وأعيش علىالفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات ، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاهالبشر . . لا أكره . . لا أحب . . لا أرفض أي شيء.
إن بيوت الأزياء جعلت منيصنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول ، فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورةفارغة من الداخل ، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس ، فكنت جماداً يتحرك ويبتسمولكنه لا يشعر ، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك ، بل كلما تألقت العارضة في تجردها منبشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد . . أما إذا خالفت أياً من تعاليمالأزياء فتُعرَّض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي ، والجسمانيأيضاً.
وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرجوغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء).
وتواصل " فابيان " حديثها فتقول:
( لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسديالمفرغ - إلا من الهواء
والقسوة - بينما كنت أشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي
شخصياً واحترامهم لما أرتديه.
كما كنت أسير وأتحرك . . وفي كل إيقاعاتي كانتتصاحبني كلمة ( لو). . وقد علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل الشيطان . . وقد كان ذلكصحيحاً ، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها ، والويل لمن تعرض عليها وتحاولالاكتفاء بعملها فقط).
وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى تقول:
( كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة ، حيث رأيت كيف يبني الناس هناكالفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع ، وشاهدت بعيني مستشفى للأطفال في بيروت ، ولمأكن وحدي ، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر ، وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاةكعادتهن.