريق الله ) فكان جزاء ذلك ذلة في الدنيا على أيدي المؤمنين بالجزية .. وفي الآخرة عذاب أليم ...
أرجوا من الله أن يقر أعيننا بخزي الكافرين ( على أيدينا ) واتمام نوره وإظهاره على الدين كله .. ولو كره الكافرون ...
المفضلات