3721 - ( سيكون في آخر الزمان ذئبان القراء ، فمن أدرك ذلك الزمان ؛ فليتعوذ بالله من شرهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 197 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 35-36) : حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن البطال ، قال : حدثنا عبدالرحمن بن محمد العاقب قال : حدثنا سالم ، عن عبدالرحمن بن عبيد ، عن سليمان ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً ، وقال :
"غريب من حديث سليمان ، لم نكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ ، أفادناه عنه أبو الحسن الدارقطني الحافظ" .
قلت : وهذا الشيخ المصيصي ؛ قال ابن أبي الفوارس :
"كان فيه تساهل" .
ومن بينه وبين سليمان - والظاهر أنه الأعمش - ؛ لم أعرفهم .

(227/1)


3722 - ( سيكون من بعدي خلفاء ، ومن بعد الخلفاء أمراء ، ومن بعد الأمراء ملوك ، ومن بعد الملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي ؛ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، ثم يؤمر القحطاني ، فوالذي بعثني بالحق ! ما هو دونه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 198 :
$ضعيف$
رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 236/ 2) عن حنين بن علي الكندي مولى جذع ، عن الأوزاعي ، عن قيس بن جابر ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ 200/ 2) من هذا الوجه ؛ إلا أنه وقع فيه : "الحسين بن علي الكندي مولى ابن خديج" ، وسواء كان الصواب هذا أو ذاك ، فإني لم أعرفه ، وكذلك لم أعرف قيس بن جابر ومن فوقه .
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 190) عن قيس بن جابر الصدفي ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً به . وقال :
"رواه الطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم" .
وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" إليه أيضاً عن جاجل الصدفي .
ومعنى هذا أن اسم جد قيس بن جابر : جاجل ، ولم أجد من ذكر ذلك ، وفي "الإصابة" :
"جاجل أبو مسلم الصدفي" .
ثم ساق له حديثاً آخر من طريق محمد بن مسلم بن جاجل ، عن أبيه ، عن جده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقال :
"قال أبو نعيم : ليست له عندي صحبة ....." .
فهل هو هذا أو غيره ؟ فليحقق في ذلك من كان يهمه الأمر .

(228/1)


3723 - ( سيقتل بـ (عذرا) ناس ، يغضب الله لهم وأهل السماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 199 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ 137/ 1) من طريق يعقوب (وهو ابن سفيان) : حدثني حرملة : أنبأنا ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال :
دخل معاوية على عائشة ، فقالت : ما حملك على قتل حجر وأصحابه ؟! فقال : يا أم المؤمنين ! إني رأيت قتلهم صلاحاً للأمة ، وبقاءهم فساداً للأمة ، فقالت : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
"رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة ، فلم يرفعه" .
ثم ساق إسناده إلى ابن المبارك عن ابن لهيعة : حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال : أن معاوية حج ، فدخل على عائشة ... الحديث مثله ؛ إلا أن فيه أن عائشة قالت : لقد بلغني أنه سيقتل بعذراء ... الحديث نحوه .
قلت : ورجاله ثقات ؛ لأن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه العبادلة : عبدالله بن وهب ، وعبدالله بن المبارك ، وعبدالله بن يزيد المقري ، وهذا الحديث من رواية الأولين عنه ؛ إلا أن علته الانقطاع بين أبي الأسود - واسمه محمد بن عبدالرحمن بن نوفل المدني - وعائشة ؛ فإنه لم يدرك عائشة ؛ فإنه من أتباع التابعين .
ومثله : سعيد بن أبي هلال (ووقع في الأصل : بلال) ؛ لم يدركها أيضاً . ولذلك جزم الحافظ في ترجمة حجر بن عدي من "الإصابة" بانقطاع سنده .

(229/1)


3724 - ( سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 199 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (2/ 311) عن سليمان بن عطاء الجزري : حدثني مسلمة بن عبدالله الجهني ، عن عمه أبي مشجعة ، عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلمة بن عبدالله مجهول .
وسليمان بن عطاء ؛ ضعيف اتفاقاً ، وقال البخاري في "التاريخ" (2/ 2/ 29) :
"في حديثه مناكير" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"منكر الحديث" .
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وقال :
"لا يصح ، قال ابن حبان : سليمان بن عطاء يروي عن مسلمة أشياء موضوعة ، فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي" بقوله (2/ 224) :
"قلت : سليمان روى له ابن ماجه ، وقال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال البخاري : في حديثه بعض المناكير . وقال الحافظ ابن حجر : لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع ؛ فإن مسلمة غير مجروح ، وسليمان بن عطاء ضعيف . والله أعلم .
وقد روي الحديث من طرق أخرى واهية نحوه كما سبق بيانه برقم (3579) .
ثم رواه ابن ماجه بالإسناد المتقدم بلفظ :
ما دعي رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى لحم إلا أجاب ، ولا أهدي له لحم قط إلا قبله .

(230/1)


3725 - ( سيدا كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر ، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 201 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 307) عن يحيى بن عنبسة المصيصي : حدثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يحيى هذا ؛ قال ابن حبان :
"دجال وضاع" . وقال الدارقطني :
"دجال يضع الحديث" .
لكن الشطر الأول من الحديث صحيح له طرق عدة عن جمع من الصحابة ، وقد خرجت طائفة منها في "الأحاديث الصحيحة" (822) .

(231/1)


3726 - ( سيد الأيام يوم الجمعة ، وأعظمها عند الله ، وأعظم عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى ، وفيه خمس خصال : خلق الله فيه آدم ، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض ، وفيه توفى الله آدم ، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا آتاه الله تبارك وتعالى إياه ما لم يسأل حراماً ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملك مقرب ، ولا سماء ، ولا أرض ، ولا رياح ، ولا جبال ، ولا بحر ؛ إلا هن يشفقن من يوم الجمعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 201 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 430) ، وابن ماجه (1/ 336) ، وأبو نعيم (1/ 336) من طريق زهير بن محمد ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن عبدالرحمن بن يزيد الأنصاري ، عن أبي لبابة بن عبدالمنذر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زهير بن محمد - وهو أبو المنذر الخراساني - ؛ قال الحافظ :
"رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها ، قال البخاري عن أحمد : كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر ، وقال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه" .
قلت : وقد اضطرب في إسناده ومتنه ، فرواه مرة هكذا ، ومرة قال : عن عبدالله بن محمد ، عن عمرو بن شرحبيل : أنبأنا سعيد بن سعد بن عبادة ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعد بن عبادة :
أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير ؟ قال : "فيه خمس خلال ...." الحديث .
أخرجه أحمد (5/ 284) ، والبزار في "مسنده" (1/ 294/ 615) من طريق أبي عامر : حدثنا زهير عنه .
وتابعه إبراهيم بن محمد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي - : حدثني عبدالله بن محمد بن عقيل به .
أخرجه الشافعي (424) : أخبرنا إبراهيم بن محمد به .
قلت : لكن إبراهيم هذا متروك .
ثم ترجح عندي بعد زمان مديد أن الاضطراب ليس من زهير بن محمد ، وذلك ؛ لأن الرواة عنه لهذا الحديث ليسوا من الشاميين الذين روايتهم عنه غير مستقيمة ، وإنما هو من رواية العراقيين عنه ، وهما اثنان :
الأول : (أبو عامر) ، واسمه عبدالله بن عمرو ، وهو العقدي ، وهو بصري ثقة .
والآخر : (يحيى بن أبي بكير) ، وهو كوفي ثقة . ومن طريقه : أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) أيضاً ، وعنه تلقاه ابن ماجه .
وكلاهما روياه عن زهير بإسناده الأول المنتهي إلى أبي لبابة بن عبدالمنذر .
والأول منهما هو الذي رواه عنه بإسناده الآخر المنتهي إلى سعد بن عبادة .
وعلى هذا ، فلا مجال لتعصيب الاضطراب بزهير بن محمد ، فلا بد من إعادة النظر فيمن فوقه . ففعلت ، فوجدت شيخه في الإسنادين عبدالله بن محمد بن عقيل ، فوقفت عنده ؛ لأنه متكلم في حفظه ، والذي استقر عليه رأي الحفاظ كالبخاري وغيره : أن يحتج بحديثه في
مرتبة الحسن ، إلا إذا ظهر فيه علة منه أو من غيره . وقد وجدت الإمام البخاري رحمه الله قد أشار إلى علة الحديث بأسلوبه العلمي الدقيق الخاص ، وأنها ليست من زهير بن محمد ، فقال في ترجمة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، ساق فيها حديثه هذا في "التاريخ" (2/ 2/ 44) من ثلاثة وجوه :
1- عن سعيد بن سلمة ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد] بن سعد ، عن أبيه ، عن جده سعد بن عبادة .
2- وقال زهير بن محمد : عن ابن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد ، عن النبي صلي الله عليه وسلم .
3- وقال عبيدالله بن عمرو : عن ابن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل - من ولد سعد - ، عن سعد بن عبادة ، عن النبي صلي الله عليه وسلم .
ثم أعاد البخاري هذا في ترجمة شرحبيل بن سعد (2/ 2/ 251) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وكذلك سكت عنه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 339) ، فلم يذكر فيه شيئاً ، وأما ابن حبان ؛ فذكره على قاعدته المعروفة في "الثقات" (4/ 364) ، وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه ، فقال في "الكاشف" :
"وثق" !
وأشار الحافظ إلى تليينه بقوله في "التقريب" :
"مقبول" .
يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث عند التفرد ، وما ذلك إلا لجهالته عنده .
والمقصود أن الإمام البخاري رحمه الله أشار إلى إعلال الحديث ، باضطراب ابن عقيل في روايته إياه على هذه الوجوه الثلاثة التي رواها عنه أولئك الثلاثة : سعيد بن سلمة - وهو ابن أبي الحسام - وزهير بن محمد ، وعبيدالله بن عمرو - وهو الرقي - ، وثلاثتهم ثقات في الجملة ، فلا يمكن والحالة هذه نسبة هذا الاختلاف على ابن عقيل إليهم ، وبخاصة الرقي منهم ؛ فإنه ثقة من رجال الشيخين ، بل هو من ابن عقيل نفسه ؛ لما عرفت من الضعف الذي في حفظه .

(232/1)
ومن المقرر في علم مصطلح الحديث أن من أنواع الحديث الضعيف : الحديث المضطرب ، وذلك ؛ لأن تلون الراوي في روايته الحديث إسناداً ومتناً ؛ واضطرابه فيه ؛ دليل على أنه لم يتقن حفظه ، ويحسن ضبطه ، وهذا لو كان ثقة ، فكيف إذا كان متكلماً في حفظه كابن عقيل هذا ؟ فكيف إذا كان اضطرابه شمل المتن أيضاً ؟! فإنه لم يذكر في رواية البخاري المتقدمة عن سعيد بن سلمة قوله في آخر الحديث :
"ما من ملك مقرب ..." إلخ .
وجملة القول ؛ أن الحديث قد تفرد بروايته عبدالله بن محمد بن عقيل ، واضطرب في إسناده اضطراباً شديداً ، وفي متنه . فهو ضعيف بهذا السياق التام ، وقد صح نحوه من حديث أبي هريرة ؛ دون تلك الزيادة في آخره ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (961) ، وساعة الإجابة منه متفق عليها بين الشيخين .
هذا ؛ وقد كنت حسنت الحديث في بعض تعلقاتي تبعاً للبوصيري في كتابه "الزوائد" ومشياً مع ظاهر إسناده عند ابن ماجه ، والآن وقد تيسر لي تحقيق القول في إسناده ومتنه ؛ فقد وجب علي بيانه أداءاً للأمانة العلمية ، داعياً : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) .

(232/2)


3727 - ( سيد الشهور رمضان ، وأعظمها حرمة ذو الحجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 205 :
$ضعيف$
رواه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (40/ 1) ، والبزار (960-كشف) ، والديلمي (2/ 203) وابن عساكر في "التاريخ" (8/ 483/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (14/ 145/ 1) عن يزيد بن عبدالملك ، عن صفوان ابن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن عبدالملك - وهو النوفلي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
وروي من حديث ابن مسعود مرفوعاً به ؛ دون الشطر الثاني ، وزاد :
"وسيد الأيام يوم الجمعة" .
أخرجه عبدالغني المقدسي في "فضائل رمضان" (ق 53/ 2) عن عيسى الأصم ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن هبيرة بن يريم عنه .
وعيسى الأصم ؛ لم أعرفه . وقد خولف في إسناده ؛ فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (2/ 8/ 2 و 9/ 1) من طريقين آخرين ، عن أبي إسحاق به موقوفاً على ابن مسعود .
وكذلك أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 21/ 2) من طريق المسعودي ؛ عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة قال : قال عبدالله : ... فذكره موقوفاً عليه .

(233/1)


3728 - ( سيد الناس آدم ، وسيد العرب محمد ، وسيد الروم صهيب ، وسيد الفرس سلمان ، وسيد الحبشة بلال ، وسيد الجبال طور سيناء ، وسيد الشجر السدر ، وسيد الأشهر المحرم ، وسيد الأيام يوم الجمعة ، وسيد الكلام القرآن ، وسيد القرآن البقرة ، وسيد البقرة آية الكرسي ، أما إن فيها خمس كلمات ، في كل كلمة خمسون بركة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 206 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 204-205) من طريق ابن السني : حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي : حدثنا سليمان بن جذام : حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبدالرحمن ، عن محمد بن عبدالقدوس ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مكحول ، عن رجل قال :
كنا جلوساً في حلقة عمر ، نتذاكر فضائل
القرآن إذ قال رجل : خاتمة براءة ، وقال آخر : خاتمة بني إسرائيل ، وقال آخر : خاتمة (كهيعص) ، وقال آخر : خاتمة (يس) و (تبارك) ، وفي القوم علي بن أبي طالب لا يحير جواباً ، إذ قال : يا أمير المؤمنين ! فأين أنت عن آية الكرسي ؟ فقال عمر : يا أبا حسن ! حدثنا بما سمعت فيها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، ولوائح الوضع عليه ظاهرة .
ومحمد بن عبدالقدوس ؛ مجهول ؛ قاله ابن منده .
ومجالد - وهو ابن سعيد ، ليس بالقوي .
وسليمان بن جذام ، والنهاوندي ؛ لم أعرفهما .

(234/1)

3729 - ( السائحون هم الصائمون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 207 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (2/ 335) عن جنيد بن حكيم الدقاق : حدثنا حامد ابن يحيى البلخي : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن السائحين ، فقال : "هم الصائمون" . وقال :
"صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، على أنه مما أرسله أكثر أصحاب ابن عيينة ، ولم يذكروا أبا هريرة في إسناده" ! ووافقه الذهبي !
أقول : وليس صحيح الإسناد ؛ بله على شرط الشيخين ؛ فإن البلخي هذا ، وإن كان ثقة ؛ فلم يخرج له الشيخان شيئاً .
والدقاق ؛ قال الدارقطني :
"ليس بالقوي" . فإنى له
الصحة !
وقد روي من طريق أخرى : أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17287) ، والعقيلي في "الضعفاء" (113) ، وابن عدي (69/ 2) عن حكيم بن خذام أبي سمير قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال ابن عدي :
"لم يرفعه عن الأعمش غير حكيم" .
كذا قال ! وحكيم متروك الحديث ؛ كما قال أبو حاتم . وتابعه أبو ربيعة زيد ابن عوف : حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش به مرفوعاً .
أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 58) .
لكن زيد بن عوف ؛ متروك أيضاً . ثم قال العقيلي :
"يروى عن أبي هريرة موقوف" .
قلت : وصله ابن جرير في "تفسيره" (17288) بسند صحيح عنه موقوفاً ، وهو الأصح ؛ كما قال السيوطي في "الدر" (4/ 248) .
ثم أخرجه هو (17289 و 17290) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 25/ 1) بسند حسن عن ابن مسعود موقوفاً .

(235/1)

3730 - ( السباع حرام . يعني المفاخرة بالجماع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 208 :
$منكر$
رواه أحمد (3/ 29) ، والعقيلي في "الضعفاء" (130) عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد مرفوعاً . وقال :
"لا يعرف إلا به" يعني دراجاً ، وروي عن أحمد أنه قال :
"أحاديثه مناكير" .
قلت : وابن لهيعة ضعيف أيضاً ، لكن تابعه منصور بن أبي الأسود ، عن دراج به . أخرجه الدولابي (2/ 157) ، والحسن بن موسى عند أبي يعلى في "مسنده" (ق 87/ 1و2) وعمرو بن الحارث عند البيهقي (7/ 194) . فالعلة من دراج .
(تنبيه) : لفظ الحديث عند الدولابي : "السباع" بالسين المهملة والباء الموحدة . ووقع عند الآخرين بلفظ : "الشياع" بالشين المعجمة والمثناة التحتية . قال في "النهاية" :
"قال أبو عمر : إنه تصحيف ، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة . وإن كان محفوظاً ؛ فلعله من تسمية الزوجة شاعة" .

(236/1)